الجمعة 9 كانون الأول (ديسمبر) 2011

«تل أبيب» تزعم إعداد «حماس» لخطة عسكرية لمواجهة أي عدوان تعتمد فيها على إطلاق القذائف والصواريخ من الضفة

الجمعة 9 كانون الأول (ديسمبر) 2011 par زهير أندراوس

قالت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية، نقلاً عن مصادر أمنية في «تل أبيب»، وُصفت بأنها عليمة جداً، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قامت بإعداد وثيقة للحرب القادمة ضد الدولة العبرية، التي أعدها احد قادة ذراعها العسكرية المعتقل في السجون «الإسرائيلية» محمد عرمان.

وبحسب المحلل للشؤون الأمنية في الصحيفة، د. رونين بيرغمان، فان الوثيقة السرية جاءت تحت اسم نظرة للمقاومة من الداخل، وتتألف من 200 صفحة.

وتنص الوثيقة على وجوب قيام الحركة بأسر المزيد من الجنود «الإسرائيليين» والتوسع في إطلاق القذائف الصاروخية وتطوير وسائل تجنيد المقاومين. وتتضمن الدراسة دعوة الى بذل جهود كبيرة من اجل تمكين المقاومة من استخدام الضفة الغربية كقاعدة لإطلاق الصواريخ على العمق «الإسرائيلي»، بحيث يكون هذا الخيار قائماً قبل أي حرب قادمة تشنها «إسرائيل» على الشعب الفلسطيني.

وتشدد الوثيقة على أهمية إطلاق صواريخ المقاومة على الأهداف «الإسرائيلية» انطلاقًا من الضفة الغربية حيث أن المراكز الديموغرافية والحيوية الاقتصادية «الإسرائيلية» قريبة جدًا من الضفة الغربية، علاوة على ذلك، تشير الوثيقة، بحسب المحلل بيرغمان، الى انه يكفي أن يكون مدى القذائف 3 - 6 كلم من اجل تحقيق إصابات مؤكدة في الأهداف «الإسرائيلية» سواء داخل الخط الأخضر او في المستوطنات اليهودية التي تنتشر في جميع أرجاء الضفة الغربية. مضافًا الى ذلك، نوهت الدراسة الى انه سيكون من المستحيل على «إسرائيل» الاستفادة من المنظومات المضادة للصواريخ مثل منظومة (القبة الحديدية)، حيث ان هذه المنظومة تحتاج الى 15 ثانية لتحديد إطلاق الصاروخ، و15 ثانية أخرى لإطلاق الصاروخ المضاد، وهذا يعني أن هذه المنظومة لن تكون فعالة، كما أشار الى الاعتراف الرسمي لقادة «تل أبيب» العسكريين بفشل القبة الحديدية في الجولة ما قبل الأخيرة، عندما أطلقت التنظيمات الفلسطينية صواريخ من طراز (غراد) على المستوطنات «الإسرائيلية» في الجنوب، ولم تتمكن القبة الحديدية من اعتراضها.

وتشير الدراسة الى المصاعب التي ستواجهها «إسرائيل» في محاولاتها وقف إطلاق الصواريخ بسبب الطبيعة الطبوغرافية الخاصة للضفة الغربية وبسبب التداخل بين المناطق الفلسطينية والمستوطنات اليهودية، علاوة على وجود كتل استيطانية كبيرة تضم عددًا كبيرًا من المستوطنات، الأمر الذي يزيد من فرص إصابة المستوطنات. وتشدد الدراسة على ان هذه الخطوة هامة جدًا في تغيير قواعد اللعبة القائمة ولخلق ميزان ردع جديد يقلص من دافعية «إسرائيل» لمهاجمة الشعب الفلسطيني.

وتعتبر الوثيقة انه لن تكون هناك صعوبة في الحصول على المواد الخام المستخدمة في تصنيع القذائف الصاروخية، حيث تشير الى انه من المهم انْ تتوفر المعلومات اللازمة للتصنيع، مشددةً على ان هذه مسؤولية حركات المقاومة. وتعتبر الوثيقة ان تجربة «حزب الله» في حرب 2006 يمكن اقتفاؤها، حيث تبين من خلال مسار الحرب ان للقذائف دورًا استراتيجيًا في حسم الحرب على الرغم من عدم دقتها.

وقالت محافل أمنية رفيعة المستوى في «تل أبيب»، ان المنظومة العسكرية في جيش الاحتلال وفي وزارة الأمن أعربت عن قلقها الشديد من حصول حركة «حماس» على صواريخ ضد الطائرات، لافتةً الى ان الحركة تمكنت من تهريب هذا الطراز من الصواريخ المتقدمة، المصنعة في روسيا، الى قطاع غزة، وذلك من مخازن الأسلحة في ليبيا، والتي قام تجار الأسلحة خلال الحرب الأهلية هناك، بسرقتها، ونُقل عن مصدر امني، قوله ان «تل أبيب» تخشى من تداعيات تهريب هذه الصواريخ الحديثة والمتطورة الى قطاع غزة، لان هذه الصواريخ بإمكانها التشويش على الحرية شبه المطلقة لسلاح الجو «الإسرائيلي» بالتحليق في سماء القطاع، كما قال المصدر ان هذه الصواريخ باتت مصدر قلق على الطائرات المدنية التي تنطلق من والى «إيلات»، وتابعت الصحيفة قائلةً انه في السنوات الأخيرة تم تهريب صواريخ كتف من عدة انواع الى قطاع غزة، بمبادرة وبمباركة من ايران، ولكن إسقاط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا فتح الباب على مصراعيه امام حماس لتهريب أسلحة متطورة جدًا وبكميات هائلة الى قطاع غزة، ولفتت المصادر الأمنية في «تل أبيب»، الى ان تجار الأسلحة وشبكات تهريب الأسلحة استغلوا الفوضى العارمة في ليبيا، وقاموا باقتحام مخازن أسلحة في الجماهيرية، حيث ان الأسلحة التي تمت سرقتها بيعت لتنظيمات تُعنى بحرب العصابات، وفي مقدمتها التنظيمات الفلسطينية المتطرفة مثل حماس والجهاد الإسلامي، كما أشارت المصادر ذاتها، بحسب الصحيفة، الى ان قسمًا لا باس به من الأسلحة المسروقة تم بيعها الى التنظيمات الإسلامية الراديكالية في الصومال، على حد قولها.

بالإضافة الى ذلك، قالت المصادر الأمنية في «تل أبيب» ان الفوضى العارمة التي تشهدها شبه جزيرة سيناء منذ خلع الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، تتيح للفلسطينيين العمل هناك بدون رقيبٍ اوْ حسيب لتحديث الوسائل القتالية التي تمتلكها التنظيمات، وبحسب المصادر نفسها، فان عناصر من «حزب الله» اللبناني وخبراء من الحرس الثوري الإيراني، قاموا في الأشهر القليلة الماضية بزيارات الى قطاع غزة، بهدف مراقبة عملية التدريبات التي يجتازها مقاتلو حركة «حماس»، كما أنهم قاموا بتدريب العناصر على إنتاج القذائف، مشددةً على أن هؤلاء الخبراء وصلوا الى قطاع غزة عن طريق الإنفاق، موضحةً أن مصر أوقفت العمل في بناء جدار الفولاذ لمنع حفر الأنفاق في رفح، بعد أنْ قام الفلسطينيون بتفجير قسمٍ من الجدار، على حد تعبيرها.

وكانت صحيفة «معاريف» «الإسرائيلية» كشفت مؤخرًا عن تهريب كميات كبيرة من الوسائل القتالية من ليبيا الى قطاع غزة عبر مصر مرورًا بشبه جزيرة سيناء، زاعمة أن مئات من صواريخ (غراد) القادرة على إصابة أهداف على مسافة بين ستين وسبعين كيلومترا، وقذائف صاروخية قصيرة المدى وقعت في أيدي حركة «حماس» بالقطاع.

وأشارت الى أن قوة «حماس» تعززت في الأسابيع الأخيرة بمئات صواريخ (غراد بقطر 120 ـ 122 ملم)، والتي يصل مداها بين ستين وسبعين كيلومتراً، ويمكن ان تهدد بسهولة مركز «إسرائيل»، فضلاً عن تهريب صواريخ بقطر ستين ملم لمسافات قصيرة، وبنادق وذخيرة كثيرة. وقالت المصادر أن مصر تحاول مكافحة هذه الظاهرة باعتراض قوافل الأسلحة، ولكن العديد من القوافل يصل الى الأنفاق ومنها الى القطاع.

وأضافت الصحيفة «الإسرائيلية» أن هناك قلقًا «إسرائيليًا» من استغلال معبر رفح من ما أسمته بالجهات «الإرهابية» لتهريب وسائل قتالية الى غزة، بالتوازي مع تواصل النشاط عبر الأنفاق، محملة مصر مسؤولية كل ما يمر في معبر رفح.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2165531

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2165531 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010