الثلاثاء 27 آذار (مارس) 2012

عندما يتحول الوهم إلى قانون مدمر..!!

الثلاثاء 27 آذار (مارس) 2012 par مفيد عواد

أصحاب الأوهام لن يقدروا على مغادرة الواقع لأن ذلك يمس معتقداتهم الصلبة مما يبعدهم دائماً عن إمكانية إجراء حساب حقيقي مع النفس وهذا ينطبق تماماً على «إسرائيل» بشكل ظاهر وبارز لأنه لا شغل لها في هذه الأيام إلا باستحضار قانون (الكارثة) الذي أضافته «إسرائيل» إلى التزاماتها الأساسية كقانون أساسي وفاعل يتوجب الالتزام به من كل يهود العالم..

والغريب العجيب أنه ما من مسؤول «إسرائيلي» سواء أكان رئيساً للحكومة أو مسؤلاً مدنياً أو عسكرياً إلا ويعترف بأن قانون كارثة اليهود في الحرب العالمية الثانية هو من مستلزمات كل فرد في «إسرائيل» وخارجها عليه تجنيد العالم للالتزام بقانون (المحرقة) كيلا تتكرر مقدماتها ضد اليهود كما في الحرب العالمية الثانية.

التحريض «الإسرائيلي» ضد إيران أصبح هاجساً مقيماً في النفس «الإسرائيلية» وأجمع مسؤولوها على أن «إسرائيل» لا تطيق لوحدها مواجهة إيران وهذه المواجهة لا تطيقها إلا دولة واحدة هي الولايات المتحدة الأميركية وهو الهدف «الإسرائيلي» الحاضر في هذه المرحلة حيث ينسجم مع هدفها الاستراتيجي شبه الأخير الذي يتلخص في القضاء مبكراً على أي قوة محتملة تهدد وجود «إسرائيل» العدواني في المنطقة ولحسابات أميركية خاصة لم تستطع «إسرائيل» أن تنتزع من البيت الأبيض وعداً بشن حرب ضد إيران في المدى المنظور!

«إسرائيل» تتندر على تهاون أميركا الخطير والمدمر حيث لم تستطع إقناعها بالخطر الإيراني الداهم والواهم، وتشبه هذا التهاون بتهاون رئيس وزراء بريطانيا تشمبرلين ورئيس وزراء فرنسا جيودي لي ديه عندما ذهبا للتفاوض مع هتلر عشية الحرب الثانية في العام 1938 وعادا من مدينة ميونيخ ليعلنا للعالم أنهما أنجزا مع الرايخ الثالث سلاماً يدوم ألف عام!!.

«إسرائيل» اضطرت للاعتراف بان الضجيج الكبير للكارثة الذي تحدثه هذه الأيام في العالم هو مناورة ترمي للضغط على إيران مع ملاحظة الإحباط «الإسرائيلي» بفعل الجهات الدولية التي باتت تدرك مرامي «إسرائيل» من وراء هذه المناورة الأمر الذي يعرضها لانتقادات مرة من قبل دول العالم لدرجة أن «إسرائيل» تتهم العالم بأنه يرفض التعلم من التاريخ والمقصود هنا ما تصفه «إسرائيل» بأنها عملية جر لليهود لمحرقة ثانية كما حدث في أوروبا.

«إسرائيل» بارعة جداً في النفخ في رماد الأزمات كي تتحول إلى نار حارقة يكتوي بها العالم لتحقيق مصالحها في النهاية لأنها تدرك جيداً أن التوافق بين الشعوب والدول هو ضد نظريتها القائمة على تأكيد قانون الكارثة المصطنعة التي تقتات منها حتى في حال منع مصيبة محتملة ضدها في المستقبل القريب ودفع الأمور إلى المبادرة لإشعال مصيبة مؤكدة عليها في الحاضر مع الإشارة الواضحة في كل مناسبة إلى أن رفع «إسرائيل» لشعار السلام يفضي إلى قتلى يهود كثيرين باسم السلام الذي ترى «إسرائيل» أنه لن يحدث أبداً..!!؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165528

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165528 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010