ماذا كانت حصة فلسطين من القمة العربية في بغداد؟ عدة جمل معلوكة ومكرورة لا تقدم ولا تؤخر، ولا تتناسب مع «مركزية القضية الفلسطينية» التي أشار إليها «إعلان بغداد».
جاء في «الإعلان» عن «مركزية» القضية الفلسطينية «إدانة الانتهاكات «الإسرائيلية» المستمرة على الشعب الفلسطيني وعلى الأراضي الفلسطينية»، وتوجيه «تحية تقدير وإجلال للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي». وقال «الإعلان» أيضاً «إن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967، وإن جميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال باطلة قانوناً، ولا يترتب عليها إحداث أي تغيير على وضع المدينة القانوني كمدينة محتلة، ولا على وضعها السياسي باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين».
وبعد أن أشار «الإعلان» إلى أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» والانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة كافة، أكد التزام القادة العرب «بمبادرة السلام العربية» في التوصل إلى حل عادل للصراع العربي «الإسرائيلي».
هذا كل ما استحقته فلسطين من القمة العربية في بغداد، وهي مواقف تصدر عن أي جمعية خيرية، أو منظمة إنسانية أو حقوقية.
التمسك بمبادرة السلام العربية يعني عدم الجدية، وأن فلسطين ليست قضية مركزية، لأن هذه المبادرة تم دفنها منذ زمن بعيد، ولم تعد صالحة للاستعمال وانتهى مفعولها، والعرب قبل غيرهم يعرفون ذلك، فلماذا إذاً إعادة طرحها؟
أمام ما يجري على أرض فلسطين، من قضم يومي لمدينة القدس ومصادرة أرضها وناسها وانتهاك مقدساتها وتغيير معالمها على طريق تهويدها، لا تتمّ مواجهته بكلام سفسطائي كهذا لا يعيد حبة تراب من أرض القدس.
وإزاء ما يجري من مصادرة للأرض في الضفة الغربية لإقامة عشرات المستوطنات اليهودية عليها، ومن حصار وعدوان على قطاع غزة، لا ينفع «إعلان» كهذا يصدر عن قمة بغداد في كبح جماح العدوان الصهيوني.
.. فلسطين ليست قضية مركزية، ولو كانت كذلك لكان هناك موقف عربي آخر، الكل يعرف كيف يكون.
[saumon]-[/saumon] [bleu]افتتاحية صحيفة «الخليج» الإماراتية.[/bleu]
RLS
