السبت 14 نيسان (أبريل) 2012

«أهلاً بكم في فلسطين»

السبت 14 نيسان (أبريل) 2012 par محمد عبيد

«إسرائيل» تعدّ العدّة، وتحشد القوى لاستهداف مدّ المتضامنين الأجانب مع فلسطين وشعبها، والحملة التي يعتزم الفلسطينيون إطلاقها، بمشاركة نحو ألفي ناشط أجنبي، لإطلاع العالم على التاريخ والثقافة وجذور الصراع في فلسطين التي تحمل عنوان «أهلاً بكم في فلسطين»، مهدّدة كما هي العادة بعدوان وجرائم الاحتلال.

الحملة السلمية المنتظر إطلاقها من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، اعتباراً من غد (الأحد)، لن تمر «مرور الكرام» على الكيان الذي أعلن صراحة عزمه على ردع المتضامنين الأجانب، ومنعهم من الوصول ليس إلى الأراضي المحتلة فحسب، بل حتى إلى أرض المطار «الإسرائيلي»، المقام على أراضي مدينة اللد المحتلة عام 1948، والذي يعدّ لحشد 650 من عناصر شرطة الاحتلال داخله بالزي المدني، لمنع دخول الناشطين الدوليين أولاً، ومن ثم لإعادتهم من حيث أتوا، مع تلافي إمكانية ملاحقة الاحتلال قانونياً، من خلال ارتداء عناصر شرطته الزي المدني، خشية تصوير قمعهم للمتضامنين بزيهم الرسمي.

الكيان كرّر الخطوات ذاتها التي حاول من خلالها قطع الطريق أمام المتضامنين الأجانب، ومنها إلى جانب نشر عناصر القمع والإرهاب المنظم في مطاره، لمنع المتضامنين من الدخول وإعادتهم من حيث أتوا، وإن لزم الأمر اعتقالهم، وزجهم إلى جانب آلاف الأسرى الفلسطينيين، مخاطبة الدول التي يعتزم الناشطون السفر منها إلى فلسطين المحتلة، والدول التي يحمل المتضامنون جنسياتها، لمنعهم من السفر من أراضيها وعبر مطاراتها، ومنعهم من ركوب أية رحلة جوية إلى الكيان، وفي ذلك ما فيه من انتهاك فاضح لأبسط قوانين الحياة وحقوق الإنسان، في التنقل الحر. وليس ذلك فحسب، فهناك دعوة «إسرائيلية» صريحة للدول الغربية لانتهاك القانون نيابة عن الكيان، ولمصلحته، بدعاوى ممجوجة، ليست أقلها شأناً ذريعة «الأمن»، إلى جانب سيل الأكاذيب والاتهامات المعتاد عن الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة.

«أهلاً بكم في فلسطين»، شعار الحملة السلمية التي لا ترفع غير سلاح الكلمة، ولا تشهر غير سيف الحقيقة، وتضع ضمن أهدافها إبراز التاريخ الفلسطيني، وعادات وتقاليد الشعب وتراثه الذي يحاول «الإسرائيليون» سرقته، كما تهدف إلى حشد التضامن مع كفاح الشعب الفلسطيني، وما تواجه به هذه الحركة السلمية سيكون على الشكل الآتي: مخطط أعدته وزارتا الداخلية والخارجية «الإسرائيليتان»، وشرطة ما تسمى «مصلحة السجون» وشرطة الاحتلال، الذين سيشرفون مجتمعين على عملية منع دخول المتضامنين، في عملية أطلق عليها اسم «المنطقة المحصنة 2»، كما سيكون لجهازي «الشاباك والموساد» الاستخباريين وجود في مطار اللد، وكذلك مخابرات جيش الاحتلال.

هذا الحشد العسكري الهائل في مواجهة متضامنين أجانب سلميين، ومحاولة مصادرة حقهم في التنقل الحر المكفول في مختلف الشرائع الدولية والإنسانية، واستهدافهم بمخططات القمع والاعتقال، والإعداد لاحتمال اعتقالهم في سجون الاحتلال، بلا جرم ارتكبوه، غير انتصارهم لضميرهم الحي، وإيمانهم بحقوق الإنسان، وعدالة قضية الشعب الفلسطيني، ومحاولة إشراك دول أخرى في هذه الجريمة، بشكل يجعلها عابرة للقارات والمحيطات، لا يكشف فقط حقيقة الاحتلال «الإسرائيلي» الذي نعرف جميعاً أدق ملامح وتفاصيل وجهه القميء، بل يكشف أيضاً حجم الخوف في الكيان المارق، من تصاعد التأييد الدولي للقضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني، وتراجع قوة الدعاية الصهيونية في العالم بشكل عام، والغرب على وجه الخصوص.

ومع بدء العد التنازلي للساعات الأربع والعشرين السابقة للحملة الفلسطينية الدولية، وشعور قادة الكيان بحدة الموقف مع بدء توافد المتضامنين والناشطين الأجانب، تبدأ ملامح الغد القريب بالاتضاح شيئاً فشيئاً، ويظل منتظراً ما ستؤول إليه هذه الهجمة «الإسرائيلية» العاتية، على كل ما هو فلسطيني، وعلى كل متضامن أو متعاطف أو نصير لعدالة القضية الفلسطينية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 40 / 2165621

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165621 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010