الاثنين 9 كانون الثاني (يناير) 2012

محللون : خطوة طال انتظارها أم مغامرة أميركية خطيرة؟

الاثنين 9 كانون الثاني (يناير) 2012

أثار إعلان «البنتاغون» تحويل استراتيجيته الدفاعية إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ ردود فعل متباينة في أوساط المحللين، الذين انقسموا بين مؤيّد لـ «خطوة طال انتظارها» بعد عقود من الانشغال بملف «الشرق الأوسط»، وبين محذّر لما يمكن أن تجرّه هذه السياسة من تداعيات أبرزها تعزيز عمليات التسليح في المنطقة، لا سيّما أن بكين أبدت قلقاً بالغا من محاولات أميركية جارية لتطويقها وتقييد نفوذها المتنامي.

بداية، رأى عدد من المحللين أن تحوّل الثقل العسكري الأميركي نحو آسيا والمحيط الهادئ يأتي في سياق طبيعي، إذ إن أوانه قد حان بعد طول انتظار، وقد عزّزه انسحاب أميركا من العراق واستعدادها للانسحاب من أفغانستان.

ورحّب رئيس «مجلس العلاقات الخارجية» ريتشارد هاس بـ «إعادة اكتشاف» أميركا لمنطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ بعد أن «غرقت لفترة طويلة في مستنقع الشرق الأوسط».

من جهته، علّق الكاتب في «فورين بوليسي» باتريك كرونين على التحوّل قائلاً بأن الصين استفادت من غياب أميركا عن منطقة آسيا لتعزّز نفوذها، في حين حذّر من أن الفشل في معالجة انعدام التوازن بشكل مباشر بناء على توصيات «البنتاغون» سوف «يسرّع صعود الصين».

في المقابل، ارتفعت أصوات منتقدة للتحوّل على اعتبار أنه سيعزّز المخاوف حول تطويق الصين، وبالتالي سيدفع باتجاه زيادة موجة التسليح في منطقة غير مستقرة بالفعل. واعتبر كل من الجنرال المتقاعد ستيفان تشيني والمحلل السياسي جوشوا فوست من «مشروع الأمن الأميركي» (American Security Project) أن فرضية نشوب صراع مع الصين بعيدة، ولكن هذا التحوّل قد يكون مغامرة ستزيد من خطر تحقّق نبوءة الاكتفاء العسكري الذاتي لدى الصين».

بدوره رأى زبغينيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي في عهد جيمي كارتر، أن على أميركا أن تلعب دور «الموازِن الإقليمي» في آسيا، والتوسط في النزاعات فضلاً عن تعويض الاختلال في توازن القوى، لكنه حذّر الولايات المتحدة من أن تسعى إلى فرض الاستقرار من خلال التطبيق المباشر للقوة العسكرية، لا سيما أنها قوة غير آسيوية».

أما الباحث في مجلة «فورين أفيرز» ماكس فيشر فقد اعتبر أن هدف التوسع اقتصادي بحت، ولا داعي لأن يخيف الصين. وأوضح أن «زيادة القوة العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مردّها إلى أنها أصبحت مركز القوة الاقتصادية العالمية. وبالتالي، فإن الوجود العسكري الأميركي هو جزء من بسط النفوذ الاقتصادي فضلاً عن الحفاظ على ثقافة استخدام القوة الناعمة». وكان احتدم النقاش في المجلة نفسها على ضوء سياسة التحول الأميركية حول دور الصين على الصعيد العالمي، بين من رأى أن أميركا تبالغ في تقدير حجم الصين «الغارقة في مشاكلها المالية الداخلية»، وفقاً للكاتب ديريك سيسورز، وبين من يرى أن بكين بدأت تمسك بزمام الاقتصاد العالمي، حسب ما أكد آرفيند سوبرامانيان.

- [**المصدر : صحيفة «السفير» اللبنانية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2181806

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2181806 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40