الأحد 25 آذار (مارس) 2012

وشهد شاهد من أهله

الأحد 25 آذار (مارس) 2012 par د. فايز رشيد

أعلن وزير خارجية العدو الصهيوني الفاشي ليبرمان: «بأن اندلاع حرب مع إيران ستكون كابوساً لـ «إسرائيل» وللعالم» وقال في مقابلة له مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أثناء زيارته للصين «يتعين على المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية ويوقف البرنامج النووي الإيراني... مضيفاً... أن المحادثات التي سوف تجري الشهر المقبل بين طهران والغرب تمثل الفرصة الأخيرة لتسوية الأزمة النووية سلمياً».

بدايةً، نستغرب من الصين التي استقبلت فاشياً مثل ليبرمان يجاهر بتأييده للتطهير العرقي للفلسطينيين وعدائه المطلق للعرب. الصين كانت حليفاً رئيسياً للنضال الوطني الفلسطيني منذ انطلاق الثورة الفلسطينية ولسنوات طويلة فيما بعد، وصديقاً حميماً للعرب. بالطبع خفت التأييد الصيني للكفاح الفلسطيني إثر اعتراف بكين بـ «إسرائيل» بعد الاتفاقيات المشؤومة في أوسلو، واتفاقيتي «كمب ديفيد» و«وادي عربة»، فليس مطلوباً من الصين أن تكون فلسطينية أكثر من الفلسطينيين، ولا عربية أكثر من العرب، فهي دولة لها مصالحها أيضاً.

وبالعودة إلى الكابوس «الإسرائيلي» من الحرب مع إيران،ففي التصريح اعتراف ضمني بصعوبة الحرب مع إيران وتداعياتها المحتملة على الكيان «الإسرائيلي».

إنها المرّة الأولى التي يعترف فيها مسؤول «إسرائيلي» بالخشية من الحرب مع إيران، التي ستمثل أيضاً كابوساً للعالم بأسره من وجهة نظر المسؤول الصهيوني. لم يتحدث ليبرمان عن الأسلحة النووية التي تمتلكها «إسرائيل»، التي يهدد مسؤولوها صباحَ مساء إيران، بدءاً من نتنياهو وصولاً لأحد المسؤولين الصغار في وزارة الخارجية ووصولاً لضابط صغير «إسرائيلي».

«إسرائيل» لا تهدد إيران فقط، وإنما تحرض دول العالم بأسرها للمشاركة في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، رغم أن إيران تصرّح دوماً بأن تطوير برنامجها النووي يأتي لأغراض سلمية.

على صعيد آخر: وماذا لو امتلكت إيران أسلحة نووية؟ إنها ليست الدولة الأولى في العالم التي تمتلك مثل هذه الأسلحة! فإضافة إلى الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فإن دولاً مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية دخلت النادي النووي.

ثم إن «إسرائيل» ووفقاً للخبراء العسكريين بمن فيهم الأميركيين تمتلك ترسانة هائلة من الرؤوس النووية وصواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية، وقد سبق لمناحيم بيجن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» الأسبق «وأن هدد بأن الصواريخ «الإسرائيلية» قادرة على صد أعدائها وقادرة على الوصول إلى كل مناطق العالم».

يومها لم تقم الدنيا رداً على تهديدات المسؤول «الإسرائيلي»، بينما ممنوع على إيران تطوير برنامج نووي لأغراض سلمية بدواعي «الخوف من إمكانية استغلال ذلك لصناعة رؤوس نووية». إنه العذر الذي هو أقبح من ذنب!

كنا سنتفهم التهديدات «الإسرائيلية» لو أن «إسرائيل» لا تمتلك أسلحة نووية، ولكن أن تمتلك هي وممنوع على الآخرين امتلاك أسلحة شبيهة بما لديها فهذا هو الظلم بعينه.

أحد مبادئ الأمن «الإسرائيلي» هو القيام بضربات استباقية لما يمكن مستقبلاً أن يهدد الأمن «الإسرائيلي»، لذا قامت «إسرائيل» بضرب المشروع النووي العراقي، كما تشترط على الولايات المتحدة والدول العالمية الأخرى: عدم تصدير أسلحة للدول العربية قد تشكل خطراً على «إسرائيل»! حتى وإن قامت روسيا أو كوريا بتصدير أسلحة دفاعية إلى سوريا أو إلى إيران (على سبيل المثال لا الحصر) تقوم قائمة «إسرائيل» وحليفتها الاستراتيجية والكثير من الدول الغربية أيضاً. يأتي ذلك رغم تشديد كافة الرؤوساء الأمريكيين (وآخرهم أوباما) على حرصهم المطلق بضمان أمن «إسرائيل» أولاً، وعلى تسليحها بحيث تكون الأقوى تسليحاً في المنطقة.

الصحف «الإسرائيلية» ومراقبون غربيون يرون في زيارة ليبرمان إلى الصين: بأنها تأتي للضغط على الصين من أجل تخفيف علاقاتها الإيرانية. الوزير الصهيوني لا ينفي ذلك، بل يؤكده من خلال مقابلته مع نفس الصحيفة المشار إليها فهو يقول: «رغم الخلافات في الرأي فإن الصينيين يعاملون «إسرائيل» باحترام، وإنهم براجماتيون وأن هذا يعطيني الأمل. الصينيون قلقون من القضية الإيرانية أيضاً لأن سلوك إيران غير مقبول على الإطلاق. مثل هذا النظام غير المسؤول - يقصد إيران - يشكل في حالة حصوله على أسلحة نووية تهديداً للعالم بأسره».

ما يهمنا في هذه المقالة تأكيد ليبرمان على أن الحرب مع إيران ستكون كابوساً لدولته وللعالم. إيران ماضية في برنامجها النووي شاءت «إسرائيل» أم أبت.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2181297

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2181297 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40