السبت 14 نيسان (أبريل) 2012

«إسرائيل» تريد سليمان رئيساً لمصر...!

السبت 14 نيسان (أبريل) 2012 par نواف الزرو

هذا هو العنوان «الإسرائيلي» الكبير الذي يحتل قمة الأجندة «الإسرائيلية» المتعلقة بمصر في هذه الأيام التي تشهد صراعاً انتخابياً سياسياً ساخناً جداً على الرئاسة المصرية.

فـ «إسرائيل» لا تنام أبداً، والعين «الإسرائيلية» تتابع ما يجري هناك في الداخل المصري بيقظة واستنفار، فالخريطة السياسية الداخلية المصرية تهم «إسرائيل» استراتيجياً، وكيفما تكون هذه الخريطة يكون مستقبل الصراع مع «إسرائيل» والمشروع الصهيوني....!

فمصر في أدبياتهم الدولة العربية الكبيرة والقوية التي بقدرتها أن تقلب الموازين والمعادلات في «الشرق الأوسط» كافة، لذلك تتواطأ كل القوى الشريرة لإضعافها وإشغالها في مشاكل وصراعات داخلية لا تنتهي أبداً.

لذلك،على قدر ما تشاءمت وبكت وأحبطت «إسرائيل» في أعقاب سقوط مبارك الصديق والحليف والكنز الاستراتيجي والجدار الأمني لها على مدى نحو ثلاثين عاماً، على قدر ما أخذت تنتعش وتتفاءل بعد أن أعلن عمر سليمان عن ترشيح نفسه للرئاسة المصرية.

فـ «إسرائيل» تريد سليمان رئيساً لمصر..!.

وهذا ليس تهويلاً او ضرباً في الودع، فهناك جملة من الوثائق والشهادات «الإسرائيلية» التي تبين الى أي مدى كان سليمان متفاهماً ومنسقاً مع «إسرائيل».

ففي مطلع عام 2011 أبدت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» اهتماماً ملحوظاً بمسألة تعيين الوزير عمر سليمان (مدير المخابرات العامة المصرية) نائباً للرئيس حسني مبارك قبل سقوطه، بينما أعربت عن ارتياحها لاختياره خصيصاً ليشغل هذا المنصب، لاسيّما أنه صديق مؤيد لـ «إسرائيل»، وفق وصفها.

وعمدت بعض الإذاعات والصحف العبرية لنشر ملخص عن حياة سليمان السياسية، فقد لفتت صحيفة «معاريف» في عددها الصادر الأحد (30/1/2011) النظر إلى دور سليمان وأهم مواقفه الرئيسية في بعض الشؤون الخاصّة والحسّاسة لاسيّما تلك التي يكون الكيان طرفاً فيها، فقالت ان سليمان هو رجل السرّ والثقة بالنسبة لمبارك وصديق مؤيد بالنسبة لـ «إسرائيل».

وبعد ذلك بأيام أكدت مصادر «إسرائيلية» أن عمر سليمان هو الشخصية الأكثر قرباً منها لمساهماته في حراسة مصالحها الإستراتيجية المشتركة مع مصر وتقول إنه وجه علاقات التعاون بينهما، بينما رأى تلفزيون «إسرائيلي» أن سليمان صاحب بيت في «إسرائيل»، وأكد محرر الشؤون الاستخباراتية في صحيفة «هآرتس»، يوسي ميلمان أن عمر سليمان لعب دوراً مفصلياً في توثيق علاقات التعاون العلني والسري بين «إسرائيل» ومصر وأنه أبرز رمز لها منذ توليه حقيبة المخابرات في 1993، وروى ضابط استخبارات «إسرائيلي» آخر أنه لن ينسى قيام عمر سليمان في واحدة من لقاءاتهما في مستهل الانتفاضة الثانية بالتهجم على ياسر عرفات وشتمه بفظاظة بعدما تبين له أنه لا يكترث بنصائحه، ويتابع سليمان هو الرجل القوي في مصر.

وتؤكد القناة «الإسرائيلية» العاشرة أن سليمان هو صاحب بيت في أروقة الحكم في «إسرائيل»، مشيرة لكونه منسقاً أمنياً بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية، وتابعت القناة تقريرها عن سليمان أنه مسؤول التنسيق الأمني بين مصر و«إسرائيل» في حربهما الهادئة ضد إيران. ويقول المحلل العسكري «الإسرائيلي» ران إدلست ان عمر سليمان هو صديق «إسرائيل» الأول في مصر والذي يقوم على حراسة المصالح الإستراتيجية للدولتين.

وتبين وثائق «ويكيليكس» ان سليمان كان يجري اتصالات يومية مع وزارة الأمن «الإسرائيلية» عبر خط ساخن سري، وانه اقترح دخول قوات «إسرائيلية» إلى مصر لمنع دخول أسلحة إلى قطاع غزة، وانه كان الشخص الذي فضلته «إسرائيل» لاستبدال مبارك بعد استقالة الأخير من منصبه، وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى العلاقات الوطيدة التي تربط سليمان بكبار المسؤولين «الإسرائيليين» منذ سنوات.

وجاء في دراسة «إسرائيلية» تعود الى عام 2003 ان عمر سليمان هو الذي خطط لإحلال عبّاس محل عرفات وأخرج عمرو موسى من الخارجية المصرية، وجاء في الدراسة التي نشرت في 2/5/2003، في صحيفة «هآرتس»، وهي بقلم نُعام آميت، ونشرت بموقع «شفاف الشرق الأوسط» : نتذكّر كثرة تنقلات عمر سليمان إلى مزرعة الجمّيز التي يملكها آرئيل شارون وسفره منها مباشرةً لعقد اجتماعات سرّية في مكتب ياسر عرفات في رام الله، ثم عودته مجدّداً إليها لكي يطلع كبار مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع على التطوّرات.

ويقول بن إليعازر أنه واحد من أنجح مدراء الإستخبارات في المنطقة، وحسب خبرتي الشخصية فإنه يمكن التعويل عليه، وهو يلتزم بوعوده.

واليوم، وبعد الإعلان رسمياً عن ترشح سليمان للرئاسة المصرية، نقلت إذاعة الجيش «الإسرائيلي» (غاليه تساهال)، صباح الاثنين 9/4/2012، عن وزير الأمن «الإسرائيلي» الأسبق، بنيامين بن إليعازر، والذي كان على علاقة وثيقة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك قوله إن عمر سليمان جيد بالنسبة لـ «إسرائيل»، وأكد بن اليعازر أن سليمان يرى العلاقات مع «إسرائيل» بوصفها حجر زاوية استراتيجي، وفي السياق ذاته، كانت قد أشارت إذاعة الجيش في وقت سابق في موقعها على الشبكة إلى أن «إسرائيل» تعتقد أن ترشح عمر سليمان للرئاسة هو أمر إيجابي، كما نقلت عن الوزير سيلفان شالوم وزير ما يُسمى بتطوير النقب والجليل، وهو من أقطاب حزب (ليكود) الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو، أن ترشح سليمان للرئاسة هو تحول إيجابي، وأضاف أن سليمان الذي يدرك الأمور من الداخل قادر على إحداث تغيير يوقف وصول الأسلحة والجهات المعادية والمخدرات من مصر إلى قطاع غزة.

وفي حين أوردت الصحافية سمدار بيري، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع المؤسسة الأمنية والاستخباراتية، نبأ ترشح سليمان للرئاسة، فقد بدت أكثر حرصاً على احتمالات نجاحه، حيث حذّرت من أن كيل المديح لسليمان في «إسرائيل» سيسيء له في مصر، وكتبت في مقال لها بعنوان الرئيس المصري القادم أنه يجب «تجنب قول أي كلمة لأنها ستكون زائدة»، معتبرة أن قول أي كلمة جيدة في «إسرائيل» سوف تعتبر في مصر على أن «إسرائيل» تعمل لصالح سليمان - صحيفة «يديعوت أحرونوت»، (الاثنين- 10/ 04/2012).

هذا هو إذاً سجل سليمان - وربما يكون المخفي أعظم بكثير أيضاً - لدى «إسرائيل»، فلا غرابة في ان «إسرائيل» تريد سليمان رئيسا لمصر.

غير أن الأغرب هنا في المشهد المصري، فكيف يسمح أصلاً للجنرال صاحب السجل الحافل جداً في الصداقة والتعاون مع «إسرائيل» بان يرشح نفسه للرئاسة المصرية ...؟!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2160592

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2160592 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010