الجمعة 13 كانون الثاني (يناير) 2012
بوادر تعثر في حملة العقوبات على نفط إيران...

خامنئي واغتيال العالِم النووي : سنعاقب الـ «سي آي إيه» و«الموساد»

الجمعة 13 كانون الثاني (يناير) 2012

اتهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي أجهزة الاستخبارات الأميركية و«الإسرائيلية» أمس، بالوقوف وراء اغتيال العالم النووي الإيراني مصطفى احمدي روشن، وتعهد بمعاقبتهم، فيما بدت الحملة الأوروبية الأميركية لتشديد العقوبات على إيران وحظر صادراتها النفطية، متعثرة مع حديث الاتحاد الأوروبي عن فترة انتقالية لستة أشهر لإفساح المجال أمام الدول المعنية أكثر من سواها للاستعداد للحظر في ظل توجه شركات أوروبية إلى إبرام صفقات نفطية مع إيران بغية الاستفادة من إعفاء مؤقت من الحظر.

وقال خامنئي «سنواصل دربنا بإرادة قوية، وبالتأكيد لا نهمل معاقبة المسؤولين» عن اغتيال روشن، وأضاف «هذا الإرهاب الجبان، قد صمّمه أو شارك فيه جهاز الـ«سي آي إيه» الأميركية وجهاز «الموساد» «الإسرائيلي»، ويثبت أن القوى المتغطرسة قد وصلت إلى حائط مسدود في مواجهة الأمة الإيرانية القوية».

وأثار اغتيال أحمدي روشن غضباً شديداً في طهران ضد «إسرائيل»، المشتبه فيه الرئيسي في العملية، وضد الولايات المتحدة التي نفت أية علاقة لها باغتياله. وبلغ الغضب بعدد من الصحف المتشددة الى درجة الدعوة الى القيام بعمل انتقامي، حيث قالت صحيفة «كيهان» المقربة من خامنئي في مقالها الافتتاحي إنه «يمكن تنفيذ اغتيالات لمسؤولين وعسكريين «إسرائيليين»». وأعربت الحكومة الإيرانية عن غضب مماثل. وبعثت إيران برسالة الى مجلس الأمن الدولي تطالبه فيها بإدانة الاغتيال بقوة، وقالت إن لديها أدلة على أن «جهات أجنبية» لم تكشف عنها كانت وراء عملية الاغتيال.

وحذر الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف في مقابلة من خطر حصول «تصعيد عسكري» في إيران بسبب سعي الولايات المتحدة، بدفع من «إسرائيل»، الى تغيير النظام في هذا البلد. وقال باتروشيف لصحيفة «كومرسانت»: «هناك خطر تصعيد عسكري في النزاع، و«إسرائيل» تدفع الأميركيين باتجاهه». وأضاف أن «الولايات المتحدة تعتبر إيران المشكلة الأولى. هي تريد نقل إيران من وضعية العدو الى وضعية الشريك الموالي، ولهذا تسعى بكل السبل الى تغيير النظام القائم».

وأوضح المسؤول الروسي أن الولايات المتحدة «تلجأ الى الحصار الاقتصادي وتقدم مساعدة ضخمة للقوى المعارضة». وأضاف «مند سنوات ونحن نسمع تأكيدات بأن الإيرانيين سيصنعون قنبلة ذرية في الأسبوع المقبل، (ولكن) لا أحد استطاع حتى اليوم أن يثبت وجود شق عسكري في البرنامج النووي الإيراني».

في المقابل، أفاد دبلوماسيون أوروبيون بان الاتحاد الأوروبي يتجه الى تطبيق حظر نفطي على إيران مع فترة انتقالية تمتد ستة أشهر لإفساح المجال أمام الدول المعنية أكثر من سواها للاستعداد لهذه الخطوة. وقال احد الدبلوماسيين «يبدو أننا نتجه الى فترة انتقالية لستة أشهر» لتبديد المخاوف التي أعربت عنها دول يجمعها تبادل تجاري قوي مع إيران مثل اليونان. لكن دبلوماسياً آخر تدارك «ليس هناك حتى الآن توافق على سلسلة التدابير الجديدة» التي سيبحثها الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية الأوروبيين في 23 كانون الثاني الحالي.

ومددت شركات إيطالية واسبانية ويونانية أغلب صفقاتها لإمدادات النفط مع إيران في العام 2012 ما يعني أن الحصة الأكبر من إمدادات إيران لأوروبا ستكون على الأرجح معفاة من العقوبات على الأقل في النصف الأول من العام. وقالت مصادر تجارية إن شركتي «ساراس» و«إيبلوم» الإيطاليتين وشركة «هيلينيك» اليونانية و«ريبسول» الاسبانية إما مددت أو لم تلغ عقودها القائمة مع إيران لتوريد النفط في العام 2012.

ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن وزير الطاقة التركي تانر يلديز قوله «توجد أخبار أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتخذا قرارات معينة ضد إيران وسيطبقان عقوبات على النفط الإيراني»، وأضاف «قرارات الأمم المتحدة فقط حول إيران ملزمة لتركيا، وأي قرار يؤخذ خارج الأمم المتحدة غير ملزم لها». وقال إن شركة تكرير النفط التركية مستمرة في استيراد النفط من إيران من دون أي تغيير.

وفي تصريحات صحافية وصف مساعد وزير الخارجية الصيني جاي جون الطلب الأميركي من الصين لدعم فرض عقوبات أحادية على إيران بأنه «غير عقلاني»، وأكد رفض الصين لأية تأثيرات للعقوبات الأميركية على استيراد النفط الإيراني، فيما قال وزير هندي «مارسنا نشاطاً تجارياً مع إيران في وقت سابق وسنستمر في هذا النشاط».

ووافقت اليابان على خفض وارداتها النفطية من إيران إسهاماً منها في تشديد الضغط على برنامج طهران النووي، وأعلن وزير المال الياباني جون ازومي اثر لقاء مع وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر أن طوكيو تستورد 10 في المئة من إمداداتها النفطية من إيران وسوف «تتخذ في أسرع وقت إجراءات ملموسة ومدروسة لخفض هذه الحصة أكثر».

كما فرضت أميركا عقوبات على شركات أجنبية لتعاملها مع إيران، هي شركة «جوهاي جينرونغ» الصينية الحكومية التي تعتبر بحسب وزارة الخارجية الأميركية أكبر مزوّد لإيران بالمنتجات النفطية المكررة، وشركة «كيو» السنغافورية، و«فال اويل» التي مقرها الإمارات العربية المتحدة، وقال مسؤول أميركي إن العقوبات الأميركية تهدف إلى «إنهاء عمل» المصرف المركزي الإيراني.

من جهته، أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني الذي يزور تركيا حالياً، استعداد بلاده للدخول في محادثات مع مجموعة «5+1» شريطة أن تكون المحادثات «جدية». وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة، إن «أصدقاءنا الأتراك رأوا بأن تعقد المحادثات في تركيا، ونحن موافقون على ذلك أيضاً». والتقى لاريجاني خلال زيارته وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره التركي جميل تشيشك ورئيس الجمهورية عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، وبحث معهم بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية وسبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين البلدين.

إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي يواصل جولته اللاتينية في الإكوادور اليوم بعد زيارته كوبا، إن صحة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو على ما يرام، وأشاد بحسن العلاقات بين الدولتين، موضحاً أن «مواقفنا ورؤانا وتفسيراتنا للمواقف متشابهة ومتقاربة للغاية. نحن أصدقاء جيدون... كنا وسنستمر كذلك وسنكون سوياً للأبد. عاشت كوبا».

- [**المصدر : صحيفة «السفير» اللبنانية | وكالة الصحافة الفرنسية «أ ف ب» | أسوشيتد برس «أ ب» | وكالة «رويترز» للأنباء.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165282

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار دولية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165282 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010