الجمعة 2 آذار (مارس) 2012

«إسرائيل» عداءٌ تلمودي للمسيحية والإسلام!

الجمعة 2 آذار (مارس) 2012 par جواد البشيتي

«إسرائيل» التلمودية، والتي في عهد نتنياهو شُحِنَت بمزيدٍ من مصول الوهم والخرافة، لا تعيش، ولا يُمْكِنها أنْ تعيش، إلاَّ في الحرب، وبالحرب، على الوجود المسيحي ـ الإسلامي، في فلسطين؛ وها نحن نرى الآن كيف تقود “الأوهام التلمودية” هذه الحرب ضدَّ الكنائس، وضدَّ المسجد الأقصى، الذي يسعون لتقسيمه بما يوافِق “أوهامهم التلمودية”، أو في هدمه، لإقامة الهيكل الثالث في مكانه.

في سياق الحرب التلمودية على المسيحية، أُعْلِن أنَّ عالم الآثار الإسرائيلي عاموس كلونر اكتشف سنة 1980 في القدس الغربية مغارة،ً أو كهفًا، فيها (أو فيه) توابيت، أو نواويس، من الحجر، نُقِشَ فيها أسماء عبرية. وبعد دراسات وأبحاث وتحاليل، زُعِمَ في وَصْفها أنَّها “علمية”، أُعْلِن التوصُّل إلى “أدلة دامغة قاطعة مُفْحِمة” على أنَّ أحد تلك التوابيت يضم رفات، أي حطام عظام، المسيح، وقد نُقِشَ في هذا التابوت الحجري اسم عبريٌّ هو “يشوع بار يوسف”، أيْ “يسوع بن يوسف”، أي المسيح.

هذا “الاكتشاف”، والذي رفض التسليم بصحته عالم الآثار الإسرائيلي نفسه، تَضَمَّنَه “فيلم وثائقي”، أنتجه (مع مُنْتِجين آخرين) مُخْرِج فيلم “تايتانيك” جيمس كاميرون. وأتى “الفيلم الوثائقي” بعد فيلم “شيفرة دافنشي”؛ وكلاهما يُصوِّر المسيح على أنَّه بَشَرٌ في ماهيته.
في المسيحية ليس من نفي لوجود “قبر حقيقي” للمسيح؛ لكن ليس من اتفاق على مكانه، فإذا كانت الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية متَّفقةً على أنَّ هذا القبر موجود في كنيسة القيامة في القدس الشرقية فإنَّ البروتستانت يعتقدون بأنَّه يقع بعيدًا قليلًا عن موقع تلك الكنيسة، وإلى الشمال منها في خارج أسوار المدينة القديمة؛ لكنهم جميعا متَّفقون على أنَّ لا جسد (ولا رفات) للمسيح في “قبره الحقيقي” هذا (أو ذاك) لأنَّ المسيح غادر قبره هذا، جسدًا وروحًا، أي “قام من الموت”، بعد ثلاثة أيام، ثمَّ صعد إلى السماء “على مرأى من بعض تلاميذه”. وهذا إنَّما يعني، مسيحيًّا، أنَّ جسم المسيح ما عاد له من وجود على الأرض مُذْ “قام من الموت”، صاعدًا إلى السماء.

وكانت« إسرائيل» التلمودية قد اتخذت من الكوميدي ليؤور شلاين لسانا لها لترد الصاع صاعين لمنكري “الهولوكوست” من مسيحيي العالم؛ ولقد رَمَت، عبر لسانها الهزلي شلاين، البيت المسيحي بحجارة من أوهامها التلمودية، ضاربةً صفحًا عن حقيقة أنَّ بيتها الأيديولوجي من زجاج، ويمكن أنْ تكسِّره وتحطِّمه حصى من العقل والمنطق والعلم، فليس من خرافة تجعل القائل بها عرضة للضحك والسخرية كخرافة الوعد الرباني لإبرام العبراني.. “لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصريم (النيل) إلى نهر فرت (الفرات)”!
جوهر الإيمان الديني المسيحي مسخته دولة التلمود، بعنصريه “الميشناه” و“الجمارا”، عبر البرنامج الهزلي، الذي بثته القناة العاشرة، والذي قال فيه معد البرنامج ليؤور شلاين: “المسيحية تنكر الهولوكوست؛ ولقد قررتُ أن أرد لها الصاع صاعين..”.

لقد اكتشف عالم الآثار الإسرائيلي عاموس كلونر “المغارة” و“توابيتها”، وإنْ رفض التسليم بصحة “التفسير الافتراضي” لاكتشافه. على أنَّ كلونر، وغيره من كبار علماء الآثار الإسرائيليين، قد أخفقوا، على كثرة جهودهم ومحاولاتهم، في إقامة الدليل على أنَّ فلسطين هي “موطن التوراة”؛ ففي طول فلسطين وعرضها لم يعثروا على شيء يُعْتَدُّ به لجهة تأكيد “الحق اليهودي التاريخي” في فلسطين. وأحسب أنَّ الفيلم الوثائقي الذي ينبغي للمنتجين السينمائيين والعلماء أن يتوفَّروا على إنتاجه ليس فيلم “قبر يسوع الضائع”، وإنَّما فيلم “هيكل سليمان الضائع”. “قبر يسوع الضائع” لم يَدْحَض حقيقة تاريخية كبرى هي أنَّ فلسطين كانت موطن “العهد الجديد”؛ لكن “هيكل سليمان الضائع” سيَدْحَض كذبة« إسرائيلية» كبرى هي أنَّ فلسطين هي موطن “العهد القديم”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2165235

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165235 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010