الخميس 5 نيسان (أبريل) 2012

القصة الكاملة للحراكات الشبابية

الخميس 5 نيسان (أبريل) 2012

15آذار المجموعة التي انقسمت لإنهاء الانقسام

في صباح يوم الجمعة ذاك كانت رام الله كعادتها تغطّ في نومها، وكانت مجموعة من الشّباب تستعدّ للذّهاب إلى الخليل للمشاركة في مظاهرة فتح شارع الشهداء، قرب دوّار المنارة؛ ميدان ولادتهم كمجموعة، التقينا بهم وبرفقتهم متضامنون أجانب، وكان علينا أنْ نشاركهم استنشاق الغاز المُدمع حتى نفهمهم أكثر.

في شارع الشهداء من مدينة الخليل، ومع قنبلة الغاز الثانية غادرت الجموع بما فيها الفصيل الذي ملأ المسيرة بأعلامه، وبقيت المجموعة التي انطلقت من رام الله ومعها بعض شباب الخليل تراوغ الغاز بالكرّ والفرّ والبصل، كانوا يتحركون سوياً ويعيدون ترتيب الجموع كلّما شتّتهم هجوم الجيش، غالباً ما كانت تقوم بذلك إحدى الفتيات التي كانتْ تهتف بصوت عال “يا شباب انضموا لينا”.

لمْ يكن واضحاً ماذا كانت تريد المجموعة في ميدان المواجهة، كانوا يُدركون ما لا يُريدون أكثر؛ وفي المقابل كان واضحا أنّ الجيش يعرف تماماً ما يريد؛ تفريق الجموع وتصيّدهم.

في طريق العودة كانت رائحة البراز المستخدم من قبل الجيش تملأ الحافلة وتزكّم أنوف الجميع، في ما الفتيات يتحدّثن عن تقييم المواجهة باللعة العربية وبشيء من الانجليزيّة، عادتْ المجموعة جميعها، ولمْ يعد فادي قرعان لأنّ الجيش اعتقله هناك بعد أنْ اقترب منهم هو وفجر حرب ثم أفرج عنه الجيش بعد أقل من أسبوع، التقينا به بعد ذلك هو وزيد الشّعيبي أحد الشباب الناشطين.

والتقينا قبلها بمجموعة من الفتيات في مقهى أو بالأحرى “كوفي شوب” اعتادوا ارتياده يسمى “سنديان”، وهناك كان أول حديث لنا معهم عن الخامس عشر من آذار، البداية، والمسار، والتّحديات، وإلى أين يمضي ما بات يعرف بـ “الحراك الشبابي الفلسطيني”.


الربيع العربي يهبّ على« المنارة»

أصر زيد الشعيبي على أنّ نواة مجموعة 15 آذار وبدايتهم كمجموعة، كانت سابقة على تاريخ 15 آذار، وهي تعود إلى المشاركة في مسيرات النبي صالح في يوم السلام العالمي الذي وافق 25-9-2010، يومها “سارت المجموعة بين أحراج النبي صالح مشياً على الأقدام قرابة السّاعتين؛ لأن القرية كان محاطة بطوق أمني إسرائيلي؛ ولم تكن الفتيات بأحذية الكعب العالي مستعدّات لهذا المسير” يستدركُ الشعيبي مازحاً، و “قبل وصول القرية بقليل حاصرنا الجيش، إلّا أنّ سكان النبي صالح فكّوا حصارنا بمسيرة من 100 شخص أربكت الجنود”.

هنا تحدث فادي قرعان أكثر شخصيات المجموعة حضوراً اعلاميا محليا وعالميا؛ “كنّا خمسة أشخاص قرّرنا وقتها أنّ قرية النّبي صالح هي المكان الذي بإمكاننا أنْ نفعل فيه شيئاً؛ فنقطة ضعف إسرائيل هي في التعامل مع”أسلوب غاندي“، في حين تجيد التعامل مع”الخيار العسكري“، وهنا أكدّ قرعان:” لسنا ضد الخيار العسكري، لكننا نعتبر أنّ أسلوب غاندي أكثر جدوى حالياً، والغريب وقتها أنّ أغلب المشاركين عادوا أدراجهم عند أوّل حاجز، لكنّنا قرّرنا أنْ نُكمل المسير وندخل القرية".

يواصل فادي حديثه عن بداية المجموعة قائلاً: “بعد هذه المشاركة كان لدينا ثلاث أطروحات للعمل؛ الأولى أنْ نشرع بحملة تثقيف للشعب بعد مرور عشرين سنة من المفاوضات، لمْ نحصل منها على شيء، ولا بدّ من أسلوب جديد، والثانية تنظيم فعاليات جماهيرية عن طريق حشد الطلاب وعمل حراك جماهيري، والثالثة هي المواجهة مع الاحتلال”.

كما يقول فادي وزيد فإنّ النّقاش حول هذه الأطروحات استغرق ثلاثة أشهر، وكان هناك خلاف حول الوقت والقُدرات و“هل نواجه السلطة والاحتلال؟ وبأية طريقة؟”

أول صدام مع السلطة

وفي البدايات أيضا قررت المجموعة التضامن مع الثّورة التّونسية على دوار المنارة أيضا؛ وهنا كانت “المرة الأولى التي يصطدمون فيها بالحقيقة الخشنة التي مفادها”إنّنا نملك سلطة قمعية تشبه الدّول العربية المجاورة“على حدّ تعبيرهم، ويردف فادي:”ليست السلطة فقط؛ بل الفصائل وتحديداً الحزب الحاكم".
أنشأ الشباب دعوة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك استجاب لها ألفا شخص وكانت الدعوة باسم فادي، وهنا وضّح زيد: “لمْ أكنْ أستطيع وضع اسمي معه لأني كنت أعمل في الأمم المتحدة فلا أستطيع أنْ أكون بالصورة”.

عملت المجموعة ملتزمة بالقانون السّاري فأبلغت المحافظة نيّتها إقامة هذا الاحتفال، وهنا بدأت الأجهزة الأمنية بالمضايقات والتهديدات؛ فهاتفوا المجموعة لشرح خطورة تنظيم هذا الاحتفال من باب أن زين العابدين بن علي كان صديقا للسلطة، وانه استقبل منظمة التحرير في تونس، محذّرين من خطورة تدخّل الفلسطينيين في الشؤون الداخلية للدولة العربية لكي لا تتكرر تجربة الكويت، وكان واضحا أن هذه المبررات لم تكن مقنعة للشباب.

قبل الاحتفال بالثورة التونسية بيوم خرجت عائلة الأسير هيثم صالحية بمسيرة بعد أنباء عن تعرّض ابنهم للتسميم من قبل إدارة السجون؛ فما كان من الشباب إلا الانضمام للمسيرة بشكل عفوي، وتوجهت المسيرة إلى المقاطعة، وهناك تصدى لهم الأمن.

وبعد التهديد والمنع من تنظيم المسيرات تفاجأت عائلة الأسير هيثم والمجموعة الشبابية بموافقة السّلطة على خروج مسيرة نصرة للأسير هيثم شريطة أن تكون على دوّار المنارة في تمام الساعة الرابعة عصراً؛ وهما المكان والزمان المطابقان لمسيرة المجموعة الشبابية احتفاء بالثورة التونسية.
فما كان من المجموعة إلا أن وافقت على إلغاء مسيرة تونس على اعتبار أن قضيّة الأسير أهم وألحّ؛ وهناك “كانت السّلطة وحركة فتح قد وفروا مكبرات للصوت لتوحيد الهتاف من أجل قضية الأسير”، وحين قام أحد الشبان برفع العلم التونسي هاجمه عناصر الأجهزة الأمنية واتهموه بمحاولة تشتيت الجهد المنصبّ على نصرة الأسير هيثم"، هذا كان الصدام الأول كما رواه زيد الشعيبي.

اضطرت المجموعة لكتابة بيان يوضح ما حدث في مسيرة الاسير هيثم ثم دعت لاعتصام أمام السّفارة المصرية من خلال الفيس بوك، حينها استدعت الشرطة فادي قرعان وضغطت عليه لإلغاء الدعوة من قبل جهاز المخابرات وجهاز الأمن الوقائي، وبعد الرفض بداية اضطر كما يقول لإلغاء الدعوة، لتقوم مجموعة أخرى غير معروفة بالدعوة مرة أخرى لذات المسيرة التي حضرها قرابة ثلاثين شخصاً منعهم الأمن من الهتاف وأمهلهم بضع دقائق لإنهاء الاعتصام الصامت.

بعدها نظم شباب آخرون مسيرة ليلا على دوار المنارة لدعم الثورة المصرية فخطفت الأجهزة الشخص الداعي لها فتحرك الشباب لمركز الشرطة وهناك اعتقل ثلاثة منهم، وكل هذه الأحداث كما يرويها زيد وفادي.


يوم 15 اذار

في 15 اذار استعد الشبان لاعتصامهم المفتوح، وبدؤوا بإضراب عن الطعام مدة ستة أيام، ووجّهوا رسالة للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية لإنهاء الانقسام، وفي ظلّ غياب أي استجابة عادوا للإضراب مدة 14 يوماً، واستمرّ الاعتصام واحداً وخمسين يوما.

يبرز في حديث المجموعة عن أيام الاعتصام والإضراب ما لاقوه من “تلاحم شعبي”؛ فكانت الأفران القريبة ترسل إليهم المعجّنات، وأمدّتهم المحلات القريبة بالماء.

ومما يذكره الشبان جيدا حضور باسم التميمي مسؤول المقاومة الشعبية الذي كان مطارداً من قبل الاحتلال وقتها، وتوفيره “فرشات” للشباب، واعتقل بعدها بأسبوع تقريباً، وفي خضّم الاعتصام “احتمى الشّباب من الأمطار بيافطات وضعها”الاتحاد العام للشباب الفلسطيني“الذي ظهر فجأة ليقطف ثمار الاعتصام”، كما يؤّكد فادي.

تستذكر الفتيات أيام الاعتصام، وتقول حرّية: “لقد هتفوا ضدنا قائلين”سي اي ايه برّا برّا“في محاولة لاتهامنا بتلقي دعم خارجي، وأنّ حراكنا بدعم من”ان جي اوز“ويُمول خارجيّا، وهذا ليس صحيحا، وتضيف حرّية من باب المفارقة:” سلطتنا هي أكثر من يتلقى تمويلاً خارجياً".

كانت أيام الاعتصام حافلة بالمجموعات الطارئة كما أخبرنا الشبان والفتيات مثل: مجموعة“يلا ننهي الاحتلال”، فهذه “المجموعة رفضت العمل معنا لأنهم ضد الدعوة لانتخابات للمجلس الوطني، وقاموا بتعليق بوستراتهم واختفوا بعدها” والحديث لأشيرا.

حراك ضد الذكورية أيضاً

كان جليّاً خلال الحوار مع الفتيات في المجموعة وجود نزعة ما تحاول التأكيد على دورهنّ كإناث، تقول ديانا: “إن هذا اليوم -15 آذار - شهد حضورا نسائيا لافتا لأول مرة منذ الانتفاضة”، فتدخّلت حرية مقاطعة: “النساء الفلسطينيات على مرّ التاريخ كان لهن دور، ولكن في كل مرة يبدأن من الصّفر لأنّ الرّجال يبرزون في نهاية المطاف”، وعادت أشيرا لتضيف: “صياغة البيانات والاجتماعات المهمة كان الشباب هم من يقومون بها رغم أننا معهم في الميدان”، وأشارت أشيرا إلى أنهنّ تعرّضن للتحرش والضرب من بعض “البلطجية” الذين كان بعضهم يتبع للأجهزة الأمنية كما تقول.

اخذت الفتيات بالحديث عن تجربتهم في الفعاليات والتي تباين قبول شكلها من مكان لآخر، فتقول اشيرا إن “أسوأ تجربة لهنّ كانت في الخليل؛ فلم يتقبلهن المجتمع”، وترى حريّة إن أسوأ ما يمكن أن يتعرضن له لا يتثمل في التحرش أو الإيذاء الجسدي؛ إنما “الاستهانة بدورهنّ كإناث”.

وتجمع الفتيات أن تجربة قرية النبي صالح تميّزت بتقبّل الأهالي ما جعلهنّ يقدنّ الهتاف، وتضيف ديانا إنها كانت تدخّن في قريوت خلال المسيرة ولم يعترض أيّ كان، مؤكدة أنّ التواجد بكثيرة في التظاهرات “يعزز دور المرأة ويحارب النظرة الذكورة المستخفّة بنضالنا”.


الاحتواء الناعم

التقى محمود عبّاس بأفراد من المجموعة عدّة مرات، وفي هذا الإطار يقول مدير مركز مسارات هاني المصري “إن ثمة جدلاً كان يدور داخل السلطة حول التعامل مع الحراكات، فكان هنالك من طَرَحَ قمعها، وطرح آخرون احتواءها، إلا أنّهم حين رأوا أنّها أدنى من مستوى التّهديد؛ قرّروا احتواءها، وهذا لم يحدث في غزة حيث نزل الآلاف الى الشارع فوجدت حماس نفسها أمام خطر حقيقي فقمعتهم” كما يرى المصري.

تلقى المُعتصمون على المنارة أيّامها وجبات الطّعام من أبو مازن، والتزم البعض الحذر فوجّهوا الرّسائل لمكتب الرئيس موضّحين أنّهم يرفضون هذه المُبادرة؛ إلّا أنّ غياب قيادة حقيقية للحراك حالت دون اتخاذ موقف واضح؛ يضاف إلى ذلك كما يقول الشبان والفتيات “انتشار الكثير من عناصر الأجهزة الأمنية بين المعتصمين بزي مدني، وقضوا الليالي معهم”، كل هذا حال دون اتخاذ مواقف حاسمة.

وخلال الاعتصام وفي الأيام التي تلته التقى بعض المعتصمين بأفراد من جهاز المخابرات، وحسب زيد الشعيبي فإن اللقاءات “كانت عادية، ولم نكن نريد أن نظهر بمظهر المعادي لأحد، وجلّ النقاش كان يدور حول من نحن وماذا نريد”.

البحث عن مساندة

في إطار بحثهم عن تواصل أفضل مع مستويات مختلفة من النخبة الفلسطينية؛ علم الشبان أن مجموعة من الشخصيات الاعتبارية والأكاديميين يعقدون اجتماعا ما فقرروا زيارتهم وإطلاعهم على ما يتعرضون له من قبل السلطة، وكان من بين الشخصيات المجتمعة: ممدوح العكر وعزمي الشعيبي وحنان عشراوي؛ فنشأت بين هؤلاء والمجموعة فيما بعد علاقة طيبة، إلا أن شخصيات أخرى كانت تحاول ثني المجموعة عن سعيها.

حضر ممدوح العكر وعزمي الشعيبي إحدى المسيرات، وشاهدوا بأم أعينهم القمع الذي تعرض له الشباب وأبدوا استياءهم، ويقول زيد الشعيبي “إن سلام فياض كان في فرنسا وقتها، وتلقى اتصالاً يخبره بما يجابه به الشبان من القمع، واستغرب فياض ذلك واضطر لقطع اجتماعاته”.

تلقت المجموعة مع مجموعات أخرى دعوة من هاني المصري وخليل شاهين في بيت رجل الأعمال منيب المصري وذلك بهدف الحوار حول التحركات الشبابية، وحضر هذا اللقاء قرابة مئة شخص، ويقول المصري إن الهدف من اللقاء يندرج في إطار عمل مركزه البحثي المعني بدراسة الظواهر السياسية ليفهمها، وما حصل كان “جزءا من الدراسة؛ فالمركز ليس أكاديميّاً محايدا بل هو مركز صاحب رسالة ويهمه الالتحام بهموم الناس” على حدّ قوله.

فيما بعد دعى مركز هاني المصري المجموعات لمؤتمر في تركيا بدعم من المؤسسة الألمانية هينريش بول وهي ذاتها المؤسسة التي تكفلت بطباعة الكتيب الذي أصدره المركز والذي حوى لقاءات الشباب وحواراتهم.

تعدّدت الشعارات والمطلب واحد

بالعودة إلى الوراء قليلا يبرز الخامس من شباط كتاريخ لتحرّك نظمته المؤسسات الأهلية والفصائل الفلسطينية رفعت خلاله شعارات عدة من بينها: إنهاء الانقسام، إنهاء أوسلو، وغيرها، ولم يكن هناك أي تنسيق لرفع الشّعارات، فلاحظت المجموعة أن أكثر شعار لقي قبولا وقتها هو “إنهاء الانقسام”، فقررت تبنّيه، فظهرت بعدها عديد الصفحات على فيسبوك تطالب بإنهاء الانقسام، فتواصلوا فيما بينهم واجتمعوا في كوفي شوب “زرياب” في رام الله ونسّقوا مع مجموعة في غزة كانت مصرّة على شعار “اإنهاء الانقسام”، وعلى اختيار الخامس عشر من آذار تاريخا للتحرك.

ظلّت المجموعة متخوفة من الاقتصار على شعار “إنهاء الانقسام”، لأنه لا يعبر عن كل طموحاتهم، بالإضافة لخوفهم من كون الشعار فضفاضاً ويمكن استغلاله، ولذلك وجدوا أنفسهم ميّالين لإضافة شعار انتخابات المجلس الوطني الذي اعتبروا أنّه يمثل كل الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم.

تعود ولادة شعار المجلس الوطني للأكاديمية “كرمة النابلسي” حسب ما قال فادي، فأطروحتها للدكتوراه في جامعة أوكسفورد تستخلص ضرورة العودة للمجلس الوطني، فاقتنعت مجموعة من الشباب الفلسطيني في بريطانيا بهذا الطرح واقتحموا السّفارة الفلسطينية في لندن مدة أربع وعشرين ساعة رافعين هذا الشعار.

غياب الروح الجماعية والحلّ

عانت المجموعة من قلّة التّنظيم، ومن الفردية والتنافس الشّخصي وغياب الرّؤية، ولمْ يكن هناك فكرة واضحة إلى أين هم ذاهبون، وكيف يتخذون القرارات داخلياً، وما هو موقفهم من الفصائل، هذا جعلهم يتمركزون حول أنفسهم ويرفضون انضمام من لا يعرفون شخصياً إلى المجموعة؛ فهم منحدرون من طبقة وسطى عليا وتلقى غالبيتهم تعليما متميزّاً في مدرسة الفرندز ويتحدثون الإنجليزية بطلاقة، هذا التجانس حال دون تمدّد المجموعة وتدعيمها بعناصر تضمن بقاءها.

لمّحت الفتيات إلى أن أحد الشبان أخذ دور القائد مع أنّهم لم يمنحوه هذه الصفة، وتحدّث فادي قرعان عن أخطاء ارتكبها من ضمنها احتكاره الظهور الإعلامي واتخاذ قرارات فردية، وحينها سألناه عن ما كتبه أحد الصحفيين الغربيين عن لقاء له بنتنياهو في الكونغرس؛ فنفى فادي الأمر بشدة قائلا: “كنت أنا والصحفي نشاهد نتانياهو على التلفزيون، ولذلك فهم البعض من قول الصّحفي أنّنا كنا متواجدين مع نتنياهو، هذا لن يحدث فإنا ضد الالتقاء بشخصيات صهيونية”، وأضاف أنه تعرض للكثير من الإشاعات من هذا النوع.

العلاقة مع 5 حزيران

يشوب العلاقة بين مجموعة الخامس عشر من آذار، ومجموعة الخامس من حزيران بعض التّوتر، ومع أن المجموعتين بدأتا بتنسيق جيّد في الميدان، واثبتتا تلاحماً فعالاً، حسب ما قال أفرادهما إلا أن عوامل كثيرة أدت لحدوث شرخ بينهم، وأهم تلك العوامل كما عددها فادي قرعان: “اندساس أعضاء من الأجهزة الأمنية بيننا في خيم الاعتصام، ولم نكن نعرفهم وقتها، وأخذوا يحذّروننا منهم وحول نيتهم في عمل ثورة في البلد من أجل استلام الجبهة الشّعبية للحكم، ولم نأخذ هذه التحذيرات على محمل الجدّ في البداية؛ إلا أنه من خلال تعاملنا معهم بدأ يتأكد لنا ارتباطهم بالجبهة الشّعبية وبعض فصائل اليسار – يؤكد فادي - لقد كانوا يغيّرون ما نتفق عليه بمجرد رجوعهم لخالدة جرار وغيرها”، وأضافت أشيرا: “أن طابعهم اليساري كان واضحا في كلامهم مثل ديالكتيك وكولونيالية وأشياء مش مفهومة!” فضحكت الفتيات على وقع حديث أشيرا.

إلا إن أهمّ سبب في الشرخ بين المجموعتين حسب فادي هو أن هذه المجموعة أخذت اسم الحراك الشبابي، “وقتها شعرنا بنوع من الخداع”، ويستدرك فادي بشيء من الأسى “لو عاد التاريخ بي لتواصلت بشكل جيد مع هذه المجموعة لأننا نعمل لذات الهدف”.

سألنا في آخر لقائنا إلى أين يتجه الحراك؟ فجاءت الإجابات كثيرة متباينة، إلا أن أحد الجالسين اختصر الأمر بقوله: سؤال صعب، صعب جداً.

- طارق خميس، الحارث ريان



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 30 / 2165476

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع منوعات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165476 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010