الأحد 11 آذار (مارس) 2012

من غزة إلى غزة.. حتى المحرقة القادمة...!

الأحد 11 آذار (مارس) 2012 par نواف الزرو

غارات «إسرائيلية» متواصلة على قطاع غزة ترفع عدد شهداء الجمعة فقط إلى أحد عشر شهيداً وستة عشر جريحاً منهم ثلاثة جراحهم خطيرة جداً، بينهم الشهيد «أبو إبراهيم القيسي» الأمين العام للجان المقاومة الشعبية وستة مقاومين من سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، ناهيكم عن المواطنين الشهداء والجرحى، وعن الدمار والخراب...!

فما يجري هناك في واقع الأمر، إنما هي حرب واحدة طويلة شنتها العصابات الصهيونية منذ ما قبل نكبة 48 بسنوات، وتواصلها دولتهم إلى اليوم، وهي حرب من وجهة نظرهم وجودية إبادية ضد الوجود العربي، يطلقون عليها «حروب الدفاع عن النفس»، والأسماء عديدة متغيرة...

كلهم هناك في «إسرائيل» يعتبرونها حرباً مفتوحة، ويقول افرايم هليفي رئيس «الموساد» السابق ورئيس مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي» في ذلك في مقال نشر في «يديعوت»: «من غزة حتى غزة حتى الجولة القادمة».

وهو بذلك يتحدث عن جوهر السياسات الحربية «الإسرائيلية».

فحينما يعلنها قادة «إسرائيل» وجنرالات المؤسسة الحربية وأقطابها السياسيون إنها «حرب مفتوحة» على غزة، و«إن هذه الحرب لن تتوقف حتى يتوقف سقوط الصواريخ على «إسرائيل» - ذريعتهم الإعلامية»، وأنه «لن تعقد هدنة من الآن فصاعداً» فإن الأجندة «الإسرائيلية» المجازرية المبيتة تغدو واضحة سافرة تماماً...!

وحينما يهددون ويهذون بالمجزرة والمحرقة على مدار الساعة و«كلما دق الكوز بالجرة» بان «سكان غزة سوف يدفعون ثمن انتخابهم حماس» و«أنه في الجنوب تدور حرب حقيقية» وأن «أحداً في حماس لا في المستوى المنخفض ولا في المستوى العالي، سيكون حصيناً من تلك الحرب»، فإن التصعيد التدريجي يغدو أوضح من أي وقت مضى...!.

هذا التصعيد الإجرامي الذي يتوجه الثلاثي نتنياهو - باراك - ليبرمان بمجزرة الجمعة التي بلغ حصادها حتى اللحظة سبعة وعشرين بين شهيد وجريح، ناهيكم عن التدمير والدمار اللاحق بالمنشآت والمقار الأمنية والمدنية وكذلك بالمنازل والمساجد والآتي المبيت ربما يكون أعظم...!

وليس ذلك فحسب...!

فهناك عدد من جنرالاتهم يطالبون بـ «تنفيذ إبادة جماعية - هولوكوست - بغزة في حال استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل» بينما «الكابينت - المجلس الأمني المصغر» يقرر شن حرب مصغرة بدلاً من الاجتياح الشامل ويسحب من الجارور ذات «الخطة المتدحرجة مجدداً».

إنه «الهولوكوست» الصهيوني الإبادي المتدحرج في فلسطين ...!

فالذي يجري في هذه الأيام على امتداد مساحة الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام، وعلى أرض القطاع على نحو حصري مخطط ومبيت ومؤدلج ومدجج بفتاوى وتشريعات الحاخامات، وبالقرار والتصميم والإصرار الرسمي والأمني - الحربي «الإسرائيلي».

والذي يجري على أرض القطاع هو «الهولوكوست الفلسطيني المفتوح»، وهو المجزرة - المذبحة / المحرقة المفتوحة التي تنفذ مع سبق التخطيط والتبييت والترصد في إطار استراتيجية «قطع رؤوس المقاومة وتدمير مقومات الصمود الفلسطيني»...!

إنها مجزرة/ محرقة ترتكبها «إسرائيل» بشهوة مفتوحة للدم العربي الفلسطيني وسط صمت عربي ودولي مطبق، في وقت يطلق نتنياهو وأركان جيشه المزيد من تهديدات سفك الدماء.

فهي ايام الدم المتصلة في غزة والضفة، وأطفال وشيوخ ونساء فلسطين شهداؤها ووقودها...!.

وكأن هذه الحرب المفتوحة في جوهرها حرب على الأطفال والأجيال في فلسطين...!

وهي حرب حقيقية تمارس بشكل مكثف وتشهد تصاعداً خطيراً مع سبق التخطيط الإجرامي في الأيام الأخيرة.

وكأن القيادات السياسية والأمنية «الإسرائيلية» تسعى لتجسيد عبرها ودروسها المستخلصة في تقاريرها عن هزائمها في العديد من المواجهات على اللحم الفلسطيني...!.

وكأنها تلملم نفسها وردعها من جديد على الجبهة الفلسطينية غير المتكافئة...؟!!!

وكأنها تريد أن تقول «للإسرائيليين» والعالم إنها «إسرائيل» هي...هي لم تتغير... وإن قدراتها العسكرية والأمنية لم تتضرر...؟!!

وإن جيشها وقواتها الخاصة ومروحياتها الاغتيالية ما زالت بكامل عافيتها الإرهابية ....؟!!

وإنها قادرة على مواصلة المجزرة المتدحرجة ضد كل الفلسطينيين الذين تسول لهم أنفسهم بالاقتداء بنموذج «حزب الله» في لبنان مثلاً...؟!!

وكأنها تطلق رسالة للفلسطينيين والعرب والعالم أنها لن تخرج من جلدها الإرهابي المجازري أبداً....؟!!!

وإن المعركة مع الفلسطينيين المرابطين على خاصرتيها مسألة استراتيجية تختلف عن المعارك الأخرى على الجبهات الأخرى...؟!!!

وكأن الثلاثي نتنياهو - باراك - ليبرمان يقولون «للإسرائيليين» والفلسطينيين مجدداً «لا نريد أن ينام أحد ليلاً في غزة» و«أن علينا أن نعرف متى نكشر عن أنيابنا...» ولكن ...!

يفترض منطقياً واستراتيجياً أن ترخي الحرب «الإسرائيلية» المفتوحة والهولوكوست المتدحرج ضد فلسطين الإنسان والشجر والحجر تداعيات حاسمة تجمع قوى وفصائل الفلسطينيين نحو الحوار والتفاهم ووحدة الخنادق، وإن تحرك أيضاً أطراف الجسم العربي المخدر إلى درجة لا يصدقها حتى أعداء الأمة...!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 34 / 2165405

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165405 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010