الأربعاء 7 آذار (مارس) 2012

قراءة في تصريحات اوباما الاخيرة

الأربعاء 7 آذار (مارس) 2012 par مراد عبدالله

“لقد التزمت خلال فترة رئاستي على الايفاء بالوعود التي قطعتها «لاسرائيل» ولنا حق المحافظة على مصالحنا”.

لم يدخر الرئيس الامريكي جهدا في اعلان تصريحاته العلانية سواءا في المنابر العربية او الاجنبية عن اشهار انحيازه التام لاسرائيل ومصلحة« اسرائيل» وحق «اسرائيل» في الوجود متناسيا الوعود التي اطلقها من السعودية في بداية استلامه زمام الرئاسة على حل مشكلة السلام بين الفلسطينيين «والاسرائيليين» من جهة وبين العرب «والاسرائيليين» وحل قضية التطرف الاسلامي مع الغرب من جهة اخرى .

ولكن على ما يظهر من التقاطات خلال الفترة الماضية لهذه التصريحات ان ما كان مطروحا هو حل مشكلة« اسرائيل» على حساب الدول العربية التي انتهى دور قادتها وذلك باحلال زعامات جديدة ضمن رؤيا استراتيجية تخدم مصالح« اسرائيل» والغربفيها، وتتيح نهب مقدرات الشعب واعادة استعمار هذه البلاد تحت ما يسمى بالربيع العربي الذي لا يمت لهذا الاسم بصلة .

قد تكون بعض هذه الثورات خارج عن نطاق ما يسمى المؤامرة في بداياتها الا ان تبعاتها لا يمكن النظر اليها الا مكملا لهذا المشروع وذلك من خلال الزام الانظمة الوليدة بالمعاهدات الموقعة مع« اسرائيل» وممارسة كل الضغوطات على هذه الانظمة حسب الرؤيا« الاسرائيلية» الامريكية للمستقبل.

اما ما تبقى من هذه الانظمة التي يراد الاطاحة بها فلقد كلف المهمة للاشقاء باكمال الدور الذي بدؤوه لاسقاط اخر قلاع المقاومة فرأينا هذه الانظمة تتسابق على استصدار قرار من مجلس الامن بادانة هذا النظام متباكية بذريعة حق الشعب بالعيش والسلام وحفظها من جور الحكام وبحجة حماية الشعب من القتل والتشريد ولكن للاسف لم نرى هذه الانظمة خلال حرب غزة وخلال حرب لبنان الا بالشجب ومن اقل تمثيل دبلوماسي محملة نظام حماس وحزب الله مسؤولية هذه الحروب بل وصل أن اسمتها بالمغامرات.

حق الشعوب في الكفاح والنضال والدفاع عن ارضه وعرضه يسمى تارة مغامرات العربية ويسمى ارهابا تارة اخرى لدى الانظمة الغربية.وبعد 20 عاما على اتفاق اوسلو وخلال فترة مفاوضات مضنية برعاية امريكية لحل مشكلة السلام لم يحصل الفلسطينيون على شيء مما وعدوا به !، وبالمقابل حصلت «اسرائيل» على كامل الدعم السري والعلني لتنفيذ البرنامج الصهيوني في فلسطين مع متابعة الاصرار بالمطلوب من الفلسطينيين لتقديم التنازل تلو التنازل لاستكمال المشروع الصهيوامريكي .

ألم يكن عنوان بداية عهد اوباما وعد بدعم حل الدولتين ووقف الاستيطان ؟
ولكن على ارض الواقع وتحت نظرية قانون الغاب (القوي ياكل الضعيف) تقوم «اسرائيل» بابتلاع الاراضي ومصادرتها وبناء المستوطنات الجديدة عليها تحت نظر العالم ودون رقيب او حسيب بحجة امن« اسرائيل» وهنا نرى تراجع الرئيس الامريكي عن الوعود التي قطعها بحل الدولتين والاستيطان وارجائها الى المباحثات “الابدية” بين« اسرائيل» والفلسطينيين .

ويكفينا رؤية الانحياز واستخدام المعايير المزدوجة لهذا الوسيط من خلال مجلس الامن بتعطيل تمرير قرارات الادانة« لاسرائيل» 36 مرة .

زمن المعايير المزدوجة مليء لهذا الوسيط وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما فازت حماس بالانتخابات التشريعية قامت وزيرة الخارجية انذاك كونداليزا رايس بتصريح (على الشعب الفلسطيني ان يتحمل نتيجة اختياره) تريد بذلك معاقبة الشعب على خياراته الديموقراطية. واما عندما قامت بعض الجموعات المؤيدة لسعد الدين الحريري باثارة الشغب في شوارع بيروت ،صرحت ان على لبنان ان يستمع للشارع اللبناني (لان هذا التحرك يخدم مصالحها) .

اين هذا الوسيط من الحيادية ليكون الراعي لعملية السلام،،،! والانكى من ذلك فان بعض قيادات الشعب الفلسطيني ما زالت تلهث وراء ارضاء هذا الوسيط . فهل ذلك يستقيم وأي منطق سياسي أو أخلاقي من أي نوع؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165875

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165875 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010