الجمعة 21 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

لا تلوموه... لم يكن مذنباً!

الجمعة 21 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par روبرت فيسك

قد يحتفل الغرب بوفاته، لكن صدقوني كانت مسألة توقيت فقط.

أحببناه. كرهناه.. ثم أحببناه مجدّداً، وسال لعاب بلير أمامه، ثم عدنا وكرهناه مجدداً.. داعبته كلينتون عبر «البلاك بري» ثم عدنا لنكرهه أكثر فأكثر.. لكن لنصلِّ جميعاً بألا يكون القذافي قد اغتيل، بل توفي متأثراً بجراحه. ولكن لماذا؟ ما قد يعنيه ذلك؟

كان القذافي مزيجاً غريباً من دون كورلياني ودونالد داك، ونحن من كنا ملزمين بمتابعة خطاباته المثيرة للسخرية والكتابة عن الدبابات الليبية وقوات المشاة والمنظومة البحرية، وكان من المفترض أن نأخذ كل هذا الهراء على محمل الجدّ. كان علينا أن نتظاهر بأنه يشكل خطراً حقيقياً على «إسرائيل»، كما تصديق ما حاول بلير مراراً إقناعنا به بان لدى القذافي «أسلحة دمار شامل».

لكن المهم اليوم أن القذافي ذهب، ذلك العقيد الذي أحبته وزارة الخارجية يوماً، (بعد انقلابه على الملك إدريس السنوسي)، ثم احتفظنا به، ثم كرهناه لأنه أمد الجيش الجمهوري الايرلندي بالأسلحة... إلخ إلخ. هل يستطيع أحد أن يلومه إذا اعتقد أنه من الجانب الخير؟

إذاً، هل قتل أثناء إلقاء القبض عليه، وهو يحاول المقاومة؟ لقد تعايشنا مع موت تشاوتشيسكو وزوجته، فلماذا يكون الأمر إشكالياً مع القذافي؟ علاوة على ذلك زوجته لا تزال بخير. لماذا لا يموت الديكتاتور؟ سؤال مثير. هل حكم أصدقاؤنا في المجلس الوطني الانتقالي عليه بالموت؟ أم هل كان موته طبيعياً على أيدي أعدائه.. نهاية مشرفة لرجل سيئ؟ أتساءل حقاً..

في الحقيقة، سيتنفس الغرب الصعداء بعد أن أدرك أنه لن تكون هناك محاكمة، لن تكون هناك خطب بلا نهاية ولا محامون يدافعون عن نظام القذافي، فضلاً عن أن غياب المحاكمات يعني أنه لن يكون هناك حديث عن تعذيب وقطع أعضاء جنسية ونقل مشبوهين من الغرب إلى ليبيا.

في الواقع، هل سيكون إغلاق الملف على أي إمكانية للملاحقة القضائية لكل ما مارسه القذافي من تعذيب أمراً إيجابياً؟ هل ستنجو تلك المرأة البريطانية مثلاً التي تعرف كل شيء عما مارسه القذافي من تعذيب من الملاحقة القضائية أم لا؟ وهل سيجعلنا موت القذافي اكثر شعوراً بالأمان والسكينة في المرحلة المقبلة؟

ربما. لكن دعونا لا نتنكّر للماضي. القذافي لم ينس الاحتلال الايطالي لليبيا، في تلك الفترة التي كان على الليبي أن يطأطئ رأسه أمام الايطالي، عندما تمّ شنق الأبطال الليبيين على الملأ.. وعندما كان يصنّف سعي الليبيين إلى الحرية في خانة «الإرهاب».

أعرف الليبيين جيّداً، إنهم أناس أذكياء، والقذافي يعرف ذلك لكنه اعتقد انه أذكى منهم، لذلك عندما قرّر أنه يريد لهذا الشعب القبلي أن «يتعولم» فجأة ويصبح مختلفاً بين ليلة وضحاها، بدا مضحكاً.

كان القذافي من أولئك الحكام العرب الذين كان من المنصف إسباغ لقب «المجنون» عليهم، لكنه في الواقع كان شخصاً غريباً. أما المهم فسوف ننتظره لنعرف كيف مات القذافي، هل قتل؟ هل كان يقاوم؟

على أي حال لا تقلقوا، فان كلينتون ستكون سعيدة بأنه «قتل».

- [**ترجمة : هيفاء زعيتر.*]


titre documents joints

You can’t blame Gaddafi for thinking he was one of the good guys - Robert Fisk - The Independent

21 تشرين الأول (أكتوبر) 2011
info document : HTML
108.1 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2165956

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165956 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010