الأحد 15 كانون الثاني (يناير) 2012

الخروج الآمن لمن؟

الأحد 15 كانون الثاني (يناير) 2012 par محمد سيف الدولة

يبحث الجميع الآن عن خروج آمن يضمن لهم مصالحهم ومستقبلهم بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.

[**1)*] المجلس العسكري يريد خروج آمن يضمن عدم محاسبة أي من قياداته او أفراده عن أي أفعال تمت قبل الثورة او بعدها، مع الاحتفاظ بكامل امتيازاته وصلاحياته.

[**2)*] والتيار الإسلامي يسعى الى استلام آمن للسلطة بدون فيتو أمريكي دولي وبدون انقلاب عسكري.

[**3)*] والأمريكان يضغطون ويتفاوضون من اجل تأمين مصالحهم في مصر: مصالحهم الأمنية والاقتصادية والسياسية والإقليمية، واستمرارها على ذات المنوال الذي كانت عليه في ظل مبارك، وهو ما أعلنت عنه كلينتون شخصياً حين قالت أن على أي مسئولين جدد في مصر أن يؤكدوا التزامهم كتابة باستخدام المساعدات الأمريكية للحفاظ ورعاية المصالح الأمريكية في مصر وفي المنطقة.

[**4)*] وصندوق النقد الدولي ممثلاً عن الدائنين في نادي باريس يضغط ويتشرط ويتفاوض من اجل ضمان سداد القروض القديمة 35 مليار $، واستمرار تنفيذ روشتته الاقتصادية القديمة، والفوز بمزيد من القروض والديون والفوائد والتحكم.

[**5)*] و«إسرائيل» تصول وتجول وتضغط وتهدد وتشد وترخي من اجل ضمان استمرار معاهدة السلام كما هي بدون أي تعديل، وتبعث لنا يومياً بعشرات الرسائل والمراسيل مع الوفود الرسمية او البرلمانية الأمريكية.

[**6)*] ورجال أعمال مبارك يتواصلون على قدم وساق مع حكومة الجنزوري والمجلس العسكري لإقرار قانون المصالحة لضمان إفلاتهم من جرائم النهب والفساد التي ارتكبوها، وضمان استمرار امتيازاتهم وأرباحهم، ويعكفون من اجل ذلك على إعداد دستور اقتصادي دائم لمصر من خلال اتحاد الغرف التجارية.

[**7)*] حتى قتلة الشهداء يخططون ويتآمرون للإفلات من المحاكمة والعقاب.

[**8)*] أما شباب الثورة فيناضلون من أجل الخروج الآمن بمكتسبات الثورة كحق التظاهر والاعتصام ضد أي محاولات للانقضاض عليها بدعوى الشرعية الدستورية او البرلمانية، ويصرون على محاكمة قتلة الشهداء دفاعاً عن سلامة الأحياء.

[**9)*] وأما الناس الطيبة فكل تركيزها الآن على أمنها الشخصي والاقتصادي والاجتماعي في المرحلة الانتقالية، في انتظار الفرج ووعود الثوار بالعيش والعدالة الاجتماعية.

***

الجميع يعمل ويتسابق لضمان أمنه وسلامته ومصالحه بعد انتهاء هذه المرحلة وتسليم السلطة، ويضع من اجل ذلك خطط وخطوات ومطالب محددة، ويضغط من أجلها بكل ما أوتى من قوة :

[**•*] فالجيش يلوح بعدم تسليم السلطة أو بتسليمها منقوصة.

[**•*] والإخوان والسلفيون يبعثون برسائل تطمينات للغرب وللمجلس العسكري.

[**•*] والأمريكان يلوحون بقطع المساعدات العسكرية والاقتصادية وعدم الاعتراف الدولي بالنظام الجديد.

[**•*] و«إسرائيل» تلوح بالحرب وإعادة احتلال سيناء.

[**•*] وصندوق النقد يوصي صبيته بتخفيض التصنيف الائتماني لمصر.

[**•*] ورجال الأعمال يلوحون بسحب الاستثمارات المحلية والأجنبية وتسريح العمالة.

[**•*] والشباب يتظاهر كل يوم، لتأكيد وتثبيت هذا الحق.

[**•*] والناس الطيبة تدعو الله في كل صلاة أن يسترها ويأخذ بيدها.

[**•*] أما القتلة فيؤمنون أنفسهم بمزيد من القتل في كل مناسبة.

***

لكن في النهاية لا يمكن أن يتحقق الخروج الآمن للجميع، فيجب أن نختار بينهم، بين القاتل والمقتول وبين الناهب والمنهوب وبين العدو والصديق.

والطريق الصحيح الوحيد للفوز بخروج آمن حقيقي ((لمصر الشعب والثورة)) هو بتحريرها من التبعية للولايات المتحدة الأمريكية ومن سيطرة رؤوس الأموال الأجنبية وحلفائهم في الداخل.

وبدون ذلك، لن يأمن أحد.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2180785

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2180785 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40