الخميس 5 نيسان (أبريل) 2012

في خليل الرحمن.. سطو صهيوني في وضح النهار

الخميس 5 نيسان (أبريل) 2012 par نواف الزرو

- في مدينة خليل الرحمن، عشرات المستوطنين الإرهابيين يقتحمون بيتاً عربياً متاخماً للحرم الإبراهيمي الشريف - الخميس الماضي («معاريف» - 31/03/2012).

- عدد من الوزراء في حكومة نتنياهو من ضمنهم وزير التربية والتعليم، غدعون ساعر والوزير يولي إدلشطاين أعلنوا تأييدهم لعملية السطو على البيت («هآرتس» - 02/04/2012).

- وزير الداخلية «الإسرائيلي» ايلي يشاي يطالب نتنياهو بان يصدر تعليماته الى الأجهزة الأمنية أن «تتعقل» وتمتنع عن أي إجراء - إخلاء - (02/04/2012).

- ونتنياهو يطلب من باراك عدم إخلاء البيت في الخليل: (02/04/2012).

- الجيش يعلن المنطقة التي يقع بها المنزل منطقة عسكرية مغلقة، إلا ان المستوطنين يدخلون ويخرجون منها واليها دون مضايقة.

هكذا هو المشهد، وهذه صورة مصغرة جداً عما يجري في مدينة خليل الرحمن، سطو مسلح في وضح النهار على بيت عربي متاخم للحرم، في سياق عملية استيلاء إستراتيجية يواصلونها في أنحاء المدينة.

وما يجري في المدينة يحتاج الى مجلدات ومجلدات لشرحه، فالأحداث يومية متلاحقة وكأن الاحتلال ومستعمريه في سباق مع الزمن لإحكام سيطرتهم على خليل الرحمن.

فالذي يقترفه المستوطنون الذين يقيمون ما يشبه دولة استيطانية من انتهاكات واعتداءات وجرائم حرب لا تتوقف على مدار الساعة يستدعي انتفاضة فلسطينية مفتوحة حتى رحيل قوات ومستعمري الاحتلال من الخليل وانحاء الضفة المحتلة.

ولعل أبرزها وأخطرها بالتأكيد تلك التي تنفذ ضد الحرم الإبراهيمي الشريف، حيث تشير المعطيات إلى أن هناك انتهاكات يومية وبأشكال مختلفة مثل الاقتحام أو التسلل أو منع العرب من الدخول، أو خلع بلاط المسجد، أو تدنيس السجاد، أو التشويش على المصلين العرب وغير ذلك الكثير الكثير من الانتهاكات والاعتداءات والجرائم التي وثقت في دراسة متخصصة أعدت حول الانتهاكات «الإسرائيلية» في الخليل، وتشير الى «آلاف الاعتداءات ضد الحرم الإبراهيمي الشريف».

ونستذكر في هذا السياق أول ما نستذكر تلك المجزرة التي اقترفها الإرهابي باروخ غولدشتاين ضد المصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف، التي شكلت ذروة الإرهاب الدموي الذي اقترفته دويلة / عصابات المستوطنين اليهود في منطقة الخليل، وفي أعقاب المذبحة، فرضت سلطات الاحتلال منع التجول على المدينة، وأخذ اليهود يرتبون الأمور داخل الحرم وفق أهوائهم ليحيلوه إلى كنيس يهودي بحجة الفرز بين المسلمين واليهود وأدخلوا الكثير من التغييرات على وضع الحرم، بغية تهويده وتكريس هذا التهويد كأمر واقع ودائم.

وحيث أننا في سياق الحديث عن استباحة الاحتلال للحرم الإبراهيمي فإننا نشير إلى عملية السيطرة والتهويد المنهجية للحرم الإبراهيمي الشريف، التي تواصلها السلطات / الحكومات «الإسرائيلية» بلا توقف منذ احتلال المدينة عام 1967.

ولا نبالغ إن قلنا بان الحرم الإبراهيمي قد تهود عملياً بفعل الهيمنة والسيطرة والإدارة «الإسرائيلية» المطلقة عليه، ولا نبالغ إن قلنا أن أهل الخليل لم يعد لهم موطئ قدم حقيقي فيه.

فالأحياء اليهودية المنتشرة في أنحاء البلدة القديمة للخليل من حول الحرم الإبراهيمي، وتتواصل مع بعضها عبر الشوارع والأزقة والمنافذ خاضعة عملياً لسيطرة الجيش «الإسرائيلي»، في حين تتصل في الوقت ذاته مع الحرم الإبراهيمي لضمان حركة وصلاة المستوطنين اليهود فيه.

وتفيد المعطيات أن السيطرة اليهودية الاحتلالية تمتد لتشمل نحو 16 حياً قديماً تتكون منها البلدة القديمة.

وما يلفت الانتباه أن التكتيك «الإسرائيلي» لاستيطان الخليل وتهويدها، يتطابق مع ذلك التكتيك المتبع لاستيطان القدس وتهويدها، وذلك من خلال سياسة إقامة البؤر والأحياء والمستوطنات على شكل أحزمة استيطانية داخلية وخارجية للمدينة.

فإن كانت الأحياء اليهودية الإرهابية في قلب الخليل تمتد وتتواصل مع بعضها على شكل حزام استيطاني، لضمان حماية نفسها أولاً، ثم لضمان سيطرتها على البلدة القديمة معززة بالغطاء الأمني والعسكري ثانياً، ولضمان وصولها إلى الحرم الإبراهيمي والسيطرة عليه ثالثاً، فإن البؤر والأحزمة الاستيطانية التي تمت إقامتها في محيط مدينة الخليل، أقيمت أيضاً على شكل أحزمة استيطانية تتصل وتتواصل مع بعضها بعضا لحماية نفسها أولاً، ثم للسيطرة الإستراتيجية على الخليل ثانياً، بغية تكريس حقائق الأمر الواقع على الأرض للحيلولة دون فك المستوطنات في إطار أي تسوية سياسية ثالثا.

الى كل ذلك، لعل من اخطر ما يجري هناك على ارض الخليل تسيب المستوطنين اليهود المدججين بالأسلحة الذين يهتفون في وجه أهل المدينة صباح مساء : «قتلنا المسيح وسنقتلكم أنتم».

ومن أبرز جرائم الصهاينة التي ما زالت البلدة القديمة تتعرض لها، فهي هدم منازل المواطنين ومنشآتهم الخاصة أو الاستيلاء عليها، وإغلاق الشوارع، وإغلاق مئات المحال التجارية وطرد أصحابها من التجار منها، وحظر التجوال لفترات طويلة، وتلحق بذلك البوابات الحديدية والإلكترونية التي وضعتها قوات الاحتلال، ونقاط المراقبة العسكرية فوق أسطح مبانٍ مسكونة، والكثير من الحواجز الإسمنتية والترابية فضلاً عن الحواجز الثابتة، وإذا ما أُضيف إلى ذلك كله استفزازات المستعمرين أنفسهم، فإنّ ذلك يجعل التحرك في بلدة الخليل القديمة أشبه بالمشي وسط حقل من الألغام.

تواجه مدينة خليل الرحمن سياسة إرهاب شامل على يد جيش ومستعمري الاحتلال، وتلك السياسة راسخة محمومة متصلة تقف وراءها كافة الحكومات والقوى السياسية «الإسرائيلية»، وتتكامل فيها ممارسات دويلة المستوطنين الإرهابية، مع سياسة الحكومة «الإسرائيلية»، في مسعى مبيت لإحكام السيطرة الإستراتيجية على المدينة.

تحتاج الخليل كما القدس وأنحاء الوطن المحتل الى انتفاضات فلسطينية عارمة متواصلة حتى رحيل الاحتلال...؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 53 / 2165265

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165265 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010