الاثنين 26 آذار (مارس) 2012

عرض كتاب | الوقود على النار .. النفط والسياسة في العراق المحتل ... 1/3

الاثنين 26 آذار (مارس) 2012

يحتل النفط موقع القلب في رسم السياسة العراقية، رغم أن الحديث عنه منذ سنوات الاحتلال وحتى قبيل وقت قريب كان يقع في خانة المحظورات. والكاتب من خلال بحثه واطلاعه، يدخل في تحليل السياسة العراقية والمصالح المبنية على أساس النفط، يحاول أن يجيب عن السؤال الذي بقي غير مطروح وهو: «ماذا يحدث للنفط العراقي؟».

في الحقيقة، جرّت المصالح المتضاربة العراق إلى ساحة من العنف، والاقتتال والطائفية المقيتة، خلفت من الضحايا ما لا يعد وما لا يحصى، وستحتاج من السنوات كثيرها لتتخلص من هذا العبء الثقيل.

ما نراه الآن هو عراق مثخن بالجراح، عراق يرزح تحت صراع الطائفية والمحاصصة، إنه عراق مجرّد من اسمه ومن قوته. إنه العراق الضائع بين الإخوة المتصارعين، وتحت أنظار دول تعيش على دماء الشعوب وأرواحها، إنه العراق .. مرثية الألم والنجوى .. إنه المشهد العراقي بكل مآسيه، ويتجلى المشهد كاملاً أمام أعيننا في هذا الكتاب، حيث المصالح الأمريكية والبريطانية في حقل النفط، رغم أنهم لا ينفكون يرددون أمام العامة أنهم ينشرون الديمقراطية والعدالة الإنسانية في هذه الرقعة من العالم، التي كانت فريسة الطغيان وحكم الفرد الواحد لسنوات طويلة.

[bleu marine](الكتاب صادر عن دار النشر البريطانية «رودلي هيد» في 433 صفحة من القطع الكبير سنة 2011)[/bleu marine]

ينقسم الكتاب إلى خمسة أقسام رئيسة، في القسم الأول منه بعنوان «الطريق إلى الحرب (قبل مارس/آذار 2003)» يتفرع إلى أربعة فصول، في الفصل الأول بعنوان «ليبرالية طويلة» يستعيد الكاتب تاريخ العراق ويبين التناقضات بين الأحداث الأخيرة وتلك التي مضى عليها أكثر من ثمانين عاماً، ويقف على الاجتماعات في لندن وواشنطن التي كانت تجرى فيها التخطيطات، بين الحكومات وبين شركات النفط المتعددة الجنسيات والشركات البريطانية والأمريكية.

[bleu marine]مخاوف قادت إلى حروب[/bleu marine]

لعب النفط دوراً مزدوجاً في سنوات السبعينات من العام المنصرم في العراق، فمن جانب، قدّم الدعم للتنمية الأساسية، خاصة في حقل البنية التحتية والخدمات العامة وساهم في تقدم كبير في الازدهار العام. ومن جانب آخر، استخدم نظام البعث عائدات النفط لتمويل شبكات الرعاية الشاملة، وبالتالي قوّى موقعه السياسي وكثّف قمعه للمعارضين. كما أضعف حزب البعث الحزب الشيوعي العراقي، الخصم العلماني الرئيسي. وخلال مهمته الأولى في الحكومة في عام ،1963 وبعد عودته إلى السلطة في انقلاب عام 1968، بدأ الحزب بالنظر إلى الشيعة كتهديد كبير. وقد كانت المؤسسة السياسية الرئيسة للمسلمين الشيعة «حزب الدعوة»، الذي كان قد أسسه محمد باقر الصدر في خمسينات القرن المنصرم، وفي سنوات السبعينات من القرن نفسه هاجم البعث حزب الدعوة بشكل كبير، وأقدم على اعتقال وقتل العديد من قادته. وفي نهاية ذلك العقد، أصبح حزب البعث في موقع أكثر أماناً، وتركزت السلطة بيد رجل واحد. وفي يوليو/حزيران 1979 استولى صدام حسين على السلطة وأصبح رئيساً للبلاد بعد أن كان نائباً لأحمد حسن البكر. وقام خلال مؤتمر الحزب بتصفية العديد من أعضاء الحزب غير الموالين له، حيث أعدم أكثر من 500 من البعثيين ذوي الرتب العالية خلال أسبوعين، وبعد تشديد قبضته توجه إلى محاربة الإسلاميين، خوفاً من انتشار ثورة إسلامية على شاكلة الثورة الإسلامية في إيران. واعتقلت السلطات حينها أكثر من أربعة آلاف شخص، وأعدمت أكثر من مئتي عضو في حزب الدعوة، وفي إبريل/ نيسان 1980 أصدر النظام مرسوماً يقضي بفرض عقوبة الإعدام على كل منتسب إلى حزب الدعوة، واعتقلت السلطات الصدر وأخته بنت الهدى، تم إعدامهما بعد تعذيب طال ثلاثة أيام. ويذكر الكاتب أن تولي صدام حسين السلطة في العراق وقيام الثورة الإسلامية في إيران كان له التأثير الأكبر في تغيير تاريخ العراق.

يشير الكاتب إلى أنه كان هناك حدث ثالث يحمل تموجات عميقة بعد أكثر من عقدين من الزمن، وهو أن وزير الدفاع الأمريكي هارولد براون طلب من مسؤول متوسط الرتبة في البنتاغون يدعى «بول وولفويتز» أن يعاين المكان الذي يمكن للقوات العسكرية الأمريكية أن تواجه تهديدات فيه خارج أوروبا. ركز في مجمل دراسته حينها على الخوف من التدخل الروسي في أهم المنابع النفطية في منطقة «الشرق الأوسط»، وكذلك أشار إلى أن العراق تحت نظام يقوده صدام حسين، يمكن أن يشكل تهديداً كبيراً على المنطقة، خاصة بسبب الموقف الراديكالي العربي له والمواقف المعادية للغرب، واعتماده على مبيعات الأسلحة الروسية وحماستها في إثارة مشكلات في الدول المجاورة له، وقال وولفويتز في نهاية دراسته: «علينا أن نوضّح قدراتنا والتزاماتنا لتحقيق توازن في قوة العراق - وربما هذا يتطلب رؤية موسّعة في قوة الولايات المتحدة». ويشير الكاتب إلى أن وولفويتز على مدى عقدين من الزمن كان من أكثر المدافعين عن التدخل في العراق، لكن الواقع السياسي للإدارات الأمريكية في سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم أحبط دعوات وولفويتز، الذي لم يكن يتوقف عن الإشارة إلى وحشية نظام صدام حسين. ولكن يشير الكاتب إلى ما قاله جيمس مان في كتابه «صعود آلهة النار» الصادر في عام 2004 ونقتبس ما قاله: «نشأ اهتمام وولفويتز المبكّر بالعراق من مخاوف متعلقة بالنفط والجغرافيا السياسية وتوازن القوى في منطقة الخليج العربي، وليس من مخاوف متعلقة بسلوكيات صدام حسين».

[bleu marine]إعادة البناء[/bleu marine]

يشير الكاتب إلى الحرب العراقية الإيرانية، حيث شن صدام حسين سلسلة من الهجمات الجوية مرفقة بغزو أرضي ضد إيران، امتدت إلى حرب عمرها ثماني سنوات كانت منهكة للطرفين. وكان دافع صدام من وراء تلك الحرب هو منع تصدير الثورة الإيرانية إلى أرض العراق، إضافة إلى أنه أراد أن يضم خوزستان إلى خريطة العراق، وهي مجاورة للبصرة، وتحتوي على غالبية النفط الإيراني.

في ذلك الحين وصل العصر الذهبي لصناعة النفط العراقي إلى نهاية غير متوقعة . فقد انخفض إنتاج النفط العراقي بمعدل 5 .3 مليون برميل يومياً في عام 1979 إلى 9 .0 مليون في عام 1981 (النفط الإيراني انخفض من 2 .3 مليون إلى 6 .1)، وألحق الدمار بمحطات تصدير النفط ومصافي التكرير والحقول، وسعت كل من إيران والعراق أن تنتزع من الأخرى عائدات التصدير.

يفيد الكاتب بأنه في تلك الحرب لم ترد إدارة ريغان أن تفقد العراق الحرب ولا أن تمتد الثورة الإسلامية إلى أراضيها، وفي الوقت نفسه لم ترغب في انتصار العراق في الحرب ويتحول إلى دولة أقوى. وفي إشارة الكاتب إلى النتائج التي وصلت إليها الحرب، وتأثيرها في العراق، يستشهد بهنري كيسنجر وزير الخارجية حينها ومن بعض ما قاله: «في نهاية العداء في عام 1988، رجعت الحدود بين الدولتين إلى ما قبل الحرب، ولم يحقق أي جانب منهما مكاسب سياسية أو مادية أو سياسية، لكن مات أكثر من مليون عراقي». كما يتطرق الكاتب إلى استخدام النظام العراقي حينها المواد الكيماوية على يد علي الكيماوي، الذي أباد الآلاف في مدينة حلبجة الكردية.

في نهاية الحرب، خرج العراق باقتصاد محطّم، وكانت هناك حاجة سريعة إلى إعادة البناء وتسديد الديون الكبيرة. كان عدد الجيش العراقي قد وصل من 190 ألف في عام 1980 إلى مليون في عام 1988، وبحسب الكاتب، لم يرَ صدام حسين أي تهديد على نظامه من جانب التحركات الشعبية، بل رآها من جانب النخب العسكرية والسياسية، وحينها غير العديد من سياسات السبعينات حول التحسينات في نظام الرعاية الصحية، والتفت إلى الأمن، حتى أن أعداداً كبيرة من المدنيين فصلوا من وظائفهم، وتم تحرير القطاعات الاقتصادية وتأميمها. وتم صرف 5 .2 مليار دولار على إعادة البناء في عام 1988، في الوقت الذي تم إنفاق 5 .9 مليار دولار على إعادة التسليح . كان النفط هو المصدر الرئيسي للدخل العراقي، وبنهاية الحرب ارتفع إنتاج النفط إلى 6 .2 برميل يومياً، وفي عام 1990 بلغ الإنتاج 5 .3 مليون برميل، ويشيد الكاتب بعدد من المسؤولين العراقيين في حقل النفط، الذين كان لهم دور كبير في رفع إنتاج النفط، وخاصة في فترة الحصار المفروض على العراق.

يشير الكاتب إلى إستراتيجية زلماي خليل زاد، الذي كان محللاً في البنتاغون، فقد كان من أشد المدافعين أيضاً عن الحرب على العراق إلى جانب بول وولفويتز، الذي كان يرى أنه يجب ردع أي قوة عدائية تحاول السيطرة على منطقة، يمكن لمصادرها أن تنتج قوة عالمية. ورغم أن هذه الاستراتيجية تعرضت لنكسة وانتقادات شديدة بعد تسريب وصل إلى «النيويورك تايمز»، ولكن حين قرأ ديك تشيني تقرير زلماي خليل زاد قال له: «لقد اكتشفت سبباً منطقياً لدورنا في العالم».

يتوقف الكاتب على تفاصيل اجتياح القوات العراقية للكويت، وتأثير ذلك الاجتياح في دول الجوار، والمصالح الأمريكية في المنطقة، ويرى أن كل حرب كان يدخلها صدام حسين كانت تعتبر كارثة حقيقة.

[bleu marine]طموحات تحترق (1992-2002)[/bleu marine]

يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن لقائه فالح الخياط من كبار المسؤولين في وزارة النفط العراقية في صيف 2009 في عمان وعن الأسباب التي دفعت بالحرب على العراق في عام 2003، فبالرغم من أن النفط كان أهمها إلا أنه أشار إلى أسباب أخرى قادت الولايات المتحدة إلى شنّ حرب على نظام صدام حسين، وكانت الإدارة الأمريكية في حيرة من أمرها، خاصة أمام الطلب العالمي المتزايد على النفط، وكان العراق البلد الذي يمكن له أن يلبي احتياجات النفط، إلا أن إنتاج النفط لم يكن يصل إلى المستوى المطلوب في ظل الحصار المفروض على العراق، وكان الخيار الوحيد أمام الإدارة الأمريكية هو أن ترفع الحصار عن العراق وتتركه ينتج بمشيئته ويطور إمكاناته، لكن ذلك كان يعني أن يبقى صدام حسين في السلطة، وسيجني الملايين من النفط، وبالتالي سيعيد بناء اقتصاده، وسيمضي وراء طموحه في التطوير العسكري والعلمي (ويطور أسلحة الدمار الشامل) وهو ما يشكّل تهديداً على «إسرائيل» و«الشرق الأوسط الجديد». خاصة أن صدام كان قد أوصى بمبلع 25 ألف دولار لعائلة الرجل الذي فجّر نفسه في «إسرائيل»، حيث كان ذلك يشكل تهديداً على «إسرائيل»، التي إن قتل خمسة رجال من رجالها، تقوم بإحراق فلسطين مع شعبها، فكيف لها أن تقبل باستمرار حكم رجل يشجّع على العمليات الانتحارية داخل أراضيها؟ بحسب تحليل الخياط، يحتل النفط أهم الأسباب، لكن من دون إهمال العوامل الأخرى التي دفعت إلى اتخاذ القرار لشن الحرب وهي: أمن «إسرائيل» وأسلحة الدمار الشامل، وكانت الإمكانية الوحيدة برأيه هي احتلال العراق خاصة بعد فرض العقوبات عليه سنوات طويلة، والدمار الحاصل في حرب 1990 وتأثيرها المدمّر في البنية التحتية للبلاد، وفي صناعتها وقدرتها العسكرية، ولذلك كان العراق قد وصل إلى مرحلة من النضج لشن حرب عليه واحتلاله، وهذا هو سبب غزو العراق 2003.

يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن خريطة النفط، والنقاط التي تكون أكثر أهمية من الأخرى بالنسبة للمصالح الأمريكية، ويشير إلى تقرير حول النفط لروبيرت إيبل، حيث يشير إلى أن إنتاج النفط يمكن أن يزداد خلال العقدين القادمين، إذا ما رفعت ليبيا والعراق وإيران إنتاجها النفطي إلى حد مناسب بقدرة عالية، وكان لابد للدول الغربية أن تبعد العقوبات عن هذه الدول، وفتح الباب للاستثمار الخارجي في حقل الطاقة والنفط.

يمضي الكاتب في الحديث عن فترة رئاسة بوش الابن وكيفية تعامله مع العراق، حيث كانت مخاوف السياسة الخارجية الأمريكية هي من الصين وروسيا وليس العراق، إلا أن التقرير الذي ورد، دفع إلى جعل أمن الطاقة من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة أن دول «الشرق الأوسط» تملك أعلى احتياطي للنفط، وسينتج في عام 2020 أكثر من نصف الإنتاج العالمي للنفط. وفي إشارة إلى السياسيين الأمريكيين والبريطانيين، وجد هؤلاء على الرغم من مصالهم المصرّح بها في نفط الشرق الأوسط، إلا أنهم أصروا على أن هذا ليس السبب الذي دفعهم إلى شنّ الحرب على العراق، حيث وجدوا أن صدام حسين كان سيسيطر على إنتاج النفط في المنطقة، وكان لابدّ من التدخل لمنع هذه النوايا من التحقق، ويقول الكاتب: «كقاعدة متعارف عليها، من السهل على السياسيّين أن يجدوا أن دافع النفط هو الذي يقود الآخرين، ومن المستحيل أن يجدوا ذلك الدافع عندهم».

[bleu marine]ميزة إستراتيجية[/bleu marine]

في الفصل الرابع من القسم الأول في الكتاب بعنوان: (ميزة إستراتيجية هائلة: أكتوبر/تشرين الأول 2002- مارس/آذار 2003) يتحدث الكاتب عن اجتماع في الخارجية البريطانية حيث كان ريتشارد بانيغوين من شركة «بريتيش بتروليوم»، المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط ومنطقة بحر قزوين، وكان يقابله على طاولة الاجتماع مايكل آرثر، المسؤول عن السياسة الاقتصادية في الخارجية البريطانية بتاريخ 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، وكانت الجملة الأولى في محضر الاجتماع: «العراق مستقبل نفطي زاهر وبريتيش بتروليوم يائسة من الوصول إلى هناك»، وخلال الاجتماع ناقش ريتشارد بانيغوين السبب الذي يجعل العراق مميزاً للشركات النفطية، ليس فقط لأنه البلد الذي يعد الثاني في الاحتياطيّات النفطيّة الكبيرة على مستوى العالم، بل الاحتياطيّات الفريدة التي لم تكتشف بعد. وحينها خرجت تصريحات من الناطقين باسم بريتيش بتروليوم كانت على غير ما جرت مناقشته في الاجتماع، حيث دحضوا الأحاديث التي تروى حول لقاءات مع الحكومة بشأن نفط العراق، وكرروا في مقابلة أخرى مع تلفزيون «بي بي سي» أن الحكومة طلبتهم لإبداء آرائهم في ما يمكن أن يحدث، والشركة استجابت بناء على ذلك، ودحضت شركة «رويال داتش شل» النفطية البريطانية-الهولندية أي لقاء مع الحكومة بخصوص العراق لتلفزيون الـ «بي بي سي»، رغم أن لقاءاتها كانت متعددة. ويشير الكاتب إلى أنه بمجرد أن اقتربت الحرب، كانت الشركات النفطية حول العالم متلهفة لضمان عدم فقدان الثروة الهائلة في العراق، وبحسب تقرير نشرته «أوبزيرفر» في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني 2002، فقد التقت ثلاث شركات نفطية متعددة الجنسيات مع المؤتمر الوطني العراقي، الذي ترأسه أحمد الجلبي، والذي كان ذا مكانة عند الأمريكيين بحسب الكاتب، وبعد هذا التقرير بشهر، أكد أحمد الجلبي لقاءه مع هذه الشركات. كما يتحدث الكاتب حول الصفقات التي كان صدام حسين يرغب في إبرامها مع الإيطاليين واليابانيين، بهدف إضعاف العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده منذ غزوه للكويت 1991، وكانت الشركة النفطية الكبيرة قد توصلت إلى قناعة كبيرة بزوال نظام صدام حسين، لذلك كانت الحكومة الأمريكية تسعى إلى الاقتراح على الشركات النفطية بدعم المعارضة للحصول على عقود مستقبلية في النفط العراقي.

[bleu marine]دور الشركات النفطية[/bleu marine]

يتحدث الكاتب في هذا الفصل أيضاً عن دور الشركات النفطية بشكل مباشر في الحروب التي تشنّ على الدول الغنية بالنفط، وكيفية حصولها على عقود طويلة الأمد، ونوع العلاقة التي تربطها مع رجال الدولة، خاصة في بريطانيا والولايات المتحدة، ويتوقف هنا بشكل كبير على الشركات البريطانية والأمريكية التي بقيت غائبة عن الاستثمار في العراق، فشركة «بريتيش بتروليم» بقيت خارج العراق لمدة ثمانية وعشرين عاماً، وبالنسبة لشركة «رويال داتش شل» كانت تسعى جاهدة إلى العودة إلى العراق، لأسباب أصبحت واضحة في شكل ما يسمى أزمة الاحتياطي.

يذكر الكاتب إلى أنه بتاريخ 18 مارس/آذار 2003، كان الرئيس التنفيذي لبريتيش بتروليوم «جون بروني» يتناول الغداء مع «مايكل جاي» رئيس الخدمات الدبلوماسية والموظف المدني الأقدم في وزارة الخارجية، قال بروني حينها إن بريتيش بتروليوم تملك فريقاً جاهزاً للعمل على إعادة بناء حقول النفط العراقية، لكنه حذر أنه بالنسبة للعقود الطويلة الأمد لإدارة حقول النفط، ستحتاج الشركة إلى تراكيب أخرى وإدارية مطبّقة، ليضمن أن علاقتهم ستكون مقبولة مهما اتبعت الحكومة العراقية أي إجراء عسكري. ويذكر أنه في اليوم نفسه كان فيليب واتس رئيس شركة «رويال داتش شل»، يلقي خطاباً في الشرق الأوسط أكد فيه أن علاقة «رويال داتش شل» مع رجال الأعمال والدبلوماسيين المتجمعين ممن لهم نشاطات في الشرق الأوسط، هي علاقة عاطفية إضافة إلى أنها علاقة تجارية. ويشير الكاتب إلى أنه بعد ذلك بست وثلاثين ساعة، كانت القنابل تسقط على بغداد.

[bleu]- تأليف : غريغ موتيت | عرض: عبدالله ميزر.[/bleu]

[bleu]- المصدر : صحيفة «الخليج» الإماراتية.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2178805

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع خبر  متابعة نشاط الموقع إصدارات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2178805 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40