الجمعة 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

لماذا تعامينا طويلاً عن الكنز الكبير في الأمم المتحدة؟

الجمعة 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par حسن خليل

عجيب أمر قادة فلسطين اليوم، لقد وقّعوا بقيادة الزعيم ياسر عرفات ما سمي باتفاق إعلان المبادئ الذي اشتهر بـ «اتفاق أوسلو للسلام» مع حكام «إسرائيل» بقيادة الجنرال إسحاق رابين في احتفال مهرجاني بهيج في حديقة البيت الأبيض بواشنطن وبحضور كبار ورؤساء وزعماء العالم وذلك في يوم 13 أيلول 1993. وقال الجميع يومذاك إنّ «الاتّفاق» أنهى الصراع بين «إسرائيل» وشعب فلسطين وحلّ ما سمي بالمشكلة الفلسطينية، وشيئاً فشيئاً اتّضحت الكثير من الحقائق في ذلك «الاتفاق»، ومن أهم ما جاء في إعلان المبادئ البنود التالية :

[**1-*] يتم تنفيذ هذا الاتفاق على مرحلتين خلال خمس سنوات.

[**2-*] يقوم الطرفان الفلسطيني و«الإسرائيلي» بالتفاوض من أجل إيجاد حلول للمشاكل اليومية خلال ثلاث سنوات تنتهي في عام 1997.

[**3-*] يتم إيجاد حلول للقضايا الرئيسيّة المؤجّلة في المرحلة النهائية التي تمتد إلى عام 1999، وهذه القضايا هي : قضية اللاجئين، مشكلة القدس، المستوطنات، المياه والموارد الطبيعية، الحدود والمعابر، وحق تقرير المصير.. وكان يجب أن تحلّ مشكلة الممرّ الآمن بين قطاع غزة والضفة الفلسطينية خلال المرحلة الأولى، وأهملوا قضية الإفراج عن الأسرى والمعتقلين وإن حاولوا حلّها ببطء، وكذلك الأمر بخصوص الممرّ الآمن.

وواصل الصهاينة تعاملهم مع قضية الأسرى بسياسة الباب الدوّار، يفرجون عن بعض الأسرى ويعتقلون آخرين لدرجة أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال كان عام 1994 حوالي سبعة آلاف ليصل في هذه الأيام وبعد ثمانية عشر عاماً من توقيع الاتفاق إلى حوالى تسعة آلاف وإن وصل عام 2009 إلى أكثر من عشرة آلاف.. وخلال كل هذه المدة تمّ على استحياء تعريف كل من مصطلحي اللاجئين والنازحين، وتسلّمت سلطتنا تشكيل جهاز الشرطة وبعض المؤسسات، بينما بقيت الجمارك والضرائب تجبى من خلال الجيش «الإسرائيلي» مما حرم السلطة الفلسطينية من أحد أهم موارد الدخل.

وقد أجهز الصهاينة بعد انتفاضة الأقصى في أيلول 2000 على كل ما تمّ إنجازه، فقتلوا رجال الشرطة ودمّروا مطار عرفات بغزة وكل مؤسسات السلطة، واعتقلوا رئيس المجلس التشريعي وأعضاءه، وأبقوا فقط على عملية التنسيق الأمني بينهم وبين السلطة الفلسطينية مما أدّى إلى ضمان أمن «إسرائيل»، وكان هناك بند سرّي في «اتفاق أوسلو» ينصّ على :

- إذا كان هناك تعارض بين أيّ من بنود هذا الاتفاق وأيّ اتفاق آخر فالغلبة لنصوص هذا الاتفاق تماماً كما جاء في «اتفاق كامب ديفيد» مع مصر، كما جاء فيه أنّ هذا «الاتفاق» يلغي كل قرارات الأمم المتحدة.

معنى هذا أنّه ليس من حق شعبنا التمسك بقرارات الأمم المتحدة (181) الخاص بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية و«إسرائيلية» وقرار عودة اللاجئين 194 وقراري 242 و 338،..إلخ. وهذا يفسّر امتناع السلطة الفلسطينية طوال ثمانية عشر عاماً عن اللجوء إلى مؤسسات الأمم المتحدة، ولقد قضى شعبنا قبل أوسلو خمسة وأربعين عاماً وهم يلاحقون قضيتنا في أروقة الأمم المتحدة دون أيّ جدوى مما أدّى بنا إلى الثورة المسلحة في 1/1/1965، وها هم القادة المرتدّون يكتشفون الخطأ الفادح الذي ارتكبناه حين قمنا بثورتنا فقرروا العودة بقضيتنا إلى مؤسسات الأمم المتحدة؛ لأنّهم أقدر وأبرع من ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وجورج حبش وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي على حل القضية وقطف الثمار المنشودة من هيئة الأمم المتحدة؛ لهذا نصبوا أقواس النصر ووعدوا شعبنا بالحصول على الهدف المنشود بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. فأهلاً بالليالي الملاح!! والمجد للمرتدّين!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165263

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165263 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010