الاثنين 27 شباط (فبراير) 2012

التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن سوريا من حيفا

الاثنين 27 شباط (فبراير) 2012

بناء على دعوة التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن سوريا، لبت جماهير شابة عربية من منطقة حيفا وعدد من الفلسطينيين العرب من 48 الدعوة للمشاركة بالمظاهرة الشعبية تضامناً ودفاعاً عن سوريا.

وكان قد عقد يوم الأربعاء، 8 شباط 2012، اللقاء الأول للتجمع الشعبي الفلسطيتي للدفاع عن سوريا، وذلك في المنتدى الثقافي العربي في رام الله وبحضور شخصيات وطنية ودينية وشبابية من مختلف محافظات الوطن المحتل 1967 ومن مختلف الاتجاهات السياسية.

وقد وقف الحضور وقفة صمت احتراماً لذكرى الشهداء السوريين الذين سقطوا بنيران العصابات الغادرة.

ثم افتتح اللقاء نيافة الأب حنا عطالله معبراً عن وجدان الحضور وموقف الشعب الفلسطيني الأصيل الداعم والمدافع عن القطر العربي السوري، قلب العروبة النابض، في وجه الهجمة الإمبريالية الأمريكية الصهيونية العربية الرجعية. واعتبر أن أي اعتداء على سوريا هو بمثابة اعتداء على الشعب والقضية الفلسطينية.

ثم تلا بيان التجمع الاستاذ هشام الشريف.

وقد قدم الحضور العديد من المداخلات التي تعبر عن أصالة هذا الشعب ووفائه لسوريا الوطن والدولة والمؤسسات وكما قدم الحضور عدداً من المقترحات نذكر أهمها:-

- إن الموقف الرسمي لسلطة أوسلو في الجامعة العربية والإعلام لا يمثل الشعب الفلسطيني الذي سيبقى وفياً ومدافعاً عن سوريا.

- التنديد بدعوة الجامعة العربية، وبالتواطؤ مع أمير قطر والسعودية بشكل خاص، إلى عقد مؤتمر القدس في 28من شباط الحالي في الدوحة ونطالب الشعب العربي والفلسطيني وفعاليته الوطنية والدينية بشجب ومقاطعة هذا المؤتمر المشبوه.

- رفض بيان من يسمون أل 100 مثقف المرتبطين بحاكم قطر والذين يستدعون احتلال سوريا ويزعمون تمثيل المثقفين الفلسطينيين.

- ضرورة تعزيز علاقة التجمع الشعبي مع الحركات القومية العربية التقدمية على أرضية العمل العربي الموحد والهدف الوحدوي العربي.

- وقد توافق الحضور على تشكيل لجنة متابعة ولجان في المحافظات من أجل مواصلة العمل الميداني لمساندة ودعم الشعب السوري في قضيته العادلة.

- تشكيل وفد شعبي لزيارة سفارتي الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية في الوطن المحتل والتعبير عن امتنان التجمع لموقفي البلدين ووقوفهما إلى جانب سوريا الوطن والشعب والدولة والقيادة.

- قيام وفد باسم التجمع بزيارة الجمهورية العربية السورية تعبيراً للتضامن مع شعبها وقيادتها.

- نص البيان

بيان صادر عن التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن سوريا

إن الصراع على سوريا وعلى تغير موقفها وإدماجها في الأحلاف والترتيبات الغربية المعادية لمصالح المنطقة وشعوبها ومشاعرهم وعواطفهم وما يرونه لانفسهم هو صراع قديم، إلا أننا نشهد احدث فصوله الآن.

وأما مطالب السوريين بالحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية الحقيقية في مجال عام منفتح ومفتوح، فهي مطالب مشروعة ولازمة وضرورية، إلا أنها وبحكم عوامل عدّة وعلى يد أطراف خارجية عدّة (وجدت لها إمدادات داخلية معينة ) ، قد جرى إختطافها من طرف هذه القوى التي لا تريد الخير ، لا لسوريا ولا للسوريين معا. قوى استخدمت هذه المطالب في سياق مريب، كغطاء يحاول تحطيم سوريا وكسر دورها وتغير موقفها ، على نحو أصبحت فيه المطالب المشروعة ضحية لعمل التحالف المعادي الذي رماها عمليا وراء ظهره وأضر بها وشوهها في أكثر من مكان وملمح.

إن هذا الآمر يتطلب من قوى المعارضة السورية الحقيقية والاصيلة تخليص مطالبها من هذا الالتباس الخبيث والقاتل واستعادتها من ايدي خاطفيها ألاثمين ووضعها في سياقها السوري المناسب.

ولا يخفى على أحد بأن ما يجري في سوريا، هو حرب مفصلية تستخدم الصورة والرواية والمال والمخابرات مع باقي الإشكال الأخرى ترمي لضرب أو شّل ميزة الإقليم السوري، المتمثلة في قدرته على إعاقة أي مشروع أو ترتيبات معادية للمنطقة مهما كان الحلف الذي يقف ورائها، وكذلك طاقته على ترجيح الخيارات الكبرى في المنطقة، التي تتجه نحو التحرر والانعتاق من كل الهيمنات الخارجية.

.. إن الطبيعة العدوانية للقوى الاستعمارية الغربية وإسرائيل على حقيقتهما ( «إسرائيل» القائمة في صلب وعمق مشروع استهداف المنطقة وقواها الحية )، ورؤيتهما إزاء المنطقة والأمة العربية وقضاياها، لم تتغير ولن تتغير ، وكانت تجد في كل حين حلفاء إقليمين ومحليين .

إن مرامي هذه العدوانية الغربية المتجددة تسعى لأهداف عدّة منها: التعويض عن الاندحار الاستراتيجي الذي تعيشه في المنطقة، بسبب من عوامل عدّة من أهمها : المقاومة العراقية ، و صمود محور المقاومة والممانعة على مدار العقدين الأخيرين على نحو خاص. كما أن محاولاتها محمومة في البحث عن حلول لأزماتها البنيوية المتعددة والمستشرية عبر استمرار هيمنتها في المنطقة واستنزافها ومنعها من التحرر والانعتاق و الحيلولة دونها ودون أخذها لمصيرها بيدها .

...ولأننا نعرف بان العنوان الأساسي لما يجري في سوريا يتجاوز بكثير البعد السوري المحض ، حيث يتعلق الأمر بمواجهة تتخذ طابعا حاسما: بين إستراتيجية الهيمنة والتبعية والإخضاع من جهة ،وإستراتيجية المقاومة والممانعة والتغير الديمقراطي الأصيل واللازم والضروري من جهة أخرى.

انطلاقا من كل ذلك، ومن ضرورة وجود وقفة فلسطينية مختلفة، يصدر عنها صوت أصيل بخصوص ما يجري في سوريا والتداعيات الجوهرية التي سوف تترتب عنه في راهن القضية الفلسطينية والمنطقة ومستقبلهما.

ونظرا لأهمية تكوين إدراك عميق وشامل وموضوعي عند كل القوى السياسية والشعبية الفلسطينية المعنية بشان المشهد السوري ومعطياته وتأثيراته . يعبر عن رؤية واضحة ومنظمة ويشكل أساسا لتقويم فلسطيني استراتيجي، يحدد خارطة المواقف والتوجهات بخصوص ما يجري في سوريا ، فإننا نعلن ما يلي:

أولا: إطلاق صوت فلسطيني بعيد الصدى، بخصوص ما يجرى في سوريا ، باعتبار ذلك حاجة فلسطينية ماسة، ورغم أننا نعرف مسبقا بان هذا الصوت لن يقلب موازين القوى أو يرجح كفة على أخرى ، ولكنه صوت مهم من حيث دلالاته للفلسطينيين ولغيرهم، ولإحساسنا بأهمية الوقوف مع أنفسنا من خلال الوقوف مع سوريا إقليما وشعبا وموقفا.

ثانيا : إن سوريا كما العراق ومصر، ليست أقاليم طارئة في تاريخ فلسطين وحياة الفلسطينيين وعموم المنطقة وما يعنيه ذلك في حياة العالم . فلطالما تحدد مصير فلسطين( على نحو خاص) وارتبطت أقدارها تاريخيا بمواقف هذه الأقاليم وتوجهاتها . كما أن في هذا المثلث، توجد وتقوم قدرة العرب وطاقاتهم الإستراتيجية والحضارية الأعلى والأهم ، وفيه جرت وتجرى حروب المصائر التي سيتقرر بنتيجتها وجه المنطقة واحتمالاتها ، وفي صميم هذه الأوضاع توجد فلسطين في الموضع الأكثر لياقة بها او هذا ما يجب ان يكون.

ثالثا : حيث أن الحرب التي تجري على سوريا قد تجاوزت مسألة الاصطفاف مع النظام أو المعارضة ، وصارت المسالة مرتبطة بسوريا ومكانتها ودورها وخياراتها واقدراها ، بل إن المجريات تجعل من سوريا ومعناها هي المعيار الأول والأخير للموقف من النظام والمعارضة، ومقدار تمثيل هذه الاطراف لمعاني الاقليم واصالة خياراته .

وهنا فإن الإصلاح الشامل في سوريا وفتح المجال السياسي على أساس تعددي وتشاركي، بصورة تساهم فيه كل القوى الحية والأصيلة في البلاد ، لم تعد حاجة سورية داخلية بل أصبحت ضرورة سورية لا مجال سوى أن تكون ، بل إن كسر سوريا للهجمة التي تستهدفها لن يكون بدون ذهابها قدما وفي وسط حالة الالتهاب القائمة بالذات نحو الإصلاح العميق.

لذلك فإن الإصلاح في سوريا يتطلب من النظام أن يستخرج من نفسه أفضل ما فيه ويستأصل ما عدى ذلك، على قاعدة المعاني السابقة ،مثلما يتطلب بذات القدر أو أكثر و جود معارضة أصيلة ومتفوقة على النظام الذي تعارضه تستأصل الالتباسات بقوة، وتنزع نفسها من كل إشتباه مع أعداء سوريا ،، لان الالتباسات تشوهها وتطيح بمشروعية مطالبها وتجعلها تجربة مكلفة في الخيبة والضياع والهلاك . معارضة تمتلك عن حق وعن جدارة، تمثيل قطاع من الشعب السوري أو اغلبيه الشعب السوري إن استطاعت لذلك سبيلا سياسيا.

إن تلاقي الطرفين( النظام والمعارضة الحقيقية ) عند أمال ورهانات الشعب السوري الأصيل، في المكان المناسب والمجدي والنافع والضامن، هو الذي يحمى الإقليم وأهله ويحافظ عليهما ، ويفضي نحو المضي باتجاه إقامة النموذج السياسي المناسب والفعال لسوريا وشعبها ودورها،قد بات حاجة حاسمة، على السوريين اولا واخيرا تدبر الشكل المناسب لها .

رابعا : يدين التجمع كل إشكال التدخل الخارجي المدمر والمخرب والدموي في سوريا أيا كان مأتاه وايا كان شكله . إن الخبرة المؤلمة لهذا التدخل في فلسطين والعراق وليبيا على الأقل تقف شواهد تقول لكي ذي عقل وضمير ويعرف قيمة المسؤولية ، ويعاين ما الذي ترتب عنه في حياة المنطقة وشعوبها ، من مآس ونهب وقتل ودمار وإفساد للحياة.

خامسا : يدين التجمع حرب التضليل الإعلامي التي تمارس بشأن سوريا وغيرها، ويدين أطرافها والمشاركين فيها الذين أهانوا الإعلام والأخلاق وقيم الصدقية والنزاهة والموضوعية .

...إن اللحظة التي تمر بها سوريا بالذات والمنطقة على وجه العموم ، تتطلب من الجميع تجنب كل أشكال الاشتباه والالتباس ، وتستدعي من المعنيين وخصوصا الشعب الفلسطيني إطلاق الصوت المناسب وملاقاة الاحتمالات الايجابية في المنطقة والقوى الحاملة لها أو القادرة عليها ، في المكان المناسب والشكل المناسب والموقف المناسب . إن العبرة والخبرة التاريخية والوجودية تقول لنا على نحو بسيط ونافذ “وحدها المواقف الأصيلة والقوى الأصيلة والخيارات الأصيلة والأقاليم الأصيلة ، هي التي تبقى في واد الزمن العظيم، وتفعل فعلها هناك”

والله من وراء القصد



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2176797

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2176797 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40