الأربعاء 4 كانون الثاني (يناير) 2012
الاستقرار السوري وتعزيز المقاومة والتواصل مع «الإخوان المسلمين»...

إستراتيجية «حزب الله» وإيران بعد الانسحاب الأميركي من العراق

الأربعاء 4 كانون الثاني (يناير) 2012

«تدخل المنطقة العربية والإسلامية اليوم، بعد الانسحاب الأميركي العسكري من العراق، في مرحلة جديدة، تتطلب وضع خطة عمل وإستراتيجية جديدة ينبغي تنفيذها في المرحلة المقبلة بعدما تم بحثها ودراستها في الأشهر التي سبقت الانسحاب».

هذا ما تشير إليه مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله» وإيران، لافتة النظر الى أن الخطة تتركز على جبهات عدة، منها ما يتعلق بالوضع السوري وما يجري في العراق ومواكبة المتغيرات في الدول العربية بعد الثورات الشعبية ووصول الإسلاميين الى الحكم والبرلمان في أكثر من دولة، إضافة لما يتعلق بمواجهة الهجوم الأميركي - الدولي على إيران والحزب بعد الخروج من العراق والعمل من أجل إحباط الفتنة المذهبية التي يتم العمل لإشعالها في أكثر من دولة عربية وإسلامية.

وتؤكد المصادر أن إيران و«حزب الله» يعتبران الانسحاب الأميركي العسكري من العراق أهم تطور استراتيجي في هذه المرحلة وسيكون له تداعيات هامة في المرحلة المقبلة، وهذا يتطلب وضع خطط عمل طويلة المدى لاستيعاب تداعياته خصوصاً أن الأميركيين وبالتعاون مع بعض الدول العربية والقوى السياسية والحزبية، سعوا لاستيعاب نتائج الانسحاب مسبقاً من خلال إثارة القلاقل المذهبية وشن الحرب على سوريا والعمل لفك التواصل بين قوى المقاومة في المنطقة عبر الاستفادة من نتائج الثورات العربية.

في المقابل، فإن القيادة الإيرانية وقيادة الحزب وبالتعاون مع قوى إسلامية فاعلة، عملتا من اجل إفشال الخطط الأميركية ومواجهة المتغيرات الحاصلة برؤية جديدة تستطيع استيعاب التطورات ومواجهة التحديات المختلفة والسعي لتشكيل إطار جديد يكون قادراً على تقديم تصور مختلف لما يجري بعيداً عن الحسابات الحزبية او المذهبية او الفئوية.

[**وتتضمن خطة العمل التي تم التوافق عليها نقاطاً أساسية عدة ومنها :*]

[**1-*] على الصعيد العراقي، العمل لحفظ الوحدة الداخلية وتطوير العملية السياسية والتواصل مع جميع القوى العراقية وتشجيعها على معالجة المشاكل عبر الحوار والتعاون والابتعاد عن كل ما يؤدي الى الفتنة او الصراع العسكري والأمني والسياسي.

[**2-*] على الصعيد السوري، متابعة دعم الإصلاح السياسي والتعاون مع المبادرة العربية مع حماية الاستقرار السوري بكل الإمكانيات المتوفرة مع قناعة الطرفين بأن النظام في سوريا نجح في استيعاب الهجمة القوية والتي هدفت لإسقاطه ولكنه سيظل يواجه الكثير من المشاكل في المرحلة المقبلة.

[**3-*] حول الموقف من القوى والحركات الإسلامية وخصوصاً «الإخوان المسلمين»، فإن الطرفين يؤكدان تعزيز التواصل والتنسيق مع الإخوان وكافة القوى الإسلامية وقد تم البدء بذلك من خلال إقامة مؤتمر الصحوات الإسلامية في تشرين الأول الماضي، إضافة الى سلسلة اللقاءات بين مسؤولين إيرانيين ومن الحزب مع قيادات إسلامية إخوانية في أكثر من دولة عربية وإسلامية.

كما يجري البحث حول كيفية تعزيز هذا التواصل مع مراعاة ظروف الإخوان في هذه المرحلة حيث يخوضون الانتخابات النيابية في أكثر من دولة عربية ولديهم اهتمامات وأولويات متعددة.

[**4-*] تعزيز العلاقة بين قوى المقاومة ولا سيما في لبنان وفلسطين حيث عقدت لقاءات مكثفة وعلى أعلى المستويات بين القيادة الإيرانية وقيادة الحزب وقيادات «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وقوى فلسطينية أخرى. وكان الهاجس الأساسي العمل لحماية قوى المقاومة وتفعيل دورها والتعاون لمعالجة الأحداث الجارية في المنطقة ولا سيما في سوريا وستشهد الأيام المقبلة تطورات هامة في هذا الإطار بعكس ما تروج له بعض الأوساط السياسية والإعلامية حول دور «حماس» وخروجها من دمشق.

[**5-*] مواجهة الفتن المذهبية التي يتم الترويج لها وإعطاء الأولوية لإزالة سوء التفاهم مع بعض الدول العربية الأساسية ولا سيما السعودية ورفض تحويل الصراع مع الأميركيين الى صراع عربي - إيراني او سني - شيعي، وقد شكلت زيارة وزير الأمن الإيراني للسعودية خطوة أولى في هذا المجال وستتبعها خطوات أخرى.

وتتابع المصادر تقييمها للتطورات العربية وما يجري في المنطقة بالقول أن ما حصل من ثورات شعبية ولا سيما في تونس ومصر كان بإرادة شعبية حقيقية لكن الأميركيين وبعض الدول العربية يحاولون حرف هذه الثورات عن مسارها لكن النتائج الإستراتيجية لما حصل ستكون لصالح قوى المقاومة في المدى البعيد. وأمام القوى الإسلامية ولا سيما «الإخوان المسلمين» فرصة هامة لتقديم نموذج إسلامي جديد في الحكم وأمامهم تحديات كبيرة اقتصادية وسياسية واجتماعية وهم معنيون بتوضيح مواقفهم من مختلف التطورات ولا سيما الصراع العربي ـ «الإسرائيلي» وكيفية حماية المقاومة ودعمها بدل التضييق عليها ومحاصرتها.

وأما عن احتمال حصول حرب «إسرائيلية» او أميركية على إيران او قوى المقاومة، فالمصادر لا تستبعد هذا الاحتمال في ظل الاستعدادات «الإسرائيلية» والأميركية المستمرة لذلك، لكنه سيكون مكلفاً وصعباً عليهما كما سيكون له تداعيات خطيرة على الاقتصاد الأميركي والعربي والعالمي مما سيجعل الأميركيين وحلفاءهم يفكرون كثيراً قبل اللجوء إليه ويدفعهم لخيارات أخرى ومنها ما يسمى بالحرب الناعمة والحرب الاقتصادية والأمنية بهدف توجيه ضربات قوية لقوى المقاومة.

وتختم المصادر بالقول بأن المنطقة دخلت بعد الانسحاب الأميركي من العراق في مرحلة جديدة لكن «حزب الله» وإيران والقوى المقاومة باتت في وضع أفضل وأقوى مما كانت عليه في المراحل السابقة.

- **المصدر : صحيفة «السفير» اللبنانية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165765

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165765 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010