الجمعة 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

ما هذا الجئير وهذه السموم.. يا زياد

الجمعة 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par حسن خليل

لقد أصابني الذهول وأنا أستمع إلى النشيد النشاز الذي يستقبل به زياد أبو عين المسمى بوكيل وزارة الأسرى المحررين من سجون بني «إسرائيل»! ماذا أصاب الرجل حتى يصرخ هكذا؟ أنا أعرف زياد أبو عين منذ اعتقله الأمريكان قبل عشرين عاماً وسلّموه لـ «إسرائيل» ليفرج عنه بعد ثلاثة أعوام، وفوجئت بالشاب الذي نادينا العالم ليتدخل لدى أمريكا كي تفرج عنه، فوجئت به إبان مدة الخلاف بين حركتي «فتح» و«حماس» يتحوّل إلى ثور هائج يسبّ ويشتم ويجعجع وكأنّه ليس من جنس البشر، وندمت لأنني أحببته ذات يوم، وخاطبت الجماهير بشأنه متعاطفاً معه، فاكتشفت أنّه يكاد يكون مجرداً من كل المشاعر الوطنية والإنسانية وأنّه كتلة من العنصرية والتعصب الأعمى والمجنون للفئوية التي تمزّق النسيج الوطني الفلسطيني، ومثل هذا الرجل من أبناء «سلطتنا الفلسطينية» هم الذين يضعون العراقيل أمام إتمام المصالحة والوحدة الوطنية، لأنّهم لا يريدون أن يفقدوا مناصبهم وكراسيهم ولا يريدون أن ينافسهم عليها آخرون من بني وطنهم.

فها هو زياد أبو عين مثله مثل المسمى بـ «اللواء» الضميري الناطق باسم «الشرطة الفلسطينية» وقوات دايتون تصرخ أمام وسائل الإعلام بصوته المنفّر موجّهاً انتقاداته لصفقة الإفراج عن الأسرى التي أبرمتها حركة «حماس» مع «إسرائيل» بوساطة ألمانية مصرية، التي نالت إعجاب العالم كلّه وقد حظيت بموافقة كبار الأسرى أنفسهم وقادتهم خاصة المناضلين أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية ومروان البرغوثي أمين سر حركة «فتح» وعبدالله البرغوثي القائد الحمساوي عميد الأسرى، حيث وقّعوا على وثيقة تبارك هذه الصفقة، وقاموا بتهنئة إخوانهم الذين شملتهم الصفقة!

بينما نجد زياد أبو عين يواصل انتقاداته لمن وقّعوا هذا الاتفاق وقد زاد من هيجانه لينغّص على شعبنا فرحته وهو يستقبل بالأحضان أبناءه الخارجين من ظلمات السجون اليهودية.. ألا تباً لزياد وأمثال زياد! فهو يقول : إنّها غير متوازنة ومنحازة لأسرى حركة «حماس»، وعلى مراسلة «الجزيرة» حين قالت له : لكن الصفقة تشمل أشخاصاً من كل أطياف الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية والجغرافية، كان ردّه : لكن الأكثرية من أبناء «حماس»، وهنا أتذكّر عبارة القائد الشهد ياسر عرفات التي كان يرددها كثيراً : «عندما رأوا اللون الأحمر للورد ولم يجدوا فيه عيباً قالوا عنه.. يا أحمر الخدّين»، ونحن نرد على وكيل وزارة الأسرى في حكومة فيَّاض برام الله بالسؤال : «كم أسيراً حررتهم سلطتك يا زياد سواء من «حماس» أو «فتح» أو «الشعبية»؟ وأين هم الأسرى الذين أفرجت عنهم «إسرائيل» إكراماً لك وثمناً لما قدّمته سلطتك من قبلات المودة لزعمائها خاصة أولمرت وباراك وبن اليعازر؟».

الذي نعرفه أنّ «إسرائيل» كانت تضحك عليكم وعلينا بالإفراج في مناسبات الأعياد عن عشرات المعتقلين إدارياً (سجن إداري 6 شهور) أو من الذين أمضوا مدة أحكامهم ولم يبق لهم إلاّ عدة أيام وكلهم كانوا ممن ينتمون إلى حركة «فتح».. ماذا نسمي هذه الأفعال يا زياد؟ وهل كان ينتقدكم أحد لهذه الانتقائية؟ إنّ حركة «حماس» وكل فصائل الشعب الفلسطيني ينظرون إلى كل فلسطيني يخرج من سجون «إسرائيل» على أساس أنّه مكسب فلسطيني.. مصيبتنا أنّ شعبنا ابتلي بحفنة من المستوزرين والمتسلّقين..أعانه الله على هذا المصاب الأليم!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165482

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165482 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010