الخميس 12 نيسان (أبريل) 2012

يا عنب الخليل كن سماً على الأعداء...!

الخميس 12 نيسان (أبريل) 2012 par نواف الزرو

كانت مدينة خليل الرحمن على مدى الزمن جزءاً عضوياً لا ينفصم من الوطن الكنعاني العربي المترامي الجميل المقدس.. وكان أهلها - ولا يزالون.. يعشقون أرضها وترابها وخيراتها الخضراء ويعشقون عبرها الوطن الفلسطيني كله..

إلى ان جاءت تلك البروتوكولات الاستعمارية التي فتحت أبواب الغزو والاستيطان والتهويد في فلسطين !

تقاطر الغزاة الصهاينة إليها من أقاصي الدنيا تحت ستار الأيديولوجيا الدينية اليهودية يحملون علانية وعودهم الكاذبة وصكوكهم التهويدية المزيفة التي تزعم أن مدينة خليل الرحمن لهم.. وأن الحرم الإبراهيمي الشريف جزء من ممتلكاتهم.

عاشت المدينة كما عاشت فلسطين كلها، منذ بدايات المشروع وعلى امتداد محطاته المتلاحقة تئن تحت براثن الاستعمار البريطاني.. ومخالب موجات الغزو الاغتصابي الصهيوني.. وكان ملف الخليل منذ ذلك الحين مفتوحاً للصراع الدامي، متوجاً مسيرة النضال والتصدي بالثلاثاء الحمراء، وحظيت المدينة بقصب السبق في مسيرة الكفاح والجهاد الوطني الفلسطيني حين خرجت قوافل القادة والمناضلين.

وفي أعقاب احتلالها غداة عدوان حزيران (يونيو) 1967 فتح ملف الصراع في المدينة من جديد، وبرزت بوصفها هدفاً مركزياً يتقدم جملة الأهداف الرئيسية في استراتيجية الاستيطان والسيطرة والتهويد الصهيونية للأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشهدت المدينة منذ احتلالها مسلسلاً طويلاً متصلاً لم يتوقف من مخططات ومشاريع وإجراءات المصادرة والاستيطان والتهويد والقمع والتنكيل والتدمير والتخريب..

المستوطنون يستبيحون مدينة خليل الرحمن استباحة شاملة جامحة لم يسبق لها مثيل قبل ذلك، ويبدأون عملياً حملة جديدة لترحيل أهل البلدة القديمة حصراً قبل غيرها، وتتصاعد الاعتداءات الاستيطانية الى درجة بات حال أهل «خليل الرحمن» يقول متمنياً : «لو أننا نصبح على نهار تكون الخليل فيه محررة من ما فيها من جيش «إسرائيلي» ومستوطنين..»، وإحدى نساء الخليل تعرب عن أملها بـ «تفكيك الحصار عن المدينة»، والخلاص من «السجن الكبير الذي يبتلعهم بالإكراه»، مضيفة قبل أن يتطاير كلامها الخجول في فضاء البلدة القديمة وهي على مقربة من مستوطنين يعربدون في المكان: «سنواجه عملية تهجيرنا من منازلنا وممتلكاتنا بكل ما أوتينا من قوة، ومهما كلفنا الأمر، حتى لو دفعنا أرواحنا ثمناً لذلك».

تكثف لنا أقوال المرأة الفلسطينية من قلب الخليل المشهد الراهن في المدينة الذي يحمل الكثير الكثير من المعاني والدلالات الصراعية على الوجود هناك...!

وليس ذلك فحسب - فالمستوطنون يشنون على مدار الساعة موجات متلاحقة من الاعتداءات المنهجية على أهل الخليل لا يمكن حصرها في عجالة، غير أن الأهم هو تلك الأجندة الأيديولوجية والسياسية الإستراتيجية التي تقف وراءها عملياً..!.

وعلى نحو مكمل فأهم العناوين الأخيرة في المشهد القائم هناك في قلب المدينة :

- عشرات المستوطنين الإرهابيين يقتحمون بيتاً عربياً متاخماً للحرم الإبراهيمي الشريف - «الخميس 31/03/2012».

- عدد من الوزراء في حكومة نتنياهو وبضمنهم وزير التربية والتعليم، غدعون ساعر والوزير يولي إدلشطاين يعلنون تأييدهم لعملية السطو على البيت - «هآرتس».

- الجيش يعلن المنطقة التي يقع بها المنزل منطقة عسكرية مغلقة، إلا أن المستوطنين يدخلون ويخرجون منها واليها دون مضايقة.

- المستوطنون يواصلون عربداتهم الهمجية في الخليل ضد الفلسطينيين، وذلك في إطار محاولاتهم المحمومة للسيطرة على مزيد من ممتلكات المدينة، وقالت مصادر «إسرائيلية»: «إن المواجهات العنيفة تتواصل بين المستوطنين والفلسطينيين في مدينة الخليل، وذلك خلال محاولة المستوطنين اقتحام أحد المنازل العربية في المدينة»، واعترفت مصادر عسكرية «إسرائيلية»: «أن عربدات المستوطنين في الخليل لم يسبق لها مثيل»، وذلك في سياق تنصل الاحتلال من مسؤولياته عما يجري تحت ذريعة «ان الجيش لا يستطيع السيطرة على المستوطنين»....!

هكذا هو المشهد، وهذه صورة مصغرة جداً عما يجري في مدينة خليل الرحمن، سطو مسلح في وضح النهار على بيت عربي متاخم للحرم، في سياق عملية استيلاء إستراتيجية يواصلونها في أنحاء المدينة.

وما يجري في المدينة يحتاج الى مجلدات ومجلدات لشرحه، فالأحداث يومية متلاحقة وكأن الاحتلال ومستعمريه في سباق مع الزمن لإحكام سيطرتهم على خليل الرحمن.

في مواجهة كل ذلك تبرز الصورة المشرقة المشرفة لمسيرة الصمود والتصدي والمقاومة والتشبث العنيد بكل حبة تراب من أرضها.

يتميز المشهد في مدينة خليل الرحمن بالإباء والكبرياء والدماء التي عطرت ولا تزال تراب الوطن هناك حتى ينبلج فجر التحرير مشرقاً ندي القسمات.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2165418

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165418 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010