الأربعاء 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

ترحيب بصفقة الأسرى وخشية من احتيال «إسرائيلي»

الأربعاء 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

لقيت أنباء إنجاز صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مع «إسرائيل» ترحيباً عربياً ودولياً، فيما أعربت شخصيات فلسطينية عن أسفها لعدم شمول الصفقة قياديين بارزين، وخشيتها من تحايل «إسرائيل» في المرحلة الثانية من الاتفاق.

وفي أول ردود الأفعال العربية، أشادت جامعة الدول العربية بالاتفاق على إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني من السجون «الإسرائيلية» مقابل إطلاق الجندي «الإسرائيلي» الأسير جلعاد شاليط المحتجز منذ خمسة أعوام، ودعت للإفراج عن بقية الأسرى.

وقال الأمين العام للجامعة نبيل العربي إنه يرحب بالاتفاق، لكن يتعين القيام بالمزيد من الجهود لإطلاق سراح بقية الأسرى الفلسطينيين، وعددهم نحو ستة آلاف أسير.

من جهته، أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة، السفير محمد صبيح في تصريح له اليوم أن هذه الصفقة تكتسب أهمية خاصة، لأنه بموجبها سيتم الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني، بينهم أسرى قدامى ونساء ومرضى ومن يقضون أحكاماً عالية جداً.

واعتبر أن توقيت هذه الصفقة مهم أيضاً، لأنه جاء والأسرى ينهون يومهم الخامس عشر من إضرابهم عن الطعام، «فهي تشكل لهم بارقة أمل بقرب الحرية».

وقال «على «إسرائيل» أن تدرك أن احتجاز أبناء الشعب الفلسطيني طريق صعب، وأن قيامها بزج أكثر من 750 ألف أسير فلسطيني منذ عام 1967، لم يضعف إرادة الشعب الفلسطيني».

وأضاف أن هذه «رسالة لكل المترددين بما يخص دعم قبول فلسطين دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة، ورسالة لكل من جاء يطالب بشاليط الذي عومل بشكل جيد، ونسي في الوقت ذاته المعتقلين في السجون «الإسرائيلية» من الأطفال والنساء والمرضى».

[**مواقف فلسطينية*]

فلسطينياً، رحب وزير شؤون الأسرى والمحررين في سلطة اوسلو عيسى قراقع بصفقة التبادل، لكنه رأى أن «هذه الصفقة لن ترضي الجميع ولم تكن بالمستوى الذي كنا نطمح لتحقيقه».

وقال قراقع لإذاعة صوت فلسطين «الصفقة لن ترضي الجميع ولم تكن بالمستوى الذي كنا نطمح لتحقيقه، خاصة أن العدد الحقيقي الذين سيطلق سراحه هو 450 أسيراً فيما ستتحكم «إسرائيل» في الباقي، فوفقاً للاتفاق ستختار «إسرائيل» 550 أسيراً».

وعبر عن خشيته من «لجوء «إسرائيل» إلى إطلاق سراح أسرى من هؤلاء الذين قاربت فترات حكمهم في السجون على الانتهاء في المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق».

وذكر أن «الصفقة لا تشمل كذلك إطلاق سراح عدد كبير من أسرى الداخل الذين أمضى الكثير منهم سنوات طويلة في الاعتقال»، متوقعاً أن تتعرض هذه الصفقة لكثير من الانتقادات والملاحظات.

ورغم ذلك وصف قراقع الاتفاق بأنه «يشكل إنجازاً ومكسباً لأبناء الشعب الفلسطيني»، وشدد على «أهمية مواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى، خاصة أنه رغم هذه الصفقة فإن الآلاف سيبقون وراء القضبان».

وعبر قراقع عن أسفه «لأن الاتفاق لم يشمل إطلاق سراح القيادي في حركة «فتح» مروان البرغوثي، وكذلك الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وعدد من كبار قادة «حماس»».

وعاب قراقع عدم اشتمال الاتفاق على ضمانات على حياة المعتقلين المفرج عنهم، و«هو الأمر الذي كان يتوجب عدم التنازل عنه»، خاصة وأن كثيراً من الأسرى الذين حرروا في صفقات سابقة «أعادتهم «إسرائيل» إلى سجونها أو استشهدوا».

[**مواقف دولية*]

وعلى المستوى الدولي، رحبت الحكومة الألمانية بصفقة تبادل الأسرى على لسان متحدث باسم خارجيتها، الذي اعتبر أن «أهم شيء الآن بالنسبة للحكومة الألمانية بأكملها هو أن جلعاد شاليط سيطلق سراحه أخيراً».

ورفض المتحدث التعليق على تفاصيل الدور الألماني في الوساطة في هذه الصفقة، كما رفضت التعليق أيضاً وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية (بي.إن.دي) التي توسطت لفترة طويلة بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» و«إسرائيل».

وقد لعبت ألمانيا دوراً مهماً في التوسط لإطلاق سراح شاليط في الأعوام الماضية، إلا أن حركة «حماس» أعلنت الصيف الماضي وقف تعاونها مع وسيط المخابرات الألمانية غيرهارد كونراد.

ووفقاً لبيانات مصادر أمنية ألمانية فإن كونراد ما زال يمارس نشاطه في هذا الأمر، وهو مقيم في مصر منذ مطلع الشهر الجاري.

وأشادت فرنسا بالإفراج عن الأسير «الإسرائيلي»، واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن ذلك «نجاح كبير» لـ «إسرائيل».

وقال بيان صادر من مكتبه «الرئيس يأمل أنه بعد أكثر من خمس سنوات من الانتظار، سيعود جلعاد شاليط إلى عائلته وحريته». وأضاف إن الرئيس «مسرور» لأنباء الصفقة «ويشكر جميع الذين ساهموا في هذا الاتفاق، ولا سيما مصر لأنها لعبت دوراً أساسياً».

وكان ساركوزي تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو وهنأه على هذا الإنجاز، وتحدث أيضاً مع والد شاليط لتهنئته بقرب عودة ابنه.

من جهته، أشاد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في حديث لراديو أنفو فرنسا اليوم بـ «الشجاعة» التي تحلت بها السلطات «الإسرائيلية» لإبرام هذه الصفقة.

ومن بريطانيا، رحب وزير الخارجية ويليام هيغ بالاتفاق معتبراً أن «احتجاز شاليط في الأسر كان من بدايته عملاً غير مبرر إطلاقاً.. ومع ذلك استمر أسره خمسة أعوام طويلة، ولطالما دعونا إلى الإفراج غير المشروط عنه».

وأضاف «يسرنا أن تحصل أخيرا هذه العملية التي تأخرت كثيراً، وقد كان الأسر طويل الأمد لشاليط مؤلماً لعائلته، وآمل أن يلتئم شمله معها بأقرب وقت ممكن».

وأشار وزير الخارجية البريطانية إلى أن المملكة المتحدة تدعم كل الجهود من هذا القبيل لبناء جسور الثقة بين كل الأطراف.

ومن تركيا، وصف وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الاتفاق بالتطور الإيجابي الذي سيساهم في تخفيف حدة التوتر بالمنطقة، ويساعد الأفراد على الاجتماع بعائلاتهم.

وكانت مصادر دبلوماسية تركية كشفت اليوم الأربعاء عن أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل اتصل بداوود أوغلو لتزويده بمعلومات حول عملية تبادل أسرى حرب مع «إسرائيل» قبل توقيع الاتفاق عليها.

وتعد قضية الأسرى الفلسطينيين من أهم وأكثر القضايا التي ترتبط بتبعات الاحتلال «الإسرائيلي»، فوفقاً لآخر الإحصائيات فإن نحو ستة آلاف فلسطيني معتقل سياسياً في السجون «الإسرائيلية».

وتحتجز السلطات «الإسرائيلية» 180 منهم لمدة غير محددة ودون أن تقدم إليهم تهمة أو محاكمة، ويتوزع أكثر من 33 امرأة و245 طفلاً على سجون ومعتقلات «إسرائيلية» داخل وخارج الخط الأخضر. وقد أفادت منظمات حقوقية أن 202 شهيداً سقطوا جراء التعذيب في سجون الاحتلال منذ عام 1967.

- [**المصدر : وكالات الأنباء.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2165870

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165870 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010