الثلاثاء 3 كانون الثاني (يناير) 2012

كسر المكسور..!

الثلاثاء 3 كانون الثاني (يناير) 2012 par د.امديرس القادري

جمال المحيسن يا سادة ويا كرام عضو في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، وبالتالي فنحن نتحدث عن قيادي صف أول نفترض أن الكلام الصادر عنه يجب أن يكون دقيق وموزون بميزان الذهب، ولكن، وما دمنا نعاني في هذا الزمان الأغبر من شح في الرجولة والرجال فلا مانع من أن يغرد السيد المحيسن على الموال الذي يعكس مقدار الفهم والاستيعاب الذي يتمتع به هذا القيادي الهمام.

يقول القيادي الفتحاوي بأن لقاء عمَّان الذي سينعقد اليوم الثلاثاء مع الطرف «الإسرائيلي» ليس للتفاوض، وإنما هو مبادرة أردنية لمحاولة كسر الجمود في عملية السلام ، ونحن - ويقصد الطرف الفلسطيني - لا نشك في النوايا الأردنية، إذاً، نحن أمام محاولة الهدف منها كسر ما هو مكسور أساساً على صعيد عملية هذا السلام ومفاوضاته العبثية.

ولذلك، وعلى فرضية أن الجانب «الإسرائيلي» هو المسؤول عن الجمود مقابل الليونة الفلسطينية، فإننا نتمنى أن يكون الطرف الفلسطيني قد استعد واحتاط عبر إحضار جميع أدوات التكسير اللازمة، وحتى يتحقق الهدف من اللقاء الذي سيتركز وينصب على تهشيم وتكسير هذا الجمود الذي حدثنا به السيد المحيسن، وهكذا، فسوف ندعو للطرفين أن لا يخرجوا من قاعة اللقاء إلا بعد أن يطحنوا بعضهم البعض، وأن لا يتركوا وراءهم أي شيء قابل للتكسير.

الحديث عن التكسير وحسب أدبيات طب العظام لا يمكن معالجته إلا بأساليب وطرق التجبير حتى يتشافى ويصح العظم المكسور، ومن هنا ينبع السؤال المتعلق بالاحتياطات المأخوذة أردنياً وعبر وزارة الخارجية الراعية والمستضيفة لهذا اللقاء الذي لا علاقة له بالمفاوضات كما أفادنا القيادي الفلسطيني، فهل سيكون معالي وزير الخارجية الأردني مسلحاً ومستعداً للتجبير ما دمنا نتحدث عن حفلة تكسير؟.

وزير الجيش الصهيوني المجرم باراك استبق الاجتماع بالقول بأن لقاء عمَّان لن يخرج عنه نتائج مهمة، هذا ما ينبغي الإشارة إليه وقبل أن تجلس الأطراف المدعوة على مائدة الوزير الأردني، خصوصاً وأن كبير المفاوضين الفلسطيني المستقيل من منصبه كما نعلم، والحامل - لشنطة حمزة - في كل المحافل أبدى انتعاشاً وظهر كمن عادت له الروح وبدأ يطلق العنان لتصريحاته المتعلقة بالمراهنة على أن اجتماع عمَّان يهدف إلى إعادة عملية السلام لمسارها الصحيح، وفي ذلك كسر للضجر والملل الذي يعيشه الدكتور عريقات صاحب نظرية أن الحياة مفاوضات.

ما نود التأكيد عليه سواء انكسر الجمود أو انجبر اليوم في العاصمة عمَّان، فسيبقى لقاء الخض الجديد في قربة العملية بلا زبدة، ولن يسفر إلا عن مراكمة جمود جديد على مكسور قديم، والواهم فقط يمكن له أن يسبح في بحر الأحلام التي سرعان ما تتبخر أمام حقائق ووقائع المواقف والسياسات الصهيونية التي لم تتغير ولم تتبدل، وبالمناسبة نرجو من الوزير الأردني أن يشرح لنا رؤيته وفهمه لهذا التناقض بين الرغبة الأردنية والفلسطينية في كسر الجمود، وبين تصريحات المجرم نتنياهو المتعلقة ببناء جدار أمني قريباً عند الحدود مع الأردن، وهل من يفكر ببناء الجدران يمكن أن يجلس على مائدة سلام يقال أن الهدف من وراءها إزالة الحواجز والمعيقات والموانع؟.

ما سيجري اليوم على أرض الأردن يدلل على أن السلطة الفلسطينية صاحبة الولاية مستعدة دائماً للتراجع، وبشوية مصاري (دولار + يورو) يمكن أن تذوب كل مواقفها وكما يذوب السكر في الشاي، وهاهي تهديدات رئيسها أبو مازن بتغيير وجه المنطقة تطير في أجواء العاصمة الغائمة، وهذا يدعو للتأكيد على أن شعبنا الفلسطيني هو في أمس الحاجة الى تغيير وجوه ما عادت تتقن سوى إستغباء الشعب والضحك عليه والمتاجرة بقضيته ومصيره ومستقبله، وشكراً للمعارضة الوطنية التي اكتفت بالقول بأن لقاء عمَّان يشكل خضوعاً لشروط الاحتلال الأمر الذي فسره المحللين والمراقبين على أنه أول ثمار إدارة الانقسام ودفن المصالحة!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165286

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165286 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010