السبت 3 آذار (مارس) 2012

أهل السنة في إيران

السبت 3 آذار (مارس) 2012

- صحيفة الثبات

نظرة الغرب للإسلام كانت مجرد قوانين في ردع السارق وشارب الخمر والزاني، لكن بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران، كانت المفاجأة بوجود دستور إسلامي وقوانين ونظم اقتصادية واجتماعية وتعليمية لو توفرت لدى بقية الدول الإسلامية، لأصبحت قوة مهيمنة لا يمكن منافستها، ومن هنا جاءت نظريات بث الخلاف بين الدول العربية وإيران، خصوصاً جيرانها على الساحل الغربي من الخليج، ثم بدأت رقعة الخلاف تتسع بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، فكانت آلة حزب البعث في العراق تطحن ليلاً ونهاراً في سموم العنصرية والقومية والطائفية لتنشرها بين شعوب المنطقة، لتكسب الجانب النفسي والعاطفي في مغامرة حربها مع الدولة الإسلامية الفتية، وتركت آثار الطائفية تحت الرماد، بعد أن بدأت شعوب الخليج بالتقارب مع الشعب الإيراني بعد نهاية حرب الخليج، لكن النفوس الشريرة التي تعيش بيننا جعلت من حرب تحرير العراق فرصة ذهبية، وبفضل انتشار وسائل الإعلام والإنترنت نجحت بامتياز وأكثر من الغرب في إيجاد أجواء تمزيق المسلمين بين سنة وشيعة، وبسبب ضيق الأفق وإعطاء الجهلاء والحمقى من السياسيين دوراً مهماً في حياتنا، مع غياب دور الحكومات نحو التقارب المذهبي، ازدادت حدة الفتنة والتطرف الطائفي بين مواطني دول الخليج، وهو الأكثر اتساعاً وخطورة، وأصبحت أجواؤها ساخنة قابلة للاشتعال في أي لحظة، بينما الحقائق في إيران تختلف كلياً، حيث أهل السنة في أوج تعايشهم السلمي المشترك مع الشيعة، وإليكم بعض الحقائق:

1- دستور جمهورية إيران الإسلامية إلى جانب المذهب الجعفري يعترف بالمذاهب السنية الأربعة بنص صريح.

2- وفقاً لإحصاء عام 1997، فإن نسبة 10 في المئة من مجموع السكان هم من معتنقي المذاهب السنية الأربعة.

3- أتباع المذهب الشافعي يقدَّر عددهم بثلاثة ملايين نسمة، وبنسبة 59 في المئة من مجموع أهل السنة، وغالبيتهم يقطنون في أربع محافظات (آذربيجان الغربية وكردستان وكرمنشاه وهرمزكان) وكذلك في بوشهر.

4- أتباع المذهب الحنفي، وعددهم أكثر من مليونين، يقطنون في محافظات (سيستان وبلوتشستان وكلستان وخراسان)، ويشكل البلوش نسبة 70 في المئة منهم.

5- أهل السنة والجماعة في معظم المحافظات الإيرانية يشكلون الأقلية عداً (كردستان وبلوتشستان).

المؤسف أن أهل السنة في النظام السابق كانوا شبه مهملين، لكن لا أحد يذكر ذلك، بينما في عهد النظام الحالي دخلت الخدمات إلى جميع تلك المناطق، بل إن محافظة مثل هرمزكان، والتي من أكبر مدنها (بندر عباس وبندرلنكه وبستك وكاوبندي) لم يكن فيها غير أربع مدارس دينية، بينما اليوم فيها 29 مدرسة دينية، وإن عدد العلماء والطلاب فيها أكثر من أربعة آلاف، وعدد المساجد فيها 1193 مسجداً، ونسبة أهل السنة في المحافظة أربعين في المئة.

في عام 1979 كان عدد المساجد في مدينة “زاهدان” فقط 16 مسجداً، بينما اليوم فيها 516 جامعاً، ولعلكم تستغربون أنه حسب الإحصاء الرسمي هناك 12222 مسجداً وجامعاً لأهل السنة والجماعة في الجمهورية الإسلامية، والمؤسف أن هناك من يتعمد تزييف الحقائق ليؤجج النفوس، حتى يكون طرحه الطائفي مقبولاً، ليزيد الشرخ بين الشيعة والسنة، فوجدت أن من الواجب انتزاع فتيل الطائفية من نفوس أبناء الوطن، لأننا في أمس الحاجة للوحدة الوطنية والإسلامية التي يناشد بها العقلاء، وعلينا أن لا نقارن أنفسنا بالدول المجاورة، فدستورنا كفل حق المواطنة، ويكفينا إفكاً وتدخلاً من قبل الآخرين بشؤوننا.

محمد حسن الأنصاري



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165538

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2165538 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010