الأحد 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

التهديدات بقتل الأسرى المحررين

الأحد 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par د. فايز رشيد

حرصت الحكومة «الإسرائيلية» في صفقة تحرير الأسرى مع «حماس»، على الإعلان بأنها لم تعطِ وعداً بعدم استهداف الأسرى المحررين، بما معناه أنها ستظل تلاحقهم محاولةً اغتيالهم. من جانب ثانٍ دعت حكومة الظل من المستوطنين الصهاينة إلى قتل هؤلاء الأسرى ورصدت جائزة مالية لكل من يقتل أسيراً فلسطينياً محرراً، فقد اجتمعت منظمة حماية اليهودية وعناصر من حركة (كاخ) وأصدرت بياناً عن الاجتماع يخصص 100 ألف دولار لقتل أي أسير محرر، وتحديداً مصطفى المسلماني المتهم بقتل المستوطن الفاشي والعنصري الكريه مائير كاهانا وزوجته. التهديد جرى توزيعه من خلال الرسائل القصيرة على الهواتف الخلوية.

بداية نرى من الضروري التأكيد على أنه حتى لو أعلنت «إسرائيل» الوعود تلو الوعود بعدم استهداف الأسرى المحررين، فهي ستكون كاذبة جملةً وتفصيلاً، لأن كافة التجارب السابقة تؤكد بما لا يقبل مجالاً للشك استهداف «إسرائيل» لمن تحرر من السجن بشكل اعتيادي أو من خلال صفقات تبادل، وكمثال على صحة ما نقول وليس على سبيل الحصر هناك العشرات من الفلسطينيين الذين استهدفتهم الدولة الصهيونية بعد خروجهم من الأسر، من هؤلاء : الشيخ الشهيد أحمد ياسين والشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وغيرهما الكثير.

«إسرائيل» ترى في الفلسطينيين أعداء لها، ويدعو حاخاماتها إلى قتلهم عن بكرة أبيهم بمن فيهم نساؤهم وشيوخهم وأطفالهم (حتى لا يكبروا ويصبحوا أعداء لـ «إسرائيل») هذا ما لا نقوله نحن، وإنما يفتي الحاخامات بهذا علانية وجهراً وفي زمننا الحاضر (القرن الواحد والعشرين)، فكيف إذا كان الفلسطيني مقاتلاً ضد «إسرائيل»؟.

في هذه الحالة فإن الدولة الصهيونية تقتله مرات ومرات، وليس مرة واحدة فقط، وشواهد العنصرية والحقد «الإسرائيليين» على الفلسطينيين والعرب كثيرة منها وعلى سبيل المثال وليس الحصر أيضاً، قتل الشهيدان صبحي ومجدي أبو جامع أحياء (في العملية التي أُطلق عليها حادثة الباص 300)، فقد قبضت عليهما «إسرائيل» حيين، وهناك صور (التقطتها صحفي «إسرائيلي» لهما ولم يسلم الفيلم إلى الجنود عندما طلبوا منه ذلك، بل سلمهم فيلماً آخر كان في جيبه)، تثبت ذلك، قتلهما الجنود «الإسرائيليون» ورئيس «الشاباك» من خلال الضرب (وليس بالرصاص) وجروا جثتيهما لمسافات طويلة. هذا ما قالته بعض الصحف «الإسرائيلية» آنذاك. قتل الشهيدة دلال المغربي والتي كانت مصابة في اشتباك مع القوات «الإسرائيلية» بعد تمكنها ورفاقها من النزول على الشاطئ الفلسطيني المحتل، وسيطرة المجموعة على حافلة ركاب كانت ينقل جنوداً. قتلها «الإسرائيليون» بمشاركة باراك (الوزير الحالي) ضرباً، وقام الأخير بجرّها من شعرها بعد استشهادها لمسافات طويلة، وصورة الفاشي باراك وهو يجرها موجودة ومنشورة على الإنترنت لكل من يريد الاطلاع عليها. حادثة تكسير عظام الفلسطينيين في الانتفاضتين الأولى والثانية وغيرها وغيرها من الحوادث، مثل مجازر دير ياسين وكفر قاسم وبحر البقر في مصر وقانا في لبنان.

هذا غيض من فيض الإجرام الصهيوني الحاقد على الفلسطينيين والعرب، ولعل ما قاله رابين في تصريح له : من أنه يود أن يصحو يوماً ويكون البحر قد ابتلع غزة، خير دليل على حقد الصهاينة للفلسطينيين والعرب. أيضا نفت جولدا مائير وجود الشعب الفلسطيني. هذه هي حقيقة النفسية الإجرامية العنصرية الحاقدة الشايلوكية التي تختزنها العقول الإسرا- صهيونية للفلسطينيين والعرب، وهذه هي مشاعرهم فكيف يمكن إقامة سلام مع هؤلاء؟.

المستوطنون الصهاينة هم الأصدق تعبيراً من الحكومة «الإسرائيلية» (المضطرة بدواع دبلوماسية وسياسية لإبداء وجه فيه بعض الإنسانية في التصريحات!) عن حقيقة الشارع «الإسرائيلي» في النظرة العدائية للعرب بشكل عام وللفلسطينيين بشكل خاص، باعتبارهم المعنيين بصورة أخّص بالصراع مع «إسرائيل». لم يتوان أحد المستوطنين عن دهس طفل فلسطيني عدة مرات بسيارته وهذا الفيلم تم عرضه أيضاً على الفضائيات.

هذه هي «إسرائيل» وبلا رتوش، فهل حقيقية يمكن أن تجنح في يومٍ من الأيام للسلام والعيش بأمان مع الفلسطينيين والعرب؟ لو كان المعتقدون بإمكانية صنع سلام مع «إسرائيل» يعرفون حقيقة مشاعر «الإسرائيليين» وحقدهم وعنصريتهم تجاههم وتجاه أبناء جلدتهم جميعاً وتجاه جنسهم العربي من الأساس، لكانت لهم وجهة نظر أخرى تجاه حل الصراع مع «إسرائيل». حتى نتنياهو فمن يقرأ كتابه (مكان تحت الشمس) يعرف حقيقة مشاعره وحقده وعنصريته وطريقة سلامه مع شعبنا، المتمثلة في سوق العرب بالقوة باعتبارها الوسيلة الناجعة للتعامل معهم.

يبقى القول : بأن على أسرانا المحررين أن يأخذوا منتهى الحيطة والحذر من المخططات الصهيونية لاغتيالهم، وهم بتجربتهم عن قرب مع الصهاينة لابد يدركون حقيقة المشاعر «الإسرائيلية» (حكومية وغير حكومية ومستوطنين) تجاههم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2181971

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

31 من الزوار الآن

2181971 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 32


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40