الأربعاء 7 كانون الأول (ديسمبر) 2011

اشتباكات جنين .. إصابةٌ للنموذج الأمني الأمريكي بالمقتل

الأربعاء 7 كانون الأول (ديسمبر) 2011

على مدى أربع سنوات، انشغلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والشرطة الأوروبية، في بناء ما يطلقون عليه «نموذج جنين الأمني»، وهو النموذج الذي أريد له أن يكون مثالاً للحالة الأمنية في الضفة الغربية، والذي أنفقت عليه مبالغ طائلة وجندت له كثير من المشاريع والمخططات.

وظل قادة السلطة من جهة، والمسؤولون الأمريكيون ومنسق الرباعية توني بلير من جهة أخرى، على إشراف مباشر ومستمر لبناء هذا النموذج، وكلما زار وزير غربي أو مسؤول أمني الضفة الغربية، يتم الحديث عن «نموذج جنين الأمني»، كأحد الإنجازات الهامة التي يستشهد بها ويتم العمل على تعميمها على باقي المحافظات، حيث يساق المسؤولون والوزراء الأجانب إلى جنين لمشاهدة هذا النموذج.

ويقوم نموذج جنين الأمني، كما وصفته صفح غربية وصهيونية، وتحدث عنه قادة فلسطينيون على تحويل «عش الدبابير» وهو المسمى السابق لجنين، إلى نموذج للاستقرار الأمني والعيش بسلام مع الصهاينة، وإلى نموذج لبسط أجهزة السلطة الأمنية لسيطرتها على «المناطق».

ويشير مراقبون إلى أن أحداثاً أمنيةً شهدتها جنين، خلال السنة الأخيرة، أصابت هذا النموذج في مقتل، وجعلت الحديث عن هذا البناء الأمني الكبير، مجرد وهم لحلم صنعته المخابرات الأمريكية، وفشلت أجهزة السلطة الأمنية في تطبيقه على أرض الواقع.

[**صراعات تطفو على السطح*]

ويعيش أهالي جنين حالة من السخط بسبب صراعات أمنية أعادت للأذهان أن عقلية المؤسسة الأمنية لم تتشكل بعد، رغم كل الحديث عن المأسسة، ويقول أحد المراقبين «إن أحداث مخيم جنين خلال الأيام الأخيرة، تؤشر على هشاشة المؤسسة الأمنية في الضفة، وأن عقلية الشلليات لم تغادرها».

ويشهد مخيم جنين، حالةً من التوتر بعد حدوث اشتباكات مسلحة بين القيادي السابق في كتائب الأقصى زكريا الزبيدي، وهو ضابط في جهاز الأمني الوطني، وبين عناصر من الأمني الوطني وجهاز الاستخبارات في جنين، الذين أرادوا اعتقاله بعد شجار ومشادة أعقبه إطلاق نار في مقر مقاطعة جنين، مع أحد القيادات في الأمن الوطني.

وتطور الموقف إلى تجمع عشرات المسلحين، وقسم منهم عناصر في أجهزة السلطة الأمنية، لحماية الزبيدي، والتهديد بالاشتباك مع عناصر الأجهزة الأمنية الأخرى.

وأضاف أحد المواطنين في حديثه لمراسلنا في المدينة، «إن مثل هذه الصراعات الأمنية الداخلية بدأت تأخذ منحى أكثر حدة وعنفاً في المكان الذي أريد له أن يكون نموذجاً أمنياً رائداً، مما يعني أن هذا النموذج قد مني بفشل ذريع، هذا عدا عن حالة التنافس الداخلي بين الأجهزة الأمنية المختلفة والتي يدفع ثمنها المواطن».

[**لغز جوليانو والإخفاق الأمني*]

ولم تكن الاشتباكات الأخيرة المؤشر الوحيد على إخفاق هذا النموذج، فقد أشارت مصادر مطلعة إلى أن جهات أمنية غربية، أبدت غضبها وامتعاضها لرئيس وزراء السلطة في رام الله سلام فيَّاض، ولقيادات أجهزة السلطة الأمنية، حين عجزت حتى اليوم عن الكشف عن قتلة المخرج السينمائي خميس جوليانو في مخيم جنين والذي قتل قبل أكثر من عام.

وأشارت المصادر إلى أن فيَّاض نقل لقادة أجهزة السلطة الأمنية، غضب جهات دولية عديدة من عدم القدرة على كشف تفاصيل جريمة قتل واضحة المعالم لشخصية بارزة ومشهورة دولياً، في الوقت الذي كشفت فيه أجهزة «حماس» في غزة، تفاصيل جريمة قتل المتضامن الإيطالي أريغوني خلال أيام، ولم يصرف عليها تلك الموازنات الضخمة، وتورد إليها الإمكانات الكبيرة كما هو الحال في الضفة.

ونقلت مصادر في جنين أن الحديث عن النموذج الأمني تحول إلى حالة من عدم الثقة مع قرار للقنصليات والممثليات الدولية بمنع مبيت الأجانب في جنين منذ تلك الحادثة وترحيل عشرات الأجانب من المدينة إلى مدن فلسطينية أخرى.

- [**المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام - جنين.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2178604

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2178604 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40