الأربعاء 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

ضابط «إسرائيلي» قتل فلسطينياً غير مسلح بدم بارد وسرق جثته ونقلها الى بيت المستوطن وحصل على وسام البطولة

الأربعاء 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 par زهير أندراوس

وسام البطولة في «إسرائيل» أهم وسام يمنحه جيش الاحتلال للجنود والضباط على أعمالهم البطولية في ساحة المعركة، وهذا ما حصل مع ضابط رفيع المستوى الذي حصل على الوسام بعد أن تمكن من قتل من يُطلق عليه اسم «إرهابي» فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، ولكن تبين من خلال التماس قدمته جمعيات حقوقية الى المحكمة العليا «الإسرائيلية» أن الضابط نفسه، قام بعملية قتل بدم بارد، وأكثر من ذلك، بعد أن تأكد من استشهاد الفلسطيني قام بسرقة جثته ونقلها الى بيت مستوطن يهودي في بؤرة استيطانية بالقرب من الخليل ووضعها على مائدة الأكل وقال للمستوطن الذي قتل ابنه برصاص المقاومة الفلسطينية: ها أنا نفذت ما تعهدت لك، لقد أحضرت لك جثة القاتل لتتمتع بها.

وبعد مرور عدة أشهر، وخلال احتفال الدولة العبرية بيوم استقلالها حصل الضابط على الوسام من قائد هيئة الأركان العامة، ومن ثم حصل على تقدم وبات قائداً لوحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود «الإسرائيلي» في منطقة القدس. ويكشف الالتماس حقائق مغايرة بالمرة لما حدث، حيث قال المحامون أنّ الضابط «الإسرائيلي» قام في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2001 بقتل فلسطيني بدم بارد، حيث اقترب إليه وأطلق النار عليه، مع أن الفلسطيني لم يكن مسلحاً، كما انّه لم يحذره قبل أن يطلق النار عليه من مسافة صفر، فارداه قتيلاً، أمام أعين أفراد عائلته ومواطنين آخرين في قرية خربة الكرمل في الضفة الغربية.

الشهيد عيسى دبابسة سقط على الأرض وتوفي على الفور، ولكن الضابط «الإسرائيلي» لم يكتف بذلك، بل قام بسرقة الجثة من المكان ونقلها بسيارته الى بيت مستوطن في بؤرة استيطانية. وفي بيت المستوطن، الذي قتل ابنه، وضع الجثة على المائدة وتلذذ مع أفراد العائلة في مشاهدة جثة القاتل الفلسطيني، عيسى دبابسة.

ويطالب الملتمسون من المحكمة إصدار أمر الى الجهات ذات الصلة لفتح تحقيق جنائي في القضية، لافتين الى ان عملية القتل تمت بدم بارد، وان المتهم في القضية، الضابط، قام بفعلته النكراء بناء على عقائد سياسية وعسكرية، خصوصاً وانّ علاقات طيبة تربطه بعائلة القتيل «الإسرائيلي» ذلك أنّ أبناء العائلة هم الذين أقاموا البؤرة الاستيطانية العشوائية «حافات عمون».

يشار الى أنّ سلطات الاحتلال اعتقلت شقيق الشهيد الفلسطيني بتهمة قتل المستوطن دوف دريبن، إلا أن محكمة «إسرائيلية» قررت بعد النظر في القضية تبرئة الاثنين من التهم التي وجهت لهما.

ويشير الالتماس الى ان الناطق الرسمي بلسان الجيش «الإسرائيلي» كان قد اصدر في حينه بياناً رسمياً عممه على جميع وسائل الإعلام جاء فيه أن قوة من وحدة المستعربين، وصلت الى قرية خربة الكرمل، لاعتقال من يُسمى بـ «إرهابي» الفلسطيني، وحال وصولها، حاول الفلسطينيون الذين كانوا يحملون السلاح إطلاق النار باتجاه أفراد الوحدة، ولكن قائد الوحدة استبق الأحداث وقام بإطلاق النار، الأمر الذي أدى الى مصرع الشهيد الفلسطيني، على حد تعبير الناطق بلسان الجيش، ويقول الملتمسون في الالتماس أن البيان كان كاذباً، وان الفلسطيني الذي قتل لم يكن مسلحاً ولم يقم بمهاجمة أفراد الدورية «الإسرائيلية»، ويدعمون أقوالهم بعدد كبير من التصريحات المشفوعة بالقسم التي قاموا بضمها الى الالتماس. والأنكى من ذلك، أن الضابط «الإسرائيلي» أدلى بمقابلة صحافية مؤخراً لصحيفة «يديعوت احرونوت» تفاخر فيها بعملية القتل زاعماً أن الفلسطيني كان يحمل مسدساً، مع أنّ بيان الناطق العسكري أكد على أنّ الجنود «الإسرائيليين» تبادلوا إطلاق النار مع الفلسطينيين. بالإضافة الى ذلك، قال الملتمسون أنّ الرد الذي تلقوه من النائب العسكري الرئيسي ينفي نفياً قاطعاً ان يكون الفلسطيني الذي قتل قد كان مسلحاً، حيث قال أنّ الفلسطيني قام بالتحرك، الأمر الذي أثار القلق لدى الضابط بأنه ينوي إخراج مسدس، فقام بقتله على الفور، وبعد الفحص تبين أن الفلسطيني لم يكن مسلحاً.

جدير بالذكر أنّ المحكمة العليا «الإسرائيلية» تؤجل النظر في التماسات من هذا القبيل لعدّة سنوات، لأسباب تتعلق بأمن الدولة العبريّة، على حد قول منظمات حقوق الإنسان.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165535

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2165535 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010