الخميس 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

ألمٌ يجب وقفه

الخميس 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

لا يمكن نكران قيمة وقوة الصفقة التي وصفت بـ «التاريخية» التي أنجزتها فصائل المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال «الإسرائيلي» بإطلاق سراح 1027 أسيراً وأسيرة فلسطينية من معتقلات وسجون الاحتلال مقابل إطلاق الجندي جلعاد شاليط، ولا شك أنها أدخلت الفرحة على قلوب آلاف العوائل الفلسطينية المنكوبة منذ ستة عقود بهذا الكيان المغتصب.

ولكن التساؤلات مازالت تحيط بصفقة الأسرى رقم 38 في تاريخ الصراع مع «إسرائيل» منذ عام 1948. لا نعني بالتساؤلات تفاصيل الصفقة الدقيقة وقوائم أسماء الأسرى المحررين وآلية تنفيذها الشكلية، ولكننا نعني بذلك مصير قرابة 5000 أسير فلسطيني ومئات من الأسرى العرب ممن سيبقون في سجون الاحتلال بعد صفقة شاليط، وبالعودة لتاريخ تبادل الأسرى والسجناء في سجون الاحتلال.

فإن من المحبط والمخيف القول أن المنطق الذي يتعامل به الاحتلال هو منطق القوة فقط، فعلى مدار ستة عقود لم ينفذ هذا الاحتلال الجاثم على الأرض الفلسطينية أي صفقة أو إطلاق أسرى من جانب إنساني أو قانوني أو بصورة تفاوضية سلمية، بل أن تاريخه مع تلك الصفقات مرتبط بمبدأ يقول أنه بادل الأسرى على طول الخط مع فصائل وجهات بادلته منطق القوة، فهل سيكون إطلاق سراح بقية الأسرى الفلسطينيين والعرب بذات المنطق مستقبلاً!!؟.

إن الألم والمعاناة والأحزان التي سببها الاحتلال طيلة سنوات طويلة لآلاف الفلسطينيين من الأسرى وذويهم، لا يمكن توصيفه، فعيون الأمهات التي أعمتها الدموع وهي ترتقب إطلالة فلذات أكبادهن لا يمكن أن تنتظر أكثر، وشفاه الأطفال التي تلهج بالدعاء ليل نهار ببراءة تكبر مع الألم كي يعود لها الأب ذبلت وتاهت في زحمة الأحزان.

ولعل المطلع على طبيعة السجون «الإسرائيلية» يرى بأنها لا تقل مأساوية عن معتقل «أبو غريب» الشهير وغيره من معتقلات الجلادين في شرق الأرض وغربها، بل أن أحكام بعض السجناء لم يقترفها نيرون في جنونه، فبعض الأسرى حكمت عليه محاكم الاحتلال بمجموعة أحكام مؤبدة تصل في بعض الحالات إلى «300» سنة.

إن تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين بات أمراً ملحاً أكثر من ذي قبل، فالاحتلال الذي سيطلق هؤلاء الأسرى اليوم سيقوم باعتقالهم أو اعتقال غيرهم غداً وهو أسلوب شائع لديه، وبات من الضروري على الهيئات العربية والإسلامية والصديقة أن تتحرك بكل طاقتها لإخراج هذه القضية الإنسانية المأساوية إلى ساحة العلن الدولية ليطلع العالم على جرائم هذا الاحتلال وأساليبه القمعية.

- [**رأي صحيفة «البيان» الإماراتية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2181913

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2181913 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40