الاثنين 16 نيسان (أبريل) 2012

مقاومة أبو الوليد .. و سلام أبو مازن !

الاثنين 16 نيسان (أبريل) 2012 par د.امديرس القادري

[/
لا ضرر ولا ضرار لو انتظرت فلسطين تحت الإحتلال مئة عام اخرى ، هذه هي آخر المعادلات التي باتت تسيطر على المشهد الفلسطيني الدائر على مسرح الأحداث ، وهذا ما أصبحنا ننام ونصحو عليه ، وهنا بات يراوح بيت القصيد الذي لم تتغير فيه كلمة لا في شطره ولا في عجزه ، وبالتالي فما على باقي المكونات الفلسطينية سوى التساوق مع تصريحات وتوجهات القادة من حركتي فتح وحماس اللتان لا نقلل من نفوذهما وما يفرضه ذلك النفوذ والتأثير من سيطرة واسعة على مجمل الشأن الفلسطيني الداخلي والخارجي .

السيد خالد مشعل زعيم حماس وفي كلمة ألقاها مؤخرا في مهرجان القدس الرابع الذي نظمه الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين في العاصمة القطرية ، يقول ويؤكد أن فلسطين هي القدس ، والقدس هي فلسطين ، ولا فصائل ولا أجندة بدون القدس ، وأن تحريرها واستعادتها لن يكون بغير بندقية المقاومة
، وعلى العدو الصهيوني أن يحسب ألف حساب لما هو قادم ، وأضاف وهو يخطب أمام الجماهير المحتشدة في المهرجان أن القدس لن تعود في ظل الإنقسام وغياب الوحدة الوطنية ، وطالب المعذرة من الذين ملو ويأسوا من الخطابات ، لأن عليهم معرفة وإدراك أن الأصابع التي تعبث بالشأن الفلسطيني كثيرة ومتعددة ، وهذا يفرض المسارعة إلى ترتيب البيت وعلى قاعدة الشراكة واستيعاب الآخر والقفز عن كل الخلافات .

بالمقابل ، وبأعلى درجات الإختصار يصر الرئيس محمود عباس وعلى صعيد كل الرئاسات التي يحمل مسؤولياتها فوق أكتافه العريضة على رفض البندقية والمقاومة ، ويبدي ثباتا قل نظيره في التمسك بالمفاوضات ، والسلام ، و رفض الإنتفاضة ، وتبادل الرسائل و التهاني مع المجرم شمعون بيرز ، وبالعمل
السياسي والإنفتاح على مشارق الأرض ومغاربها على أمل أن يحن قلب العالم وضميره فيتصدى لعنجهية «إسرائيل» وجرائمها وذلك بالنيابة عن الشعب الفلسطيني الذي ما عليه سوى أن ينام على ريش النعام و أن ينتظر ولو طال انتظاره إلى قيام الساعة .

إذا نحن أمام طريقان ، ونهجان ، وهذا ما يبدو لنا في الظاهر ، وبالتالي فإن الحديث عن التقاطعات بين ما يقوله الزعيمان ، وبين ما تفعله فتح وحماس على أرض الواقع قد يكون بحاجة إلى قراءة فنجان ، أو إلى الإستعانة بقراء الطالع والمبصرين عل وعسى أن يساعدنا ذلك في الوصول إلى جزء من حقيقة ما
يجري ويدور على المحاور الفلسطينية التي ما عدنا نعرف رأسها من قدميها وأمام هذا التداخل والتباين والإختلاف الذي يستطيع القاصي والداني أن يتلمسه في خطابات وأقوال الزعيمين .

« إسرائيل» بدورها لا تترك يوما يمر بدون أن تذبح المزيد من حمامات السلام التي يراهن عليها أبو مازن وفريقه السياسي الذي يقف من خلفه ، ولا تكسب مقابل هذا الذبح إلا المزيد من الدعم والتأييد من كل الذين يواصلون الوقوف إلى جانبها وفي كل المحافل ، وعليه فهي ماضية دوما نحو ارتكاب المزيد
من الجرائم وبكل صفاقة وعنجهية ، وعبر إدارة الظهر تماما لكل ما بات يعرف بعملية السلام والتسوية السياسية .

بالمقابل ، فإن السيد خالد مشعل و حركته المجاهدة مطالبون بدلائل على أرض الواقع ، و بتقديم المزيد من التوضيح فيما يتعلق بالتهديد بما هو قادم والذي يجب على “إسرائيل” أن تحسب له ألف حساب وذلك حسب أقواله في مهرجان الدوحة ، في الوقت الذي ظلت فيه بنادق حماس صامتة ، وصواريخها لم تنطلق نحو أوكار العدو الصهيوني عندما قام بشن عدوانه الأخير على شعبنا الصابر في
القطاع وعلى أهداف تخص حركة الجهاد الإسلامي على وجه الخصوص ، هذه الحركة التي قدمت مؤخرا أمينها العام الثالث شهيدا على طريق الكفاح والنضال والتصدي لجرائم هذا العدو .

قد يكون شعبنا أعلم بالمسافة بين مقاومة أبو الوليد وسلام أبو مازن وإن كانت بعيدة ام قريبة ، ولأن مقاومة حماس ومعها بقية الفصائل المؤمنة بهذا النهج لا تكفي ، ولأن السلام الذي يواصل الرئيس عباس رفع راياته يعاني من العبث و الفشل والعجز المزمن الذي لا يرتجى له شفاء ، وحتى لا تظل فلسطين القضية ضائعة ومغيبة بين الطريقين ، فلا بد من إيجاد أنجع الحلول لهذه المعضلة .

التجربة الفلسطينية الخاصة ومعها تجارب بقية الشعوب التي ناضلت وكافحت ضد الإستعمار والإحتلال تؤكد وتشير على أنه لا سلام إلا ذلك الذي يولد من فوهات البنادق ومن لديه رأي آخر فليدلي بدلوه ،
هذا هو الحل الوحيد الذي يختصر كل المسافات ويصنع الإنسجام بين مقاومة أبو الوليد التي يتمناها الشعب ، و بين اغلاق ملف سلام أبو مازن الذي يتسلى به الصهاينة و ما عدا ذلك سيبقى جعجعة و خطابات ، وحرث في البحر و كتابة رسائل!./]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 67 / 2165626

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2165626 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010