الاثنين 5 كانون الأول (ديسمبر) 2011

«الجيش السوري الحر» في لبنان : بعد إسقاط النظام سنُسقِط «حزب الله»

الاثنين 5 كانون الأول (ديسمبر) 2011

الطريق إلى وادي خالد طويل. تستغرق الرحلة قرابة أربع ساعات. يستقبلك عند مدخل الوادي حاجز شدرا. مركزٌ مستحدث لقوة مشتركة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. لا يمكنك اجتيازه من دون تحديد وجهتك. تكتم في البداية أنك صحافي استناداً إلى تنبيه مسبق من مضيفيك. «جايين نعمل كزدورة»، ترميها لجس النبض، لكن العسكري يُخبرك بأنه ممنوع دخولك إن لم تكن آتياً لزيارة شخص محدد عليك الإفصاح عن اسمه وعنوانه. عقم الجدال مع العسكري يدفعك لترمي آخر ورقة في جيبك. «نحن صحافيون»، يبتسم العسكري بتهكّم لتنبس شفتاه بكلمتين : «صفّوا عاليمين».

مرحلة ثانية تبدأ. يحضر عسكري من فرع المعلومات. عنصر المعلومات يبدي لطافة أكثر من عسكري الجيش. يطلب بطاقات الهوية والصحافة وأوراق السيارة. يذهب لدقائق ويعود سائلاً عن تصريح دخول من مديرية التوجيه في الجيش اللبناني يُفترض وجوده بحوزتنا. يدور أخذ ورد حيال ما إذا «أُعلن وادي خالد منطقة عسكرية». تبدأ الاتصالات وتنتهي بمنحنا إذن الدخول من دون تصريح مسبق بعد قرابة 20 دقيقة.

تنطلق السيارة منحدرة على الطريق الممتد بين قرى الوادي الكبير المعروف بوادي خالد. تتميّز عن بعضها بأسماء كمشتى حمود ومشتى حسن وغيرها، لتخبر عن مدى بداوة الحال التي تغرق فيها المنطقة. فالمشتى هو المكان الذي يبيّت فيه الراعي قطيع أغنامه، أما حسن وحمود فهما الراعيان. شبكة الاتصالات في الوادي تتوقف. يخبرك أحدهم كيف السبيل إلى إعادة تشغيلها يدوياً. عليك اختيار أي شبكة هاتف تريد استخدامها. Alfa اللبنانية أو mtn السورية. هنا المنطقة تتداخل في كل شيء. تجري اتصالاً بأحد الأشخاص الذي يدّعي أنه ضابطٌ في «الجيش السوري الحر»، تعلمه أنك صرت في المكان المحدد. يطلب إليك الانتقال إلى مكان آخر. وما إن تصل إلى حيث الملتقى حتى يتقدم منك رجل أربعيني. تبرز ملامح وجهه التي تكشف عن لحية كثة. يحييك بـ «السلام عليكم» لتنتقل معه إلى منزل قريب. تتوزع أحذية كثيرة على عتبة المنازل. في الداخل الجلسة عربية. تفترش الأرض قبل أن يبدأ ارتشاف الشاي. في تلك الغرفة 5 أشخاص يدّعون أنهم من «الجيش السوري الحر». وفيها جهاز كمبيوتر محمول وتلفازٌ تحتل فيه قناة «الجزيرة» مكاناً دائماً. كانت تنقل مؤتمراً صحافياً لوزير الخارجية السوري وليد المعلم. تنهال الشتائم عليه من الجالسين المتسمّرين أمام الشاشة. دقائق ويعرض مقاطع الصور التي اتهم فيها عصابات إرهابية بأعمال العنف، ينتفض أحدهم صارخاً أن تلك الأحداث ليست في سوريا بل في باب التبانة. يسود هرج ومرج، فيسارع أحدهم إلى الاتصال بقناة «الجزيرة» ليخبرها عن حقيقة الصور.

لا يزيد عدد جنود «الجيش السوري الحر» وضباطه المتبقين في شمال لبنان على مئة عسكري، على حدّ قول قاطني المنزل. انخفض عددهم كثيراً، بعدما كان قد ناهز 700 عسكري في الأشهر الماضية حسب ادّعائهم. يعيش هؤلاء في بعض منازل قرى وادي خالد، المنطقة الحدودية الأكثر تداخلاً بين لبنان وسوريا. يتنقلون بحذر بعيداً عن أعين «استخبارات الجيش وميليشيا حزب الله». ابتعادٌ كفيل بأن «يبقيهم بمنأى عن الملاحقة والتوقيف» بحسب قولهم، ولا سيما أن «بعض إخواننا جرى توقيفهم وسُلّموا إلى الجيش السوري». الحذر المشوب بالخوف يكاد يكون السمة الغالبة التي تميّزهم. فـ «أي خطأ هنا قد يكلفك حياتك». يعتمدون على إجراءات أمنية بسيطة قبل استقبال أي صحافي. فهم بذلك يصونون حياتهم باعتبار أن «العيون الأمنية» ترصدهم في كل حين. يسلّمون بأن إجراءاتهم ليست كافية، ويمكن اختراقها بسهولة، لكنهم متأكّدون من أن «ثورتنا مدعومة من الله الحامي». التدقيق في بطاقة الصحافي وسؤاله عن مسقط رأسه لازمة لا بد منها. فهم بذلك يأمنون جانبه. وإضافة إلى تفتيشه، يستعلمون منه عن موقفه من الأحداث في سوريا. مسار طبيعي يكاد يكون روتينياً يتعكّر صفوه بكلمة واحدة. لفظة «شيعي» تسقط كالصاعقة على أسماعهم لدى استفسارهم عن الطائفة. يسود وجوم يشدّ الأعصاب، يتحول إلى نفورٍ تصاحبه بوادر رفض لاستكمال الحديث. تنقلب الأدوار ليبدأ استجواب غير مباشر. شيعي يعني أنك تؤيد «حزب الله»؟

يُظهر الشبّان الذين يدّعون أنهم جنود منشقون عن الجيش السوري حساسية مفرطة تجاه «حزب الله». تتزاحم الأسئلة على ألسنتهم. خلاصتها تُعبّر عن سلبية الموقف حيال التنظيم اللبناني : «لماذا لم يقف على الحياد كما فعلت حركة «حماس»؟ لا نريد دعمه، لكن نرفض أن يُشارك في قتلنا».

يطول النقاش، ليخلص إلى موافقة مبدئية على إجراء المقابلة. يبدي أحدهم عدائية مفرطة، ثم يغادر رافضاً الإجابة عن أي سؤال. يخرج «قصي» من الغرفة من دون تبرير، لكنّ الباقين يوافقون على إكمال الحوار، ويخبر أحدهم أن «الأخ قصي مستاء لأن أبناء عمومته الأربعة قتلوا خلال المعارك». يتهامس الشبان في ما بينهم. يدخل بعضهم ويخرج. الحاضر يعلم القادم الجديد بأن «الصحافي شيعي». يطلب أحدهم الكلام فيقول إنه سيبدأ من النهاية : «أرسلونا إلى إدلب لمحاربة العصابات والمخرّبين. وهناك لم نجد غير أهلنا. كنا أمام خيارين : إما أن تقتل شعبك أو أن تنشق، فقررت الانشقاق».

يعلنون ولاءهم لقائد «الجيش الحر» العقيد رياض الأسعد. تتراوح أعمارهم بين 21 عاماً و30 عاماً. يشيرون إلى أنهم «يؤلفون واحدة من عدة مجموعات عسكرية لا تزال موجودة على الأراضي اللبنانية». يخبرون بأنهم «يخضعون لإمرة ضابط منشق برتبة ملازم يتولى التنسيق مع ضابط سوري آخر أرفع منه رتبة على الأراضي اللبنانية». هم لا يعلمون شيئاً عن أي خطوة سيقومون بها. فهم ينتظرون أوامر الضابط.

يذكر «طالب» (27 عاماً) أن مركز خدمته كان في كلية الإشارة في الشام قبل انشقاقه. «كنت أعتقد أنني أقاتل عناصر إرهابية كما أخبرني رؤسائي، لكنني فوجئت بمدنيين لا يحملون السلاح». يتحدث عن صدمته لدى تلقّيه أمراً من «مدني شبّيح يملك سلطة أكثر من الضابط العسكري بوجوب إطلاق النار على المتظاهرين». أما «سامر» (23 عاماً)، فكان، حسب زعمه، في الفوج 41 - القوات الخاصة، اختصاص دهم. يقول إنه كان في مهمة في حمص حيث «المجازر التي شاهدتها بأم عيني لا يمكن أن تمحوها السنون». يكرر سامر «الرواية الرسمية» للمعارضة السورية : «قوات الأمن تسعى إلى الإيقاع بين الجيش والمتظاهرين، إذ كانت تطلق النار أحياناً على الجيش لإيهام العسكريين بوجود إرهابيين».

يوجهون أصابعهم إلى أحد الشبان الموجود معهم ويدعى أبو وائل (22 عاماً). يذكرون أنه «أحد الناجين من مجزرة جسر الشغور، ولا يزال يعاني انهياراً عصبياً لهول ما رأى». يداريه رفاقه «لحساسية وضعه». أبو وائل قليل الكلام، ويتحدث بهدوء. يقول إنه ورفاقه العسكريين وقعوا في «خطأ فادح حين قررنا الانشقاق من دون تنسيق مسبق مع تنسيقيات الثورة. كنا 74 جندياً. لم ينج منا سوى 20».

خلع هؤلاء الجنود المنشقون زيّهم العسكري ليرتدوا آخر مدنياً قبل دخول الأراضي اللبنانية. لا يوجد سلاح ظاهر في أيديهم. هذا في الشكل، أما لدى الغوص في التفاصيل، فيتكشّف أنهم يحملون أسلحة خفيفة، رشاشات كلاشنيكوف، يستخدمونها لـ«الدفاع عن أنفسنا». يتحدث هؤلاء عن «عمليات استطلاع دائمة» يقومون بها على الحدود الشمالية للبنان، وداخل الأراضي السورية. يتواصلون بعضهم مع بعض بواسطة أجهزة خلوية تحمل أرقاماً لبنانية. أما التواصل مع قيادة «الجيش السوري الحر» في سوريا وفي تركيا، «فيحصل بواسطة أجهزة الثريا». هدف عمليات الاستطلاع هو «مراقبة أماكن تمركز الجيش النظامي وتحركاته، وعمليات تبديل العسكر وأوقات دوريات المراقبة التي يسيّرونها». يستفيد الجنود المنشقون من ذلك في «تأمين خطوط لنقل الجرحى». هذه الأسباب ليست الدافع الوحيد لوجودهم في لبنان. فوادي خالد تحوّل إلى معسكر خلفي لهم. يؤكدون أنه ليس هناك منطقة آمنة أو عازلة في سوريا. «نأتي إلى لبنان لنرتاح من عناء القتال». يؤكد هؤلاء أن المنطقتين اللتين يمكنهم اللجوء إليهما هما لبنان ومنطقة البساتين في القصير. ويستفاد أيضاً من لبنان «لتبديل المجموعات بين لبنان وسوريا». يقومون بغارات أحياناً على أهداف في الداخل السوري. يمشون عدة ساعات لعبور الحدود، وفي أحيان أخرى يستقلون الدراجات النارية المعدة لسلوك الطرقات الوعرة.

وبعيداً عمّن سبق ذكرهم من جنود، قابلت «الأخبار» في وادي خالد أيضاً رجلاً يدّعي أنه نقيب في «الجيش السوري الحر». أبرز بطاقته العسكرية لتأكيد هويته، لكنه طلب عدم الكشف عن اسمه، مستخدماً اسماً حركياً هو «قتيبة». يخبر أنه انشق في نيسان الماضي حيث كان مركز خدمته العسكرية في حمص، بعد رفضه تنفيذ أمر إطلاق النار، وأنه أعلن انشقاقه على ثلاث محطات إخبارية : «سي أن أن» وقناتي «العربية» و«الحرة». يتحدث عن تأسيس حركة الضباط الأحرار التي جمعت الضباط المنشقين تحت مسمى «لواء الجيش السوري الحر». أما عن عدد أفراد الجيش الحر، فيذكر أنهم ألّفوا «فرقة عددها نحو 25 ألفاً، مجهّزة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة»، لافتاً إلى أنه «قائد كتيبة فجر الحرية وقوامها 500 مقاتل».

يؤكد «قتيبة» أن الأسباب التي تدفعه للدخول إلى لبنان أمنية محض. يتحدث عن «نقص حاد على جبهات القتال في حقن الكزاز وأكياس الدم». أما تهريب السلاح من لبنان إلى سوريا، فينفي حصوله «حالياً»، بسبب ارتفاع أسعار السلاح في لبنان نسبة إلى سوريا. يؤكد أنه كان قائماً في الأشهر الماضية، لكن ذلك كان قبل «تمكننا من السيطرة على مخازن سلاح عائدة للجيش». يستنكر «قتيبة» بيانات الجيش اللبناني «لجهة تبرير الاجتياحات التي يقوم بها الجيش السوري التابع للنظام»، فيؤكد أن «الجيش السوري دخل الأراضي اللبنانية مراراً». تسأله عن اشتباكات قد تكون حصلت بين عسكر «الجيش الحر» وجيش النظام على الحدود اللبنانية - السورية، فيرد بأنها «نادرة»، مدّعياً أن أحد «الاجتياحات سبّبها صبيّ لبناني من قرية حنيدر كان يلهو بمصباح لايزر وجّهه إلى دورية للجيش السوري»!

[**«الشيعة يقاتلوننا» ودليلنا الشكل واللهجة *]

يدّعي المقاتلون السوريون أن «حزب الله متورط في أعمال العنف في سوريا». ودليلهم على ذلك «أسماء معروفة لمقاتلين يشاركون في القتال في منطقة القصير. والسوري لا يمكن أن يقتل السوري بالوحشية التي تجري».

يعبّر من يزعمون أنهم أفراد «الجيش الحر» عن مرارة تعتمل في داخلهم خلّفتها مواقف «حزب الله» وأمينه العام. يؤكدون أن أرواحهم وبنادقهم كانت فداءً له في حربه ضد «إسرائيل» عام 2006، أما اليوم فإن البندقية ستوجه إليه بعد سقوط النظام السوري القائم. يكررون عبارة أن «الشعب السوري صنع حزب الله حتى صار مقدساً»، قائلين «إن من صنعه ورفعه سوف ينزله». وفي ما خصّ قتال «إسرائيل»، يرد هؤلاء بأن «الأمة الإسلامية وأحرار سوريا سيتكفلون بذلك».

يستندون في موقفهم السلبي من الشيعة إلى «تورط حزب الله وجيش المهدي والإيرانيين في قتل أبناء أهل السنّة في سوريا». ويسندون ادعاءاتهم في هذا الصدد إلى مقاطع فيديو تؤكد، بحسب قولهم، أن «أشكال الأشخاص الموجودين فيها ولهجاتهم ليست سورية»!

[**معالم مرحلة جديدة *]

يُجمع الأفراد الذين التقتهم «الأخبار» على المطالبة بدولة علمانية مدنية ديموقراطية في سوريا. ينفون عنهم تهمة الإعداد لإمارة إسلامية، إذ «كيف يستبدل الثوار القمع العسكري بآخر ديني؟»، يقول قتيبة. يجزم العسكريون الذين ينتمون إلى الطائفة السنية بأجمعهم بوجود «ضباط وجنود علويين وإسماعيليين وأكراد ومسيحيين التحقوا بصفوف الجيش السوري الحر». ينفي المقاتلون السوريون تهم الالتحاق بالغرب وخدمة أهدافه بإسقاط النظام أو حصولهم على دعم أوروبي وأميركي: «لو كان هذا صحيحاً لكانت قوات هذه الدول تدخلت لنجدتنا كما حصل في ليبيا».

يبدي أفراد «الجيش الحر» تفاؤلاً حيال «نصرٍ عسكري محتوم». وبالنسبة إليهم، فإن «مجرد اعتراف النظام بوجود الجيش الحر هو انتصار». يؤكدون أن «النظام الظالم زائل لا محالة»، لكنهم «يصلّون ليل نهار لفرض الحظر الجوي فوق سوريا». يعوّلون كثيراً عليه، فـ «المعطيات المتوافرة لدينا تؤكد وجود مئات الضباط والعسكر الذين ينتظرون تلك اللحظة لإعلان انشقاقهم والتحاقهم بالثورة».

يتحدث المقاتلون عن الساعة الصفر التي يترقبونها بفارغ الصبر. يؤكدون أنه استناداً إلى معلومات «القيادة العليا، هناك 3 محافظات ستكون بحكم الساقطة لحظة إشارة العقيد» رياض الأسعد. أما وجودهم في لبنان، فكان ينبغي أن يوضع حدّ له يوم الأحد الماضي (يوم 27/11/2011)، «لكن ضرورات أمنية حالت دون ذلك».

الاحتياط الأمني لم ينقذ هؤلاء الشبان. فعند محاولة مجموعة منهم دخول الأراضي السورية على دفعات طوال الأسبوع الماضي، وقعت في كمينين للجيش السوري، في العريضة وتلكلخ، ما أدى إلى مقتل سبعة منهم، بحسب الملازم، فيما تحدّث النقيب عن إصابته بجرح في عينه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[**«الجيش الحر» يريد إسقاط ميقاتي! *]

يشكو أفراد «الجيش السوري الحر» الموجودين في شمال لبنان من الملاحقة الدائمة التي يتعرضون لها من أجهزة الاستخبارات اللبنانية. ويذكر النقيب «قتيبة» أنه تمكّن من الفرار مرتين من عناصر استخبارات الجيش اللبناني، مشيراً إلى أن حظّه أنقذه من «كمين محكم» نُصب له في المرة الثانية. ويدّعي قتيبة أنه حاول الاتصال بالرئيس نجيب ميقاتي عبر أحد مستشاريه «للحد من ملاحقة استخبارات الجيش اللبناني لنا، لكنها لم تؤدّ إلى نتيجة». من جهتهم، يؤكد الجنود المنشقون أن الاستخبارات اللبنانية أوقفت العديد منهم وسلّمتهم إلى السلطات السورية. غير أن المسألة لم تبق على حالها، فقد لفت هؤلاء إلى أن الوضع تغيّر في الآونة الأخيرة. تحدثوا عن «جماعة معين المرعبي وخالد ضاهر» التي صارت تتوسط أخيراً لإطلاق أي سوري يتم توقيفه. كما ذكر النقيب قتيبة أن محامياً لبنانياً يدعى ن. ح. تدخّل في إحدى المرات بعد «اشتداد الخناق» عليهم، مؤكداً أن الأخير ساعدهم كثيراً لدى السلطات اللبنانية.

لا يستغرب هؤلاء أن لا تقف الحكومة اللبنانية إلى جانبهم، باعتبار أنها «جزء لا يتجزأ من النظام السوري». يحاول هؤلاء التمييز بين شعب لبنان وحكومته، مؤكدين أن «دعم لبنان لسوريا الحرة لن يكون إلا بعد إسقاط حكومة نجيب ميقاتي».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[**ألغام وإعدام *]

يروي أفراد المجموعة التي قالت إنها تنتمي إلى «الجيش السوري الحر» أن الاستخبارات السورية «أرسلت ضابطاً برتبة نقيب ينادى بـ «أبو حميد» يزعم أنه انشقّ عن جيش النظام». يتحدث هؤلاء عن ارتياب عاشوه إزاء هذا الرجل، ولا سيما أن القيادة لم تعلم الضابط المسؤول عنهم بمسألة قدوم النقيب المزعوم. يذكر هؤلاء أنهم صدّقوه في البداية، لكن معلومات من «ضابط متعاطف مع الثورة لا يزال في صفوف الخدمة وصلت من القيادة تؤكد أنه أرسِل للتجسس علينا». يؤكد هؤلاء أنه فور علمهم بقصته جرت «تصفيته فوراً، لكن داخل الأراضي السورية».

وفي ما يتعلق بالألغام التي زرعها جنود الجيش السوري على طول الحدود اللبنانية للحد من حركة الدخول والخروج، أكد هؤلاء أنه تمت إزالة معظمها. فالخبرة العسكرية التي يتمتعون بها ساعدتهم على تفكيك هذه الألغام. يعرض أحدهم ضاحكاً لغماً يدّعي أنه فككه إلى جانب 140 لغماً آخر في ليلة واحدة. في المقابل، يؤكد شاب آخر أنهم على «الاستعداد للمشي عشرين كيلومتراً على الأقدام لو تطلّب الأمر لدخولهم إلى سوريا».

كذلك يتحدثون عن «منظومة عسكرية موجودة في شمال لبنان لديها القدرة على حل أي مشكلة» قد تعترضهم. ويشيرون إلى وجود تنسيقيات سورية - لبنانية لتسهيل مرور الجرحى وتوفير الأمن لهم، لافتين إلى أن جميع الجرحى يتم نقلهم إلى مستشفى حلبا الحكومي، حيث تتم حمايتهم بواسطة رجال أمن المستشفى بطلب من شخصية سياسية لبنانية.

- **المصدر : صحيفة «الأخبار» اللبنانية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2178077

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2178077 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40