الاثنين 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

«إسرائيل» الرسمية تلتزم الصمت إزاء قرار الجامعة العربية بالنسبة لسورية والمحللون يُوضحون أن نظام الأسد ما زال بعيداً جداً عن السقوط

الاثنين 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 par زهير أندراوس

لم تُخف «إسرائيل» فرحتها من قرار الجامعة العربية بالنسبة لسورية، ولكن الملاحظ أن المستويين السياسي والأمني في الدولة العبرية لم يُعقبا على القرار بتاتاً، وتركا الساحة لوسائل الإعلام «الإسرائيلية» لإبراز القرار ودلالاته بالنسبة لسورية ولـ «إسرائيل»، وفي هذا السياق، وتحت عنوان «الجامعة العربية شرعنت العملية العسكرية الأجنبية ضد سورية»، قال الخبير في شؤون «الشرق الأوسط» في صحيفة «هآرتس» العبرية، د. تسفي بارئيل، إن قرار جامعة الدول العربية على جميع تبعاته فتح الباب على مصراعيه أمام عملية عسكرية لإسقاط نظام الرئيس السوري، د.بشار الأسد، مثلما حدث في ليبيا.

ولكنه استدرك قائلاً إنه من غير المشكوك فيه أن تستغل الدول الغربية، التي رحبت بالقرار، الشرعية العربية لشن هجوم عسكري ضد سورية، ذلك أنه برأيه، خلافاً للتدخل العسكري في ليبيا، فإن العملية العسكرية المفترضة ضد سورية ستكون لها تداعيات إقليمية خطيرة للغاية، إذ أنه من غير المستبعد أن تُقرر الجمهورية الإسلامية الإيرانية فتح جبهة من طرفها، كما أنه من غير المستبعد، وفق المحلل «الإسرائيلي»، أن يقوم «حزب الله» اللبناني، كما هدد أمينه العام الشيخ حسن نصر الله، قبل عدة أيام، بالمبادرة إلى شن هجومٍ عسكري ضد الدولة العبرية، وأشار د. بارئيل إلى أن إخراج الهجوم العسكري الأجنبي ضد سورية إلى حيز التنفيذ يُمكن تفسيره على أنه بمثابة ضوء أخضر غربي للدولة العبرية لشن هجوم عسكري بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني، كما هدد أركان دولة الاحتلال مؤخراً، وذلك في الوقت التي تعمل فيه الدول الغربية على منع «إسرائيل» من الإقدام على هجوم ضد إيران، على حد تعبير المحلل بارئيل.

علاوة على ذلك، أشار الخبير «الإسرائيلي» إلى ان هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها الجامعة العربية قراراً بتعليق عضوية دولة عربية في مؤسساتها، فقد سبق لجامعة الدول العربية أن اتخذت نفس القرار ضد مصر بعد أن وقعت على «اتفاق السلام» مع «إسرائيل» في العام 1979، كما أن الجامعة العربية اتخذت نفس القرار ضد الجماهيرية الليبية بعد اندلاع الاحتجاجات ضد العقيد معمر القذافي في ليبيا.

مع ذلك رأى د. بارئيل إن قرار الجامعة العربية بالإضافة إلى نزعه الشرعية عن نظام الرئيس الأسد وعزل سورية وفرض العقوبات الاقتصادية عليها، يحمل في طياته بعداً إضافياً، ذلك أنه يمنح الشرعية العربية للمعارضة السورية، أي المجلس الوطني السوري برئاسة د. برهان غليون، لافتاً إلى أن هذا المجلس هو ليس تنظيم المعارضة الوحيد، ومع ذلك فإن المجلس الوطني السوري، والذي أقيم في اسطنبول التركية، قال المحلل «الإسرائيلي»، ستحول إلى الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، بحسب قوله.

وبحسب المحلل بارئيل فإن قرار الجامعة العربية يؤكد على أنها تحولت إلى منظمة تقوم بتعيين الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي، وليست فقط داعمة لهذا النظام أو ذاك، وأشار أيضاً إلى أنه من غير المستبعد أن يدفع قرار جامعة الدول العربية روسيا إلى عقد لقاء، لأول مرة، مع ممثلي المعارضة السورية، وإذا خرج هذا اللقاء إلى حيز التنفيذ، شدد الخبير «الإسرائيلي»، فإنه سيُشكل تحولاً جوهرياً في الموقف الروسي من سورية، على حد قوله، ذلك أنه حتى الآن، ما زالت موسكو تدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

ورأى المحلل أيضاً أن الموقف العراقي، والعراق امتنعت عن التصويت على القرار، لافتاً إلى ان السياسة العراقية الخارجية التي تُنسق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تدل على حالة الضعف الشديد التي وصلت إليها طهران، التي ما زالت تدعم نظام الرئيس الأسد، ولكنه زعم أيضاً أنه في الأسابيع الأخيرة بدأت تُسمع في طهران العديد من الأصوات في القيادة السياسية بطهران تنادي النظام السوري بالتوقف فوراً عن استعمال القبضة الحديدية ضد المواطنين في بلاده، وساق قائلاً إنه بحسب الأنباء الأخيرة فإن ممثلين عن الحكومة الإيرانية من المستوى المتوسط عقدوا اجتماعاً مع ممثلين عن المعارضة السورية للتنسيق حول المستقبل، وتوصل المحلل «الإسرائيلي» إلى نتيجة مفادها أن طهران بدأت بفحص مواقفها بالنسبة لسورية، ذلك أنها تخشى من البقاء دون أصدقاء في الدول العربية، وبالتالي هنا تمكن أهمية قرار جامعة الدول العربية الذي يضع تحدياً إستراتيجياً لإيران وللغرب على حد سواء، قال بارئيل.

وأوضح الخبير «الإسرائيلي» أنه منذ اندلاع الأعمال الاحتجاجية في سورية تعرضت جامعة الدول العربية إلى موجة لاذعة من الانتقادات بسبب صمتها إزاء قيام النظام السوري بقتل المواطنين العزل والأبرياء، وحتى كان هناك من اتهمها بأنها تدعم نظام الرئيس الأسد، الأمر الذي دفع إلى إطلاق المبادرة العربية التي وقع عليها الرئيس السوري، ولكنه لم يقم بتنفيذها، ذلك أنه وفق رؤية حزب البعث السوري، قال المحلل، فإن الجامعة العربية لا تتعدى كونها مكاناً للثرثرة، لا أقل ولا أكثر، على حد تعبيره، موضحاً أن الرد السوري الرسمي على قرار الجامعة يؤكد بما لا يدعو مجالاً للشك بأن المعركة الدموية في سورية ستستمر وقتاً طويلاً، وبرأيه فإن المواجهات بين النظام الحاكم وبين المحتجين بدأت تتخذ شكلاً من أشكال الحرب الأهلية، يُشارك فيها الجنود والضباط من الذين انشقوا عن الجيش السوري، وبشكل تناقضي، فإن روسيا أو إيران على قدرة لوقف هذه الحرب الأهلية، للأسف ليست الجامعة العربية، قال الخبير «الإسرائيلي».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2166017

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2166017 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010