الأحد 8 نيسان (أبريل) 2012

تحية إلى غونتر غراس

الأحد 8 نيسان (أبريل) 2012 par يوسف أبو لوز

لن يكون الروائي الألماني غونتر غراس، حائز جائزة نوبل للآداب في العام 1999، آخر المتهمين بمعاداة السامية بعد موجة غضب «إسرائيلية» بالتزامن مع تحريض عليه من دوائر صهيونية في العالم كله، وذلك عقب نشره قبل أيام قصيدة نقدية صريحة تقول بكل مباشرة إن «إسرائيل» ترسانة تسليح نووي وإن كان العالم مهدداً من دولة ما، فهو مهدد من «إسرائيل». وأكثر من ذلك، قال غراس الذي شارك في الحرب العالمية الثانية وأسرته القوات الأمريكية إنه لن يسكت بعد اليوم وذلك في إطار خطاب شعري سياسي جريء. يعرف صاحب رواية «قبو البصل» سلفاً أنه سيكون موضع اتهام وربما ملاحقة سياسية وقضائية من جانب اللوبي الصهيوني شديد التأثير في أوروبا والغرب والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الموقف السياسي والأخلاقي الذي أعلنه غراس بكل قوة واعتزاز بضميره الحي الذي لم يطمسه الخوف من عنكبوت الصهيونية في العالم، هذا الموقف ينبع أولاً من مرجعيات هذا الروائي البالغ من العمر 84 عاماً، وهي مرجعيات ثقافية تعود في جذورها إلى الشخصية الألمانية التي تؤمن بالقوة، ولكن في حدودها الأخلاقية سواء من منظور فلسفي أو اجتماعي.

غونتر غراس الذي درس النحت وكتب المسرح والرواية والشعر لا يأبه بثقافة الخوف، وموقفه هذا المناهض للغطرسة «الإسرائيلية» أشبه بالزلزال الذي دوخ الكثير من القيادات السياسية والثقافية والإعلامية في الكيان الصهيوني، فاللطمة «الشعرية» السياسية التي تعرض لها هذا الكيان جاءت هذه المرة بيد كاتب كبير له اعتباريته الأدبية في العالم كله، خصوصاً في المحيط العربي، حيث تمت ترجمته إلى العربية قبل أن يحوز نوبل، ومن هنا يأتي تأثير قصيدته الموجهة ضد «إسرائيل»، ومن هنا أيضاً نفهم لماذا استفزت «إسرائيل» على هذا النحو من الغضب وفقدانه الأعصاب.

قبل غونتر غراس كانت «إسرائيل» قد وضعت مئات من الكتاب والفنانين والمسرحيين وحتى الرياضيين على قائمتها السوداء العريضة «معاداة السامية»، فمن يعلن موقفاً نقدياً لهذا الكيان الاحتلالي اللاإنساني فهو عدو لليهود، أما اليهودي الذي يتخذ موقفاً كهذا أيضاً، فهو عدو لنفسه.

قبل «غراس» وجهت «إسرائيل» اتهامها بمعاداة السامية إلى المفكر روجيه غارودي، والكاتب الألماني مارتين فالسر، والبروفيسور الأمريكي نورمان فينكشتاين، والمفكر الأمريكي من أصول يهودية نعومي تشومسكي، وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي جاك تني والصحفية الأمريكية هيلين توماس والمخرج السينمائي البيرستون وغيرهم.

بعد ذلك ألا يستحق غراس احتفاءً عربياً في الأوساط الثقافية على وجه الخصوص كتحية له، ولو من باب المجاملة؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2177211

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2177211 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40