الاثنين 19 كانون الأول (ديسمبر) 2011

كرامة ابني

الاثنين 19 كانون الأول (ديسمبر) 2011 par محمد سيف الدولة

[**•*] قال لي انه لم يشارك في الاعتصام ولم يكن موافقاً على استمراره.

[**•*] وانه حزين لأننا فقدنا أهم سلاح كان في أيدينا، عندما أخذنا نتظاهر ونعتصم في الكبيرة والصغيرة.

[**•*] وانه لم يكن سعيداً بوزارة الجنزوري، لكنها بعد أن أصبحت أمراً واقعاً فانه يرى أن علينا أن نركز على الانتخابات لأنها أوضح واقصر طريق مطروح لنقل السلطة الى المدنيين، خاصة بعد هذه المشاركة الكبيرة من الشعب المصري. وان شاء الله بعد أن نشكل البرلمان يمكننا أن نسحب الثقة من الحكومة إذا فشلت.

[**•*] وانه لم يعجبه قيام المعتصمين بمنع الجنزوري من دخول الوزارة لأنه يرى في ذلك نوع من العنف الغريب عن سلمية الثورة، ولكنه لم يرد التعليق حفاظاً على مشاعرهم، كما انه لم يرغب أيضاً في اتخاذ ذات الموقف الذي يتبناه الإعلام الرسمي سيء السمعة.

[**•*] وقال إن هناك فرق كبير بين ما شعر به من صدق أصدقائه المشاركين في الاعتصام وبين كلام السياسيين الذين يدعون أنهم يتكلمون باسمهم.

[**•*] وقال إن كثيراً من أصدقائه في التحرير منزعجون بشدة من انتشار الباعة الجائلين وعناصر أخرى شكلها غريب و مريب.

[**•*] وقال أن أصدقائه عند مجلس الوزراء اخبروه أنهم أيضاً يريدون فض الاعتصام، لكنهم عجزوا عن ذلك، وقرروا البقاء مع زملائهم لزوم الجدعنة.

[**•*] وقال انه حزين لأنه لاحظ أن الناس العادية بدأت تنقلب على ما يحدث في التحرير.

[**•*] وقال انه في الفترة الأخيرة قرر مقاطعة كل الصحف والقنوات الفضائية الحكومية والمستقلة لأنها تصيبه بالاكتئاب.

[**•*] وانه لأول مرة منذ الثورة عاد لمشاهدة الأفلام والبرامج الخفيفة هروباً من حالة الاحتقان والتوتر التي لا يظهر لها آخر.

[**•*] وانه قرر أن يصمت عن الكلام في أي مناقشة سياسية لأنه لم يعد يعلم أين الحقيقة.

[**•*] وانه عاهد نفسه انه لن ينزل الى التحرير او يشارك في أي مظاهرات او اعتصامات قبل أن يفهم ماذا يحدث بالضبط.

[**•*] وانه كلما مر من هناك اصطدم بوجوه غريبة بين المعتصمين ، شكلها لا يوحي بالثورة، وحديثها ولهجتها ومفرداتها غير مألوفة.

[**•*] وقال انه يدعو الله كل يوم أن تمر هذه المرحلة الحرجة على خير.

قال كل ذلك قبل أن يذهب الى عمله الذي قرر أن يغرق نفسه فيه الى أن تنجلي الأمور.

***

ولكنه في اليوم التالي اتصل من شارع صلاح سالم، من جنازة الشيخ الشهيد عماد عفت واخبرني انه بعد الدفنة سيتوجه الى شارع القصر العيني.

وعندما أعربت عن دهشتي لموقفه وذكرته بكلامه معي بالأمس.

أجابني بغضب :

ألم ترى ما حدث؟!

كله إلا الضرب والإهانة

كله إلا الكرامة

((مش هننضرب تاني))

ولو أن هذه الثورة لم تفعل شيئاً إلا منع الضرب والإهانة لكان ذلك كافياً.

قلت له : لكن المتظاهرين هاجموا المباني بالمولوتوف.

رد بسرعة : هم الذين بدأوا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165497

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165497 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010