الأحد 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

تيار التصفية و«استحقاق بكاء تشرين» ....

الأحد 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 par رئيس التحرير

نشط تيار التصفية في الساحة الفلسطينية مؤخراً بوصلة بكاء على الأطلال، خاصة بعد انكشاف عورة آخر وصلاته الهزلية فيما حشد له الطنين والرنين الكثيف خلال عدة أسابيع، تحت تسمية مخادعة لا تقل عنه خبثاً، وذلك باسم «استحقاق أيلول» للإيحاء بأن ثمة من يحتشد لمعارك ومنازلات، طاش سهم راميها، فتمخّض عن احتفالات إنقاذ ماء الوجه، جاءت متراكبة بانتزاع عضوية منظمة الثقافة والعلوم «اليونسكو» ، انتزاعاً محسوباً على ما تبقى من ماضي النضال الفلسطيني، أكثر منه تحصيلاً مباشراً لمتاهات التنازل التي ذرعها تيار التصفية وتعبيراته السياسية، الماثلة في «سلطة أوسلو» التي تحولت سيفاً أمنياً بيد العدو، ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية «المفرغة المحتوى والمختطفة» من قبل هذا التيار، والتي تحولت بدورها إلى حامل أختام المصادقة على ما يتخذه هذا التيار المتنازل وطنياً، والمتهم بأضابير من أنواع الفساد سياسيا واقتصاديا وأخلاقياً.

توالت تصريحات متتالية عن قرارات خطيرة وهامة وتاريخية ستتخذها مفرزة التيار العباسية، جاءت بواكيرها كالعادة مطننة لخطابه الذي سيلقيه وسيحمل هذا الإعلان المجلجل!، وكالعادة مرَّ الخطاب حاملاً ما رددته خطاباته السابقة بالحافر على الحافر، وما هي إلا أيام وإذ بجوقة جديدة تنبري لتعد من جديد بتغيير دراماتيكي في موقف وسلوك «سلطة أوسلو»، هذه لمرة على لسان عدد من متحدثيها حتى وصلت أخيراً إلى لسان نبيل أبو ردينة الذي يعد بقرارات «ستغيّر وجه الشرق الأوسط»!، مفيد أن يتم تذكير هذا النفر بما قيل له صراحة عبر سنوات عبثه الماضية، وليس من مشكلة أبداً في أن يعاد القول له بأن ليس ثمة فسحة لتصديق أيٍ من هذه الخزعبلات التي يستخدمها هذا التيار بين الفينة والأخرى، للحصول على انتباه من يريد لهم أن يلتفتوا إليه ولو لدقيقة بعد أدائه هذه الوصلة، ببساطة لأنهم اعتادوا جميعاً هذا النوع من التهديد «بالحرد»، والذي ينتهي عادة مع أقرب فركة أذن من السيد الأميركي أو حتى الغربي، وأقربها عادة تأخير تحويلاته التي يدفع منها ثمن السكوت عليه من أجهزته وميليشياته.

هذا البكاء الجديد جاء تشرينياً بعد أن طاش «الاستحقاق» إياه أيلولياً، في جديد هذا البكاء ما جاء على لسان محمد اشتية مؤخراً، باعترافات صريحة واضحة ومخجلة أيضاً، فالسيد اشتية عضو لجنة مهرجان بيت لحم الذي أطلق عليه عبَّاس «المؤتمر السادس»، [**يقول أن تيار التصفية تعرض للخديعة الصهيونية من بطن طاولات مفاوضاتهم معه، فحولوا السلطة إلى ذراع خدمات أمنية للعدو، وأفرغوا محتواها السياسي بعد أن سرقوا الأرض الفلسطينية وأغرقوها بقطعان المستوطنين الذين تسهر أجهزة سلطة أوسلو على حمايتهم!*]، ثم يكمل اشتية وصلة جديدة في «استحقاق بكاء تشرين» بابراز نية تيار التصفية الذهاب إلى ما أطلق عليه تسمية أكبر بكثير من واقع هذا التيار حتى في أكبر حالاته الصغيرة، عندما يتحدث هذا التيار عن «استراتيجية» ومكوناتها التي يعرضها لا تغادر مران التكتيكات البسيطة المفضوحة الهدف والإطار والمآل، لا سيما وهو يتبعها بأن الغاية هو «كسر استفراد العدو» باستقوائه في داخل مربع «المفاوضات الأبدية»، والتي نذر هذا التيار نفسه لها مخلصاً وإن قدّم حياته على مذبحها كما رددها كبيرهم الذي علّمهم الانبطاح، وكتب بها صبيهم الأمني الذي طردوه شرَّ طردة إلى سيده موفاز يوماً.

بالنسبة لهذا التيار ما يسميه المصالحة مع «حماس»، وما يسميه الملف الاقتصادي أو ملف الأمن أو ملف مجلس الأمن وقراراته والتي يجمعها على أنها «معالم لاستراتيجية كسر الأمر الواقع»، لا تغادر مربع الدوران في خانة الاستخذاء والاستجداء، ولا ترتقي عن الدوران المكرَّر في مربعات المسموح صهيونياً، ولن يهم العدو إن دخلت هذا المربع المسموح به «حماس» أو غيرها، طالما بقيت العناوين الأساسية هي التي تعطي العدو الزمن المتبقي لإنجاز إغراق الضفة وتصفية القضية الوطنية الفلسطينية، فطالما لم تحمل المفردات الجملة السياسية الوحيدة التي تنذر بالتغيير الحقيقي.

لا قلق لدى العدو أن يسميها اشتية ومن معه «استراتيجية» أو «قاموس استراتيجي»، سواء صاحبتها بكائيات أو لم تصاحبها، طالما خلت من أية إشارة من أي نوع إلى العودة إلى برنامج وطني فلسطيني حقيقي شامل، يعيد افتتاح المواجهة الشاملة مع العدو ويضبط إيقاعها وينظمها، ويوفّر كل إمكانات شعبنا في الخارج والداخل لخدمتها، وبكل أشكال المقاومة وأولها الكفاح المسلح، لن يقلق العدو من بقاء أجهزة أمن السلطة طالما تقوم بدور كلاب الحراسة، ولن يمنع توفير المال لها للقيام بهذا الدور مهما كانت التسمية التي تعمل تحتها طالما تحقق هذا الهدف، وسيجد العدو وسيلة لتقاسم أو تعويض ما يفقده في أية خسارة اقتصادية «غير متوقعة» من تطبيقات استراتيجية «سلطة التسوية» إن زاد حدّ حردها قليلاً، لكن لن يقبل العدو لا لاشتية ولا لتيار التسوية إن كان على رأسه عبَّاس، أو سلام فيَّاض الذي يحضّر نفسه لما بعد مرحلة عبَّاس، أن يصارح الشعب الفلسطيني فضلاً عن أن يدعو للمقاومة الحقيقية والتي هي طريق الانتصار الوحيد، والمستحق الوحيد بتسمية استراتيجية، أما ما تبقى فليستمر ببكائياته وخداعه المركّب ولو حمل اعترافاً بخطاياه، التي لا يقول لنا عن من يتحمل وزرها ومن يرشّحه لأن يحاكمه الشعب الفلسطيني عليها؟!، فهل البكائيات تغفر الجرائم وتخلي المسئوليات؟!.


titre documents joints

تيار التصفية و«استحقاق بكاء تشرين» ....

6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011
info document : PDF
185.5 كيلوبايت

المحرر السياسي

حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»

قوّات العاصفة - تيار المقاومة والتحرير



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 277 / 2165442

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165442 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010