الاثنين 12 آذار (مارس) 2012

فلسطين : «العالم لك»!

الاثنين 12 آذار (مارس) 2012 par د. محمد صادق الحسيني

تحية إكبار وإجلال للشهيد زهير القيسي ورفاقه من المقاومة الشعبية وكتائب الناصر صلاح الدين وتحية إكبار وإجلال أخرى للشهيد سعد ورفاقه من سرايا القدس وتبت يدا ذلك الطارئ والمرتزق الصهيوني القادم من وراء البحار مغتصباً الأرض والحقوق ليقتل شعبنا الأبي ظناً منه أننا سنتعب يوماً أو نكل أو نمل من مقاتلته حتى نحرر الأرض المباركة وما حولها ونطهرها من الجناة والقتلة المحتلين وصغارهم التابعين ممن باعوا ضميرهم للشيطان وحاصروا البندقية ولقمة العيش ظناً منهم أن «شعب الجبارين» سيخضع يوماً لغير الله!

اعرف أن الوطن العربي الكبير يموج من أقصاه الى أقصاه منادياً بالتحرر من الاستبداد والظلم وأنظمة الحكم بالسيف والإرهاب وثمة من أراد ولا يزال وضع الثورات بوجه المقاومة!

لكن ما اعرفه أيضاً بان العالم الحر من حولك يا فلسطين الحبيبة قد استيقظ وصحا صحوة ما قبل «المنازلة الكبرى» التي بات ينتظرها المجاهدون والمرابطون على حدودك وأكناف بيت المقدس بفارغ الصبر ليكنسوا هذا الكيان الطارئ ويشطبوه من الخارطة!

تأكدي أيتها الحبيبة بان هذه الكتل الجماهيرية الكبرى التي تشاهدينها مع كل صباح جديد وهي لا تغادر الميادين والساحات مطالبة بإسقاط الأصنام المعلبة في متروبولات الاستكبار العالمي لتتحكم في صناعة قرارها إنما تنتظر تلك اللحظة المقدسة حتى تلتحم فيها مع قافلة المجاهدين الذين سيحاصرون بقايا الصهاينة ممن يتحصنون اليوم بمستعمراتهم وهم يقاتلونك من وراء جدار!

لابد انك سمعت يا فلسطين الحبيبة أن متطوعين قد تدافعوا من اندونيسيا وماليزيا وبنغلادش والباكستان والهند وجنوب إفريقيا وإيران وتركيا، بل ومن أحرار «وول ستريت» ليسجلوا أسماءهم في قافلة الزحف «الى بيت المقدس» لينالوا شرف الدفاع عن أرضك الطاهرة وعرضك الشريف وعيونهم تدمع شوقاً للقياك ولو من وراء السياج من جنوب لبناننا الطاهر أو هضبة الجولان المشرفة بدماء المتطوعين الذين سبقوهم في العام المنصرم!

كل ما تريده وتتمناه هذه الناس القادمة إليك يا فلسطين الحبيبة هو أن ترى «غابة بنادقك» متحدة وموحدة باتجاه العدو الأساسي لهذه الأمة أي الأمريكي المستعمر وجنوده من جماعة الانكلو ساكسون الذين دفعوا بشراذمهم ليقيموا حاملة الطائرات التي اسمها الكيان الصهيوني على أرضك الطاهرة في نهاية حربهم العالمية الثانية وهم يتململون اليوم من شدة ثقلها على كاهلهم.

فلا تضيعوا البوصلة يا إخوتي وأحبتي المجاهدين من فصائل الثورة والجهاد في نظرة هنا او نظرة هناك باتجاه من يحاول حرف البندقية عن مسارها الأصلي!

لا يخدعنكم احد يا أهلنا وإخواننا في فصائل المقاومة الأحرار بالادعاء بان لكم عدوا آخر غير التحالف الانكلو ساكسوني المتصهين القابض على حاملة الطائرات هذه كما القابض على بيت هو اوهن من بيت العنكبوت!

وكل ما ترينه يا فلسطين يطفو على السطح هنا أو هناك من حراك لا يراك أنت البوصلة وأنت الكعبة السياسية ونهاية المطاف والطواف النضالي، إنما هو زبد سرعان ما سيذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس وينفع يوم «المنازلة الكبرى» التي باتت اقرب ما يظن احد الى الوقوع من أي يوم مضى!

أنت أمننا القومي وأنت رفاهنا وأنت حريتنا وأنت تحررنا الحقيقي وأنت خبزنا اليومي وأنت صومنا وصلاتنا وزكاتنا يا فلسطين، وكل ما عداك سراب ووهم لا يعدو أن يذهب وينجرف مع رياح التغيير التي باتت على أبواب الحكام الخونة والقتلة الذين غرسوا سيوفهم وألسنتهم في عمق جرحك يا فلسطين، وهم أكثر الناس بعداً عنك وأكثرهم خيانة لمرامك وتدنيساً لطهرك!

ومن يظن من النخب البائسة واليائسة والمتداعية على قصعة للناتو هنا أو قصعة للبترودولار الرجعي هناك، فيومه آت لا محالة ووصمة العار بانتظاره ويومها لن ترحمه كل جيوش الأرض ما لم يركع لله ويدور دورته ويسدد بوصلته باتجاهك يا فلسطين لأنك أنت القرار وأنت قطب الرحى من دار وطاف حولك في نضاله انتصر ومن عاداك أو تجاهلك خسر واندحر!

أما أولئك الجند القادمون حديثاً ليتجمعوا من حول شواطئنا وسواحلنا ومضائقنا وخلجاننا لحراسة ما ومن تبقى من هذا الكيان المرعوب والمتهافت فليعلموا أنهم ليسوا سوى رهائن قيد الفتك أو الطرد أو الاعتقال متى ما حانت ساعة القتال وصدرت أوامر السيد صاحب اللواء وفصل الخطاب!

«الأمر لك» يا فلسطين فلا تخافي ولا تحزني ولا تظنين لحظة بان اهلك سينسونك يوماً فهم مجندون من الأطلس الكبير الى سور الصين العظيم صفاً واحداً كأنهم بنيان مرصوص، لن يتركوا الساح وأيديهم على الزناد والسلاح بانتظار ساعة الصفر!

فشدي على جرحك واصبري فما النصر إلا صبر ساعة وانتم الأعلون أيها المجاهدون في سرايا وكتائب الفتح من جند فلسطين لأن عدوكم مهما قتل وفتك فهو اليوم يقتل ويفتك من شدة الفزع والخوف بعد أن فقد قدرته على الردع كما على المبادرة ناهيك عن شن الحروب الخاطفة!

إن العالم عالمك يا فلسطين وكل الثورات العربية والصحوة الإسلامية وكل ما تسمعينه أو ترينه من حولك سيتحول الى جيش مقاتل معك ورهن إشارتك شرط أن يتمسك جند الداخل من أبنائك بشعارهم الأصلي والأصيل: «كل البنادق نحو العدو»!

أما الناس من حولك فتأكدي أنهم واعون ولن تخدعهم لا دولارات النفط الملوثة بالربا الانكلو ساكسوني ولا زيف ألوية المهرولين نحو المتروبول الامبريالي الصهيوني، بل إن عينهم على ألوية الناصر صلاح الدين والمقاومة الشعبية وكتائب الأقصى والقسام وسرايا الجهاد ولو جمع لهم «الناس» ما جمعوا، ذلك أن عالم تلك «الناس» ينهار فيما عالمك هو الصاعد والمتقدم بثبات والله غالب على أمره ولو كره المراهنون على الناتو وأيتامه من مجالس التهافت على الدنيا الزائفة وفتات لعبة الأمم القذرة!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2166078

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2166078 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010