الاثنين 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

موافقة «حماس» على إبعاد الأسرى المهمين خارج فلسطين كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ودفعت «تل أبيب» إلى الموافقة على إبرام الصفقة

الاثنين 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par زهير أندراوس

تواصل الماكينة الإعلاميّة في الدولة العبريّة العمل بدون توقف لسبر أغوار خبايا وخفايا إبرام صفقة تبادل الأسرى بين «إسرائيل» وحركة «حماس»، ويُحاول الإعلام في «تل أبيب» دقّ الأسافين بين أبناء الشعب الواحد والتأكيد على أنّه بالرغم من أنّ «إسرائيل» دفعت، بحسب الإعلام، ثمناً باهظاً، إلا أن «حماس» تنازلت كثيراً، وفي هذا السياق قالت صحيفة «هآرتس» العبريّة في عددها الصادر أمس الأحد، نقلاً عن مصادر مصريّة رفيعة كانت على علم بالمفاوضات الجارية بين الطرفين، إنّ حقيقة نجاح أجهزة المخابرات المصريّة في إخراج الصفقة إلى حيّز التنفيذ، هو بمثابة أعجوبة، على حد تعبير المصادر.

ونقل المحللان عاموس هارئيل وأفي إيسخاروف عن المصادر عينها قولها إنّ الحديث يدور عن 64 شهراً من المفاوضات المكثفة والصعبة، الذي أدارت الجزء الأكبر منه المخابرات المصريّة، وكانت فترة واحدة قصيرة نسبياً، التي أشرف فيها على المفاوضات الوسيط الألمانيّ، غيرهارد كونارد، ولفت المسؤولون المصريون إلى أنّ نفس المبادئ والأفكار التي طرحتها المخابرات المصريّة في بداية المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين ما زالت قائمة حتى اليوم : عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، والأمر الثاني أنّ الصفقة ستُنفذ على مرحلتين، على حد قولهم.

وبحسب أقوال المصادر المصريّة فإنّ التغيير الدراماتيكيّ في المفاوضات بدأ مع إعلان «إسرائيل» عن استعدادها لتقديم تنازلات، وإعلان «حماس» بموازاة ذلك، عن موافقتها على تليين مطالبها في ما يتعلق بالأسرى «الكبار» والأسرى الذين سيتم طردهم.

ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إنّ الدولة العبريّة وافقت على إطلاق سراح أربعين أسيراً من أصل سبعين، وهي التي كانت حتى الفترة الأخيرة ترفض إطلاق سراحهم، وذلك بعد أنْ قدّمت حركة «حماس» قائمة مفصلة بأسماء الأسرى المهمين، الذين كان على «إسرائيل» أنْ تختار أربعين منهم، كما أنّ حركة «حماس»، بحسب المصادر المصريّة، وافقت على إبعاد الأسرى الأربعين.

وبحسب المحللين «الإسرائيليين»، فإنّ صنّاع القرار في مصر، قالوا للصحيفة العبريّة إنّ التغيير في موقف «حماس» نبع في ما نبع من عاملين أساسيين : اتفاق المصالحة بين حركة «فتح» وحركة «حماس»، الذي تمّ التوقيع عليه في القاهرة في شهر أيار (مايو) الماضي في القاهرة برعاية مصريّة، وبحسبهم فإنّ اتفاق المصالحة أدّى إلى تغيير قواعد اللعبة بشكل أساسيّ، وقال المصريون أيضاً للصحيفة «الإسرائيليّة» لقد أبلغنا «الإسرائيليين» والأمريكيين بأنّه إذا تمّت المصالحة بين الحركتين فإنّ جميع القضايا ستتغيّر، وأن هذا التغيير سيُلقي بظلاله الإيجابيّة على صفقة تبادل الأسرى، أمّا التطور الثاني، بحسب المصادر المصريّة، فمرده ضعف حكم الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، الذي يواصل ذبح أبناء شعبه، ولكنّ المصادر ذاتها أكدت للصحيفة العبريّة بشكل قاطع وحازم على أنّ الأنباء التي ترددت حول نيّة قادة حركة «حماس» بالانتقال من دمشق إلى العاصمة المصريّة هي أبناء عارية عن الصحة، وأنّ قادة «حماس» سيبقون في دمشق، على حد قولهم.

مضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، قال المسؤولون المصريون للصحيفة «الإسرائيليّة| إنّه خلال المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» و«إسرائيل»، قامت المخابرات المصريّة بممارسة الضغوطات الجمّة على الطرفين، ولفتوا إلى أنّهم أبلغوا قائد كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكريّ لحركة «حماس»، أحمد الجعبري، أنّه إذا كان يعتقد بأنّ الدولة العبريّة ستوافق على جميع المطالب التي وضعتها «حماس» لإخراج الصفقة إلى حيّز التنفيذ، فهو على خطأ، وطلبنا منه أن ينسى هذا الأمر، على حد قولهم.

وزاد المصريون أنّهم قالوا «للإسرائيليين» أموراً مشابهة، وتحديداً للمبعوث «الإسرائيلي»، دافيد ميدان، وبحسبهم فقد أبلغوه إن منطقة «الشرق الأوسط» تمر في مرحلة تتغير فيها الأمور لحظة بلحظة، ولا نعرف ماذا سيكون خلال عدّة أيام، كما أبلغنا «الإسرائيليين» بأنّه نتجت فرصة ذهبيّة لإتمام الصفقة، وبأنّه إذا لم يتم التوقيع على اتفاق مع «حماس» في هذه الفترة بالذات فإنّ الأمور ستُصبح أكثر تعقيداً. وبحسب الصحيفة فإنّ حركة «حماس» أصرت على أنْ تشمل الصفقة إطلاق سراح المناضل مروان البرغوثي من سجون الاحتلال، ولكنّ المبعوث «الإسرائيليّ» ردّ بالقول إنّه إذا واصلت «حماس» على إصرارها بإطلاق البرغوثي، فإنّ «إسرائيل» لن تُوقّع على الصفقة.

وبحسب المصادر المصريّة، فإنّ التغيير الأساسي في الموقف «الإسرائيليّ» حدث بعد التوصل إلى تفاهمات بشأن عملية الطرد، ففي اللحظة التي وافقت فيها حركة «حماس» على أنْ يتم طرد الأسرى المهمين إلى خارج فلسطين، فإنّ إطلاق سراحهم بالنسبة لـ «تل أبيب» بات أقّل أهميّة وصعوبة، على حد قولهم.

وقال المصريون للمحللين «الإسرائيليين» إنّ الجزء الأكبر من المفاوضات السريّة وغير المباشرة بين ممثلي «حماس» و«إسرائيل» جرى في مبنى قيادة المخابرات العامّة في القاهرة، حيث كان المصريون يجرون جولتي مفاوضات مع كل طرف، وبعد الانتهاء من ذلك، كانوا يجتمعون لوحدهم ويقومون بتقييم الأمور وتقديم ورقة عمل واحدة للطرفين، وخلص المصريون إلى القول إننّا نعرف بشكل مؤكد أنّ الوضع الصحيّ للأسير «الإسرائيليّ»، غلعاد شليط، هو حسن، على حد قولهم.

في السياق ذاته، قال المحلل العسكريّ في موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي إنّ باراك أيد المحادثات إلا أن نتنياهو كان يزداد تخوفاً كلما اقتربت المفاوضات من نقطة النهاية وعندما نضجت الأمور في المفاوضات غير المباشرة، ازدادت الحاجة لوسيط دولي يعطي رعايته ويوفر الضمانات المطلوبة للطرفين وقد استقرت الأمور بأن يكون هذا الوسيط هو النظام المصري الجديد، علماً أنّ البعض في «إسرائيل» أرادوا الوساطة التركية المعروضة لغرض إعادة العلاقات مع الأخيرة إلى مجراها.

وقال أيضاً، اعتماداً على مصادر أمنيّة في «تل أبيب»، إنّه في الجولة قبل الأخيرة من المفاوضات التي دارت، أعطى نتنياهو لميدان حرية الحركة الواسعة، الأمر الذي أدى إلى التوصل إلى نقاط تفاهم، خاصةً بعد أن أزال رئيس (الشاباك) تحفظه بالنسبة لإطلاق سراح أسرى من العرب الفلسطينيين، من سكان «إسرائيل» والقدس الشرقية، حيث وافق على إطلاق سراح ستة من الأسرى من العرب من سكان «إسرائيل»، قضوا في السجن أكثر من 20 عاماً وتجاوزوا الـ 50 سنة من العمر، وقال رئيس (الشاباك) مبرراً، إن إطلاق سراح هؤلاء أفضل من إطلاق سراح ستة شبان من الضفة الغربية، خاصةً أن بينهم واحد تجاوز الثمانين عاماً.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2178935

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2178935 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40