السبت 4 شباط (فبراير) 2012

هذه هي« فتح» يا أبو علي شاهين .. !!

السبت 4 شباط (فبراير) 2012 par عادل أبو هاشم

في دردشة رقم ( 91 ) التي يكتبها «القائد الفتحاوي» أبو علي شاهين والتي كانت بعنوان “إشاعات .. إشتباكات .. دولارات” والتي تناول فيها قضية فصل سمير المشهراوي من المجلس الثوري للحركة ، وردت جملة ( ليست هذه “حركة فتح” التي نعرفها ) ، وأهدي هذا المقال القديم لي و المنشور عام 2006 م إلى الأخ أبو علي شاهين قبل قرار فصله المتوقع من قبل مقصلة اللجنة المركزية لحركة فتح ضد أبناء قطاع غزة . !!

هذه ليست “فتح” التي نعرفها..!!

ذات يوم سـأل ناجي العلي رسام الكاريكاتير الشهير الذي إغتيل في لندن عام 1987م أحد أصدقائه قائلا : هل تعرف بيير صادق ، رسام الكاريكاتير في صحيفة “العمل” الناطقة باسم حزب الكتائب ، إنه فلسطيني ... وقبل أن تجحظ عينا صديقه دهشة واستغرابـًا تابع ناجي العلي كلامه : أجل ..أجل ، بيير صادق شخصيـًا ، المتخصص بشتم الفلسطينيين والتعريض بهم ، فلسطيني لحمـًا ودمـًا وأسرة ، وهو تحديدًا من قرية البصة ( قضاء عكا ) ، ثم ختم ناجي العلي مفاجأته متسائلا : ما هو المدهش في الأمر .. عندما يتخلى المرء عن كونه فلسطينيـًا فيجب أن نتوقع منه كل شيء ..!!

نتذكر حديث ناجي العلي بعد تصريحات عزام الأحمد رئيس كتلة “فتح” في المجلس التشريعي، بوجود “فراغ دستوري وقانوني” في أعقاب اختطاف الاحتلال الصهيونيّ لوزراء في الحكومة ونوابٍ في المجلس التشريعي من حركة حماس في الضفة الغربية، وتأكيده على أنالحكومة تُعَدّ مستقيلة في حال غياب ثلث أعضائها على الأقلّ سواءً بسبب الاستقالة أو الوفاة أو لأيّ سببٍ آخر، وعلى رئيس السلطة تكليف شخصيةٍ بتشكيل حكومة جديدة..!

ويتساءل الشارع الفلسطيني في هذه الأيام التي يتعرض فيها لحملة إبادة وتطهير عرقي لم يعرف التاريخ الحديث لها مثيلا: ألم يحن الوقتللشرفاء والمناضلين في حركة فتح التخلص من هذه الزمرة الفاسدة والمفسدة التي شوهت تاريخ الحركة النضالي.؟!

ويزداد التساؤل مرارة: هل الأحمد عضو في المجلس الثوري لحركة“فتح” التي قادت النضال الفلسطيني على مدى أربعين عامـًا؟! هذه الحركة التاريخية المناضلة التي قدمت آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والأسرى والمعتقلين على مدار أربعة عقود ونيف، وما زالت، أمهذا الشخص من الزمرة التي تآمرت عليها من الداخل، واستغلوا “فتح” للحصول على المكاسب والغنائم حتى أضحت “فتح” مشروع استثماريلديهم.؟!

لا أحد ينكر أثار التسوية السياسية على مجالات الحياة الفلسطينية المختلفة،

وظهرت أكثر وضوحاً على حركة “فتح” ، فقد قطعت اتفاقية اوسلو وما تبعها من اتفاقيات الخيط الرفيع الذي يربط بين اعضاء الحركة، والتي يجب علينا الإعتراف بأنها كانت الوعاء الذي احتوى جميع فصائل المقاومة الفلسطينية ، حيث انضم لها غالبية أبناء الشعب الفلسطيني من مختلف شرائحه وتياراته وأفكاره ، وصنعت علي أكتاف أبنائها المخلصين عبء مرحلة النهوض الفلسطيني والتي ابتدأت أولى مراحله مع قيام ثورته المسلحة في الفاتح من يناير 1965م.

لقد دفعت هذه التسوية بالكثيرين ممن لم يكن لهم تاريخ نضالي عسكري أو سياسي إلى القفز على السطح للانقضاض على كعكة “فتح” وهي التي يمثلها في هذه الحالة أجهزة السلطة الفلسطينية ..!!

وأصبحنا نرى أشخاص – لم نسمع بأسمائهم في مسيرة الثورة – يتباهون ويفاخرون ببطولات غير موجودة لديهم ولا يعلمون هم أنفسهم شيئاً عنها..!! كل شخص ينسب إلي نفسه أعمالاً وبطولات وعمليات عسكرية لم يقم بها ولم يحلم في يوم من الأيام القيام بها..!!

وظهرت طبقة جديدة من المنتفعين والمتسلقين الذين احتلوا مناصب ليسوا أهلا لها ، وإعتبروا أنفسهم فوق القانون ، وفوق الضوابط والحسابات ، وحجة كل واحد فيهم أنه محرر الأوطان وقاهر الأعداء.!، وأخذت تتشكل الكتل المتجانسة مصلحياً أو منطقياً ، وحتى عائلياً وجماعياً “نسبة إلي جماعة أبو فلان وأبو علان” ، وجميعهم لا يربطهم إلا رابط مصلحي يقوم على الفوز بنصيب الأسد من كعكة “فتح”..!!

إنهم “فئران السفينة الفلسطينية” التي التقت وتجمعت لإغراق السفينة الفلسطينية من الداخل.!

فهم فئران السفينة الذين سمنت بطونهم، وانتفخت كروشهم وقروشهم من خلال ممارساتهم المستهجنة لشعب قدم الغالي والنفيس والتضحيات وقوافل الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل قضيته.!

إنهم تلامذة نجباء لمدرسة هدفها استغلال أوضاع شعبنا الفلسطيني المناضل تحت يافطات وطنية وثورية مضللة في محاولة لتشويه أرقى وأشرف ظاهرة نضالية لشعب تحت الاحتلال.

لقد تعمد “فئران السفينة” تشويه كل ما هو فلسطيني حيث أصبحواضحـًا أن هناك انفصام في الشخصية السياسية الفلسطينية:

فالشعب الفلسطيني أمام هجمة صهيونية ضد كل ما هو فلسطيني، ليخرج علينا أحد هؤلاء الفئران من رموز التواطؤ مع العدو الإسرائيلي، ومن رموز التنازلات للدولة العبرية ممن نصبوا أنفسهم زورًا وبهتانـًا بالتحدث باسم الشعب الفلسطيني بالدعوة للانقلاب على الشرعية الفلسطينية.

لقد نادينا كثيراً بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب لا أن تعطى المناصب للولاء الشخصي بدلاً من الولاء الوطني ، وإلى حسن الحديث في المديح والإعجاب بدلاً من الكفاءة وشجاعة إبداء الرأي ، حتى لا نصل إلى مثل هذه الإفرازات والمظاهر الانحرافية التي لا تمت بصلة إلى عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني ، وبعيده كل البعد عن مبادئ الثورة الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني الذي قدم لها هذا الشعب قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين.

وللتاريخ والحقيقة فإن أصوات الشرفاء داخل حركة فتح والعديد من قيادات الشعب الفلسطيني قد أصابها الكلل والملل من النداءات المتواصلة للسلطة لتقويم المسيرة الفلسطينية ، والقضاء على ظاهرة انتشار الفساد من قبل بعض المتنفذين في أجهزة السلطة ، والتخلص من المحسوبية والأغراض الشخصية في التعيين ، وطالبت هذه الأصوات الرئيس ياسر عرفات- رحمه الله- بالتخلص من كثير من الرموز التي حملها على أكتافه والتي لا تستحق هذا الحمل الطويل ..!!

وحتى لا تضيع هوية فتح النضالية سدىً يجب على كل فتحاوي أصيلفضح وتعرية كل البؤر والمستنقعات التي يعشعش فيها كل من ارتكب جريمة خيانة الحركة والوطن بممارساته، إذ ليس من الدقة ولا الصدق أن نستمر في التركيز على العدو الإسرائيلي في تحميله ما أصاب “فتح”بالرغم من دوره الأساسي في الكوارث والمصائب التي حلت بشعبنا، دون أن نلتفت إلى داخل الحركة لنطهرها من الفئران والطحالب الفاسدة والعفن، والتائهون والضائعون بين العجز والانحراف، والسرطان الذي ينمو وتزداد أورامه في أحشائها، والوجوه العفنة التي مسخت قضيتـنا العادلة، والعقلية المريضة التي لا تحرم الإثم والانحراف وإنما تحلله وتفلسفه وتنظر له، وتضع له القواعد والمرتكزات من خلال مصلحتها الذاتية التي ترتبط بالضرورة بمصلحة العدو فتصبح وإياه شيئـًا واحدًا.!

قد يقول البعض أن وجود مثل هؤلاء الناس أمر طبيعي داخل كل حركة ثورية تعرضت للعديد من الانحسارات والانشقاقات، ونحن لا ننفي ذلك في المطلق، وقد يكون في ذلك بعض الحقيقة، ولكن التاريخ قد علمنا أيضـًا أنه ليس هناك حركة ثورية تركت كلابها وجواسيسها وعملاءهاومزوري تاريخها، والمتآمرين على نضالها الثوري، يمرحون ويسرحون، ويرتكبون الإثم ويحكمون، ويتصدرون المسؤولية في مواقع الإدارة والتوجيه وجميع مرافق الحياة العامة التي تقرر مصير الأجيال المقبلة، مثلما تفعل حركة “فتح” دون محاسبة أو عقاب، حيث يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وحيث يستوي أصحاب الرسالات والقيم والقضايا الوطنية، بالتجار والمزاودين والعملاء والجواسيس، والدجالين الذين يعبثون باستقلال الأوطان، وشرف الأوطان، وكرامة الأوطان..!!

فهؤلاء لم تـنجبهم أرحام فلسطينية..!! ولم ترضعهم أثداء فلسطينية..!!

إنهم لم يروا حقول الألغام والأسلاك الشائكة أينما ولوا وجوههم في أنحاء الوطن ، أو ما تبقى من هذا الوطن.!

إنهم متعلقون ببطاقات كبار الشخصيات التي تسمح لهم بالسهر والمجون في بارات تل أبيب.! والتنقل في جميع أنحاء العالم وشعبهم محتجز في المطارات والمعابر.!

إنهم “أحباء صهيون الجدد” الذين فاق حبهم للكيان الإسرائيلي حب جمعية “أحباء صهيون” اليهودية الذين نادوا بالعودة إلى أرض الميعاد..!!

هؤلاء ينـتسخون وهم يأكلون لحومهم ، فكيف وهم يلتهمون لحوم الآخرين.؟!

هؤلاء لا يبدلون جلودهم ، إنهم يلبسون الجلود فوق وإلى جانب بعضها بعضـًا ، بحيث نكاد نفقد القدرة على تمييز الجلد الحقيقي .!

هؤلاء يدركون أننا أعجز من أن نستوعب دروس الحاضر ، ولهذا ينامون “باطمئنان” على الغد .!

إنهم ينفعون في أمور شتى ، وكما نؤمن بأن “رب ضارة نافعة” ، علينا أن نؤمن بأن “رب نافعة ضارة” ، ولهذا نخشى بصدق بعض ما يبدو أنه ينفع الناس .

لقد شاخت ذقون الفلسطينيين ، ولم يعد من السهل الضحك عليها،فالحديث عن وثيقة الأسرى تارة، وتارة أخرى عن الاستفتاء- في ظل الحصار والقتل اليومي للفلسطينيين- كان وسيلة ضرورية لضرب الخيار الديموقراطي الذي تمسك به الشعب الفلسطيني، فلا بد من أن تتشابه الأمور لتتشوه ، أو تتشوه لتتشابه ، وكأن الأهداف متساوية فعلا .!

ولهذا نقول لـ“هؤلاء” ما قاله نابليون بونابرت : “مثل من باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص ، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه” .!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 49 / 2165286

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165286 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010