الأحد 11 آذار (مارس) 2012

غزّة بدل إيران مؤقّتاً

الأحد 11 آذار (مارس) 2012 par حسام كنفاني

التصعيد «الإسرائيلي» على قطاع غزة ليس جديداً، لكنه يأتي في ظروف بالغة الدقة بالنسبة إلى الطرفين، الفلسطيني، ممثلاً بحركة «حماس» الحاكمة في القطاع والسلطة الحاكمة في الضفة الغربية، و«الإسرائيلي»، الذي لا يزال حائراً في حسابات الربيع العربي وما تؤدي إليه ومراقباً لتطورات الأمور على المسار النووي الإيراني، مكبلاً بفيتو أمريكي يمنعه من الإقدام على خطوات من شأنها إشعال المنطقة.

الطرفان الفلسطينيان باتا معروفين، فمن جهة حركة «حماس» تسعى إلى الإبقاء قدر الإمكان على التهدئة صامدة، وهي ستحاول مجدداً إعادة الأمور إلى سابق عهدها، ولاسيما أنها ليست في وارد اختبار الحليف الجديد المصري، غير القادر حالياً على تأمين المساعدة المطلوبة. أما السلطة الفلسطينية، السلميّة الطابع فهي لا تريد أي تشويش على مساعيها المستجدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

الجديد في معطيات التصعيد في القطاع يأتي من الجانب «الإسرائيلي»، وخصوصاً بعدما عاد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من زيارته الأمريكية خالي الوفاض، ومقيّداً برفض أمريكي لأي خطوة عسكرية أحادية الجانب تجاه إيران، ما يجعله محرجاً على الساحة الداخلية بعد التهديد والوعيد الذي كاله على مدى الأشهر الماضية، حتى خال الجميع أن الضربة «الإسرائيلية» باتت قريبة جداً.

غير أن ما بعد الزيارة ليس كما قبلها، فنفس التهديد «الإسرائيلي» والحديث عن إيران لا شك سيخفت. لكن ماذا عن التحذيرات الكثيرة المنقولة على لسان كبار المسؤولين في المستوى السياسي «الإسرائيلي»، والتي ترقى إلى التهديد الوجودي بالنسبة إلى «إسرائيل» في حال امتلكت إيران سلاحاً نووياً؟

يبدو ان الحكومة «الإسرائيلية» قررت حرف التهديدات إلى مكان آخر، وتحديداً إلى الصواريخ التي بحوزة فصائل المقاومة الفلسطينية و«حزب الله» في لبنان، واعتبارهما خطراً حقيقياً على الكيان، وهي بدأت فعلياً بالترويج لذلك عبر سلسلة من التقارير الإعلامية التي تتحدث عن خطر الصواريخ التي من الممكن ان تتساقط على وسط «إسرائيل» وجنوبها وشمالها.

وجاء الصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة بمثابة هدية إلى رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، الذي يسعى إلى إنقاذ ماء وجهه الداخلي، والإبقاء على «هالة الردع» «الإسرائيلية» في مواجهة المخاطر. فهاهي غزة ساحة بديلة لإيران من الممكن عبرها تنفيس الكبت «الإسرائيلي»، واستعادة «إسرائيل» الشعور بقدرتها على الضرب، مستفيدة من حسابات الداخل الفلسطيني.

غير أن لقدرة الرد «الإسرائيلية» حدوداً. فرغم أن الكيان ساعٍ إلى تحسين صورته العسكرية، إلا أنه غير راغب في خوض حرب حالية، قد تكون جانبية، نسبة إلى ما يعد له من حرب كبيرة تبدأ من إيران ولا تنتهي في لبنان وغزة. لذا فإن غزة ليست إلا بديلاً مؤقّتاً لإيران.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 53 / 2176750

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2176750 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40