السبت 24 نيسان (أبريل) 2010
دمشق معنية باستنهاض الوضع الفلسطيني بمواجهة اسرائيلية ومرحلة ما بعد عباس

القدومي: جاهز للعمل ضمن مرجعية فصائل المقاومة في دمشق

يعمل على عقد مؤتمر عام لحركة “فتح” في الخارج
السبت 24 نيسان (أبريل) 2010

عمان ـ شاكر الجوهري:

قرر فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الإنخراط في أي اطار جبهوي تعلن عنه فصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق.

القدومي أبلغ ذلك لقادة الفصائل الفلسطينية التي التقاها في العاصمة السورية خلال زيارته الأخيرة التي اجتمع خلالها بالترتيب مع خالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي، ماهر الطاهر مسؤول قيادة الخارج في الجبهة الشعبية، خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، رمضان عبد الله شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، أحمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية القيادة العامة، وآخرين، وذلك على مدى أيام الزيارة التي امتدت بين يومي الأحد والاربعاء من الأسبوع الماضي.

موقف القدومي الجديد مختلف عن موقفه الذي تمثل في التغيب عن أعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي عقد في العاصمة السورية مطلع عام 2008، وأعقبه فتور في علاقة القدومي مع دمشق.

زيارة القدومي للعاصمة السورية تمت في هذه المرة بموجب مبادرة من مكتب فاروق الشرع نائب الرئيس السوري، لمدة ثلاثة أيام، التقى خلالها إلى جانب الشرع عددا من المسؤولين السوريين هم حمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث الحاكم، محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب، الدكتور محسن بلال وزير الإعلام.

وقد حظيت زيارة رئيس الدائرة السياسية بتركيز اعلامي وسياسي سوري، على نحو وجه رسالة بالغة الوضوح لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية مفادها أن دمشق شديدة الإنزعاج منه، ومن المواقف التي عبّر عنها خلال جلسات القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في مدينة سرت الليبية.

تلاسن الأسد ـ عباس

وكان عباس تلاسن مع الرئيس السوري خلال الجلسات، إذ عمل على احراج الرئيس الأسد بقوله “اتخذ قرار الحرب وسنكون نحن في المقدمة”، وذلك رداً على قول الرئيس الأسد إن “كلفة المقاومة أقل من كلفة المفاوضات”. وأكد عباس في معرض السجال مع الرئيس السوري على تمسكه بالمقاومة السلمية دون المسلحة.. مؤكداً أن هذا هو خياره الإستراتيجي.

وقد استدعى ذلك من الرئيس السوري التأكيد على أن سوريا مع خيار المقاومة، وأنها تدعمها علناً.

في دمشق مستاؤون كذلك من تصريحات صدرت عن نبيل أبو ردينة، الناطق بإسم عباس، الذي عينه مؤخراً عضواً في اللجنة المركزية لحركة “فتح”، إذ صرح أبو ردينة، ملمحاً إلى الرئيس الأسد، بقوله “لا نقبل أن يزايد أحد على الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية”.

هذا السجال بين عباس والرئيس الأسد وسع من الشرخ بين الجانبين على نحو يتوجب معه على القدومي أن لا يفوت الفرصة لتكريس انحيازه إلى الصف الفلسطيني المقاوم. ولذا، فقد أبلغ القدومي قادة المقاومة الفلسطينية في سوريا “إن أي خطوة تتخذونها، سنكون معها، ونشارك بها”.

وتؤكد المصادر أن القدومي حين قال ذلك، كان قد وضع في صورة اتجاه هذه الفصائل نحو تشكيل مرجعية لفصائل المقاومة، وأن قراراً بذلك قد تأجل اعلانه حتى تموز/يوليو المقبل.

القدومي يعمل لمؤتمر عام لـ “فتح”

في السياق، أبلغ القدومي قادة الفصائل الفلسطينية أنه يعمل حالياً على استنهاض الوضع الداخلي لحركة “فتح”، على طريق عقد مؤتمر عام للحركة في الخارج. وهو ما يؤكد عملياً عدم اعتراف القدومي بمؤتمر بيت لحم، وتمسكه بكونه أمين سر اللجنة المركزية للحركة.

وتضيف المصادر أن السوريين الذين سبق لهم التردد في قبول اعلان خطوة فلسطينية سياسية داعمة للمقاومة من طراز تشكيل مرجعية فلسطينية للمقاومة، وعقد مؤتمر وطني فلسطيني آخر في دمشق، يبدون الآن تأييدهم لضرورة “شدشدة” واستنهاض الوضع الفلسطيني.

دمشق تستعد لمرحلة ما بعد عباس

ووفقاً للتقيمات السورية، فإن عباس “مروح”، ويجب استنهاض الوضع الفلسطيني في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، واستحقاق خلافة عباس.

وتلاحظ المصادر في العاصمة السورية أن سلام فياض رئيس حكومة تسيير الأعمال في رام الله، تقاسم المسؤوليات والصلاحيات فعلياً مع عباس، حيث يتولى هو كل الصلاحيات المالية والأمنية، والإعلامية من خلال تحالفه مع ياسر عبد ربه، المشرف على اعلام السلطة، وتبقى لعباس فقط الحديث عن المفاوضات.

وعودة إلى زيارة القدومي لدمشق، فإن المصادر تلاحظ أن رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، استثنى في هذه الزيارة محمود الخالدي، مدير مكتب منظمة التحرير من مرافقته خلال اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين السوريين، كما مع قادة المقاومة الفلسطينية، وذلك خشية أن يبلغ عباس بتفاصيل زيارة القدومي.

وقد حضر هذه اللقاءات إلى جانب القدومي عمر الشكعة مدير الدائرة السياسية في عمان، وأنور عبد الهادي، مدير الدائرة السياسية في دمشق.

القدومي الذي التقى جميع قادة الفصائل الفلسطينية في العاصمة السورية، اسقط نايف حواتمة أمين عام الجبهة الديمقراطية، حيث لم يطلب التقاءه، في حين تخلف محمد سعيد موسى (أبو موسى) أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح/ الإنتفاضة” عن زيارة القدومي في الموعد الذي حدد له في الساعة الواحدة من ظهر الإربعاء الماضي، في مقر اقامة القدومي جراء سوء فهم، تم تجاوزه من خلال وسطاء الخير، بعد مغادرة القدومي، حيث تعهد أبو موسى بأن يولم للقدومي “منسفا” في مقر حركته، لدى زيارة القدومي المقبلة للعاصمة السورية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2177241

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2177241 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40