الأربعاء 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

الصحافة «الإسرائيلية» : «صفقة العمر» أم «فضيحة كبرى»؟

الأربعاء 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

تباينت آراء المعلقين في الصحف العبرية وتقديراتهم إزاء الموقف من صفقة تبادل الأسرى بين «حماس» و«إسرائيل». ففيما أثنى البعض على قرار رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، بنيامين نتنياهو، ووصفوه بالقرار الشجاع والجريء، واعتباره بمثابة صفقة العمر، أوغل آخرون في انتقاد قرار نتنياهو، ورأوا أنه «فضيحة كبرى»، و«جائزة للإرهاب» و«خضوع لحماس».

وقال معلق الشؤون الحزبية في «هآرتس»، يوسي فيرتر، إن صفقة شاليط هي «صفقة العمر» بالنسبة إلى نتنياهو، معتبراً قراره هذا بأنه «القرار الأهم الذي اتخذه منذ قيام حكومته قبل سنتين ونصف». وأضاف إن «نتنياهو لم يخرج لحرب ولم يصنع سلاماً ولم يُسكّن حتى الآن الاحتجاج الاجتماعي. لكن سيُذكر دائماً أنه هو الذي أعاد جلعاد شاليط من أسر قاس لأكثر من خمس سنوات». إلا أنه لفت إلى أن «من المبكر جداً تقدير تأثير هذه الخطوة الحاسمة في مكانة نتنياهو السياسية وفي استقرار حكومته».

بدوره، تطرق المراسل العسكري في «هآرتس»، عاموس هرئيل، إلى ميزان الربح والخسارة بين طرفي الصفقة، فأشار إلى أنه يبدو أن كل واحد من الطرفين وافق على التنازل في النقطة التي تعدّ حرجة بالنسبة إلى خصمه. فـ «إسرائيل» قلصت عدد السجناء الذين ستطردهم الى خارج الضفة وإلى غزة، بدلاً من العودة الى بيوتهم في الضفة الغربية، و«حماس» وافقت على التنازل عن الإفراج عن بعض الكبار من بين أعضائها، والآن سيعنى كل طرف بترويج الصفقة لجمهوره الداخلي: سيوضح تصميمه، تمسكه بمبادئه وسيشدد على التنازلات التي انتزعها من الخصم. ولفت إلى أنه رغم الفرح الواضح لعائلة شاليط ومواطني «إسرائيل»، إلا أن من الصعب تجاهل ثمن هذه الصفقة الذي يُعدّ غير مسبوق في تاريخ صفقات الأسرى لـ «إسرائيل».

ورأى في الصفقة «حبل نجاة سياسياً لـ «حماس»، لأن مكانتها تدهورت في الأشهر الأخيرة، ليس فقط في الضفة، بل في غزة أيضاً. وأظهرت الاستطلاعات ذلك، ولا سيما بعد توجه أبو مازن الى الأمم المتحدة. وأصبحت «حماس» غير ذات صلة تقريباً، والوضع في غزة لم يظهر أي تحسن دراماتيكي. فاتفاق شاليط واحتفالات النصر للمنظمة ستنقذها من الحفرة السياسية العميقة التي هبطت إليها».

من جهته، ربط المراسل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، بين قرار نتنياهو من الصفقة والشأن الإيراني، قائلاً إنه «يُلح على نتنياهو أن ينظف المائدة ويهيئ تنسيقاً جديداً استعداداً لشيء آخر أكبر وأهم». وأضاف إن «قضية شاليط واحدة من القضايا الثقيلة الجاثمة على مائدة رئيس الحكومة، وكان يجب عليه أن يزيلها عن جدول عمله ليهيئ تنسيقاً جديداً وليحظى بالتسامح والتأييد للحكومة وقراراتها».

وسأل فيشمان عن السبب الذي يدفع نتنياهو اليوم تحديداً «إلى هذا الديكور الجديد، الى درجة أن يتخلى عن مبادئه التي لا هوادة فيها بشأن محاربة «الإرهاب»؟». والجواب عن هذا اللغز يكمن، بحسب فيشمان، «في كتاب اللغز الذي تلاه أمس على الأمة. فقد تحدث عن نافذة فرص توشك أن تغلق، وربط هذا بالتطورات الجغرافية - الاستراتيجية. إن السامع من أوساط الناس سيرى أن هذا يعني الربيع العربي والزعزعات في العالم العربي التي تُحدث عدم يقين، لكن ليس هذا هو السبب الحقيقي».

السبب الحقيقي، بحسب فيشمان، يتصل بإيران، «ويبدو أن هذا هو سبب استقرار رأي رئيس الحكومة على المرونة بمواقفه وإقناع وزراء الثمانية بألا يشوّشوا إتمام صفقة شاليط. ما الذي يحدث في القضية الإيرانية بالضبط؟ ليس واضحاً. لكن من الواضح أنها الشأن الساخن المقبل، ويحسن أن تبلغه «إسرائيل» مع صورة دولة مرنة وبراغماتية مستعدة للتنازلات. سيصفق لنا الأوروبيون وليس أقل أهمية من هذا أنه سيعزز الإجماع القومي والصورة عن رئيس الحكومة استعداداً للتحدي القادم».

وتعليقاً على صفقة التبادل، كتب ناحوم برنيع في افتتاحية «يديعوت»، إنه لا مفر من هذه الصفقة. وإذ رأى أن «الثمن مبالغ فيه، المخاطر كبيرة والسابقة غير لطيفة»، أشار إلى أن «دولة لم تتمكن على مدى خمس سنوات من تخليص جندي من الأسر بوسائل أخرى لا يمكنها إلا أن تدفع الثمن»، وعليه رأى أن «نتنياهو جدير بالتقدير على أنه قرر، وقرر صحيحاً، وقد أبدى زعامة».

في المقابل، شن عدد من المعلقين انتقادات لاذعة ضد نتنياهو، وفي هذا السياق، قال بن درور في «معاريف»، إنه «حتى المعارضين للصفقة، لا يمكنهم الامتناع عن ذرف دمعة. غير أن الدمعة والانفعال لا يمكنهما أن يمنعا الانتقاد على السخافة. وذلك لأن المسألة ليست إذا كانت «إسرائيل» ستحرر ألف «مخرب» أو أربعمئة. حتى مئة «مخرب» هم أكثر مما ينبغي. هذه الصفقة هي جائزة «للإرهاب». هذه الصفقة هي انتصار هائل لـ «حماس». هذه ليست صفقة، هذا استسلام».

بدوره، وصف المحلل السياسي في «معاريف»، بن كاسبيت، قرار الحكومة «الإسرائيلية» بأنه كان استسلاماً، وأن «إسرائيل» بقرارها «جثمت على ركبتيها أمام «حماس»». وأضاف إنه بهذا القرار «فشلت قوة الصمود «الإسرائيلية». رقة القلب تغلبت على الصلابة اللازمة في حينا. قرار تآكل فيه الردع «الإسرائيلي» حتى سحق. بالضبط مثلما حصل في الهروب من لبنان وفي الخروج الأحادي الجانب من غزة. قرار ولد الاختطافات التالية».

- **المصدر : صحيفة «الأخبار» اللبنانية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2181294

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2181294 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40