الأربعاء 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

محكمة أممية : «إسرائيل» نظام فصل عنصري

الأربعاء 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

حكمت محكمة راسل حول فلسطين بأن «إسرائيل» تطبق نظام فصل عنصري على الفلسطينيين واتهمتها باضطهاد الشعب الفلسطيني بشكل جماعي بما يعد جريمة ضد الإنسانية. وخصصت جلسات المحكمة التي عقدت في اليومين الماضيين للنظر في ما إذا كانت معاملة «إسرائيل» للشعب الفلسطيني تتفق مع التعريف القانوني الدولي لجريمة الفصل العنصري، وجاءت بعد أيام على مقالة في صحيفة «نيويورك تايمز» للقاضي ريتشارد غولدستون التي زعم فيها بأنه لا وجود للفصل العنصري في «إسرائيل».

وتوصلت المحكمة ومقرها مدينة كيب تاون الجنوب إفريقية، بعد استماعها إلى شهادات من سياسيين وقانونيين وآراء اختصاصيين، إلى أن ««إسرائيل» تخضع الشعب الفلسطيني لنظام مؤسساتي من السيطرة يبلغ حد الفصل العنصري». وأوضحت أن هذا النظام يتجلّى بإجراءات تختلف قسوتها تبعاً لفئات الفلسطينيين التي تعتمد على مواقعهم، مشيرة إلى أن «الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحكم العسكري الاستعماري في الأراضي الفلسطينية المحتلة يخضعون لشكل أسوأ من الفصل العنصري».

أما الفلسطينيون في مناطق الـ 48، «فهم رغم حقهم بالتصويت، ليسوا جزءاً من «الأمة» اليهودية على النحو الذي حدده القانون «الإسرائيلي» وبالتالي يستبعدون من منافع «الجنسية اليهودية» ويخضعون لتمييز منهجي يتعلق بمروحة واسعة من حقوق الإنسان المعترف بها».

غير أن المحكمة استدركت أنه «بغض النظر عن هذه الاختلافات، فإن المحكمة تخلص إلى أن الحكم «الإسرائيلي» على الشعب الفلسطيني، أينما كانوا يقيمون، يرتقي بشكل جماعي إلى نظام واحد متكامل من الفصل العنصري».

وأوضحت المحكمة أنها أصغت إلى أدلة كثيرة على ممارسات تقوم بها السلطات «الإسرائيلية» ضد الشعب الفلسطيني تشكّل «أعمالاً غير إنسانية» تتضمن العمليات العسكرية وعمليات التوغّل والاغتيالات الموجهة واستخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين، والاعتقالات العشوائية ومن دون تهم.

وأكدت أن «إسرائيل» تسيطر أمنياً على الفلسطينيين كمجموعة وترتكب انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان ضدهم من خلال منعهم كمجموعة من المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. واعتبرت أن اللاجئين الفلسطينيين هم ضحايا الفصل العنصري من خلال استمرار تجريدهم من حقهم في العودة إلى منازلهم ومصادرة أراضيهم وحقوقهم المدنية، وقالت إن سياسة الترحيل القسري للسكان لا تزال واسعة الانتشار خصوصاً في الأراضي المحتلة.

وأكدت أن «إسرائيل» تضطهد الشعب الفلسطيني جماعياً وهذا يعد جريمة ضد الإنسانية «من خلال تجريدهم من الحقوق الأساسية كأعضاء في مجموعة محددة في سياق الهجمات الممنهجة والواسعة الانتشار ضد السكان المدنيين». وأوضحت أن الأدلة على ذلك تتمثل في حصار قطاع غزة كشكل من العقاب الجماعي واستهداف المدنيين من خلال العمليات العسكرية غير المبررة والجدار الفاصل في الضفة الغربية وحملة تدمير المنازل والإخلاء في منطقة النقب جنوب «إسرائيل».

وطالبت المحكمة «إسرائيل» بوقف سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين والتعويض عن الأضرار المعنوية والمادية التي ألحقتها بالشعب الفلسطيني، وحثت المنظمات الدولية على تحمّل مسؤولياتها في محاسبة «إسرائيل» على جرائهما وعدم تقديم المساعدات لها والتعاون من أجل وقف الوضع غير القانوني الناتج عن سياسة الفصل العنصري «الإسرائيلية» والاضطهاد. وطالبت المحكمة مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الجرائم «الإسرائيلية»، ودعت إلى انضمام فلسطين إلى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ما يعني أن فلسطين ستحصل على موقع يخوّلها رفع قضية ضد «إسرائيل» في المحكمة.

وطلبت من الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد جلسة خاصة للتحقيق في سياسة «إسرائيل» للفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني.

ومحكمة راسل من أجل فلسطين هي محكمة شعبية دولية أنشئت عام 2009 رداً على تراخي المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات «الإسرائيلية» للقانون الدولي.

- [**المصدر : (يو .بي .آي).*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165320

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار دولية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165320 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010