الاثنين 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

36 عاماً على القرار 3379....!

الاثنين 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 par نواف الزرو

في العاشر من تشرين الثاني من العام 1975 كانت الأمم المتحدة اتخذت قراراً بحق «إسرائيل» والحركة الصهيونية أُعتبر تاريخياً آنذاك جاء فيه : «أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري» ...فكان ذلك القرار بمثابة صحوة إنسانية أممية جامعة ضد «إسرائيل» كدولة احتلال وإرهاب، وضد الحركة الصهيونية بمواصفاتها وممارساتها العنصرية.

سفير «إسرائيل» آنذاك في الأمم المتحدة، حاييم هرتسوغ، قام أمام ناظر كل العالم بتمزيق الورقة التي طُبع عليها القرار الذي أيدته 75 دولة وعارضته 35 دولة بينما امتنعت 32 دولة عن التصويت، وحمل رقم 3379 ، معبراً عن الموقف «الإسرائيلي» التقليدي الذي يظهر الاحتقار للأمم المتحدة.

ولم يأت ذلك القرار الأممي يتيماً، إذ سبقته قرارات أخرى تدين العنصرية الصهيونية، فاتخذ قرار في مؤتمر النساء الدولي في مكسيكو سيتي في تموز 1975 وضع الأساس لقرار الأمم المتحدة الذي وصفوه بأنه الأكثر عداءاً الذي اتخذ في أي وقت من الأوقات ضد «إسرائيل» : القرار الذي أُتخذ في 18 تشرين الثاني من ذات السنة وصف الصهيونية كنوع من العنصرية، الحملة التي أدت الى ذلك القرار كانت تقوم بقدر كبير على أساس قرارات سابقة عديدة ربطت بين الصهيونية والحركات الاستعمارية، فمثلاً، في 1973 نددت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بـ «الحلف غير المقدس بين الاستعمار البرتغالي، العنصرية الجنوب افريقية، الصهيونية والامبريالية الصهيونية». وفي مكسيكو سيتي دعا مؤتمر النساء الى «تصفية» كل الاستعمار، الاستعمار الجديد، الاحتلال الأجنبي، الصهيونية والأبرتهايد.

في هذه الأيام يكون قد انقضى ستة وثلاثون عاماً على ذلك القرار التاريخي الذي أخذ من ضمن ما أخذه بعين الاعتبار القاعدة التي كان دافيد بن غوريون قد أرساها بالنسبة للعلاقة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حيث قال جهاراً نهاراً : «بلا أمم متحدة بلا هوى» و«وان الأمم المتحدة مقفرة فارغة لا قيمة لها» مثبتاً القاعدة الأخرى التي حكمت سلوك «إسرائيل» في علاقاتها مع المنظمة الدولية على مر العقود الماضية وهي «ليس مهماً ما يقوله الأغيار وإنما المهم ما يفعله اليهود على الأرض».

بعد ذلك القرار بنحو خمسة عشر عاماً عادت الأمم المتحدة لتتخذ قراراً جديداً في الحركة الصهيونية ولكن في الاتجاه المعاكس تماماً، حيث لحست «قرارها السابق بقرار جديد يلغيه ويقدم اعتذاراً ضمنياً لـ «إسرائيل» عنه.

فقد عملت الدول الغربية المتحالفة مع «إسرائيل» ولاسيما الكونغرس الأمريكي المتصهين، على مدى سنوات من اجل إسقاط القرار باشتراطهم مشاركة «إسرائيل» في مؤتمر مدريد بإلغاء القرار، الأمر الذي وقع فعلاً في ديسمبر 1991 بموجب القرار 8646، وجاء قرار الإلغاء في سطر واحد صاغه نائب وزير الخارجية الأمريكي لورنس ايغلبرغ كالتالي : »تقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة نبذ الحكم الوارد في قرارها 3379».

وفي أعقاب قرار الإلغاء والاعتذار أخذت سياسات ومواقف وقرارات الأمم المتحدة تتحول شيئاً فشيئاً لصالح «إسرائيل» وسياساتها ..هكذا بمنتهى الانحيازية الظالمة على رؤوس الأشهاد ...الى أن بلغت الأمور ذروة النفاق الدولي مع الدولة والحركة الصهيونية باتخاذ تلك المنظمة سلسلة قرارات ومواقف تشجب في مضمونها مثلاً «الإرهاب - الانتفاضة والاحتجاجات والرفض - الفلسطيني للاحتلال وجرائمه» وتبرر لـ «إسرائيل» من جهة ثانية «حقها في الدفاع عن نفسها».

ففي عام 2005 انتخبت الأمم المتحدة «إسرائيل» كعضو في مؤسسة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وكذلك في لجنة «المحافظة على التراث الحضاري»... تصوروا ...؟!!

- «إسرائيل» تحافظ على التراث الحضاري ...؟

ومساء الخميس 15/9/2005 «أكل» بلدوزر الإرهاب والمجازر الدموية الإجرامية - شارون - الأجواء، واستقبل بترحاب احتفالي منقطع النظير أُعتبر من أهم واكبر انجازات «إسرائيل» الديبلوماسية والسياسية والإعلامية على مدى تاريخها..

فقد رحب العالم هناك بشارون محتفلاً بـ «فك الارتباط» عن غزة ومشيداً بهذه الخطوة الجريئة الشجاعة التاريخية من قبل شارون.. متجاهلاً.. متناسياً (أي العالم) أن هذا «الفك» إنما من شأنه وكما هو مخطط له أن يبتلع القدس والضفة الغربية..؟!!

ويوم الثلاثاء (20/9/2005) أعلن سلفان شالوم وزير الخارجية «الإسرائيلي» من على منبر الأمم المتحدة «أن الجدار الحديدي العربي بين العرب و«إسرائيل» أخذ يسقط»، وأضاف بمنتهى الوقاحة الابتزازية : «إن على من يريد أن يساعد الفلسطينيين أن يتعاون مع «إسرائيل»، وهذا شرط مسبق لأي دولة تريد ذلك..».

ثم تأتي الهيئة العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 2005/11/1 لتتبنى وبإجماع 191 دولة - تصوروا... - بما فيها دول عربية - قراراً بإحياء ذكرى «الكارثة / المحرقة اليهودية» في السابع والعشرين من يناير في كل عام باعتباره يوماً عالمياً لإحياء ذكرى ضحايا الكارثة ...؟

تصوروا...

الأمم المتحدة تنتقل من قرار اعتبار «الصهيونية حركة عنصرية عام 1975» الى زمن إحياء الكارثة باعتبارها يوماً أممياً وعلى منبر الأمم المتحدة عام 2005 ...؟

وما بين الأمس واليوم، تتحول اليونسكو الى عدو لـ «إسرائيل» والولايات المتحدة لمجرد قبولها فلسطين عضواً فيها كدولة كاملة رغم أن هذا القرار جاء متأخراً عقوداً من الزمن...؟!

نعتقد أن كل ذلك لم يكن ليحدث لو ارتقى العرب الى مستوى المسؤولية القومية وكانوا على قدر التحدي...؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 70 / 2165282

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165282 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010