الثلاثاء 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

أديب «إسرائيلي» : مشروع الدولة العبرية استعماري تستمر أمريكا بواسطته بحكم المنطقة

الثلاثاء 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par زهير أندراوس

في مقالٍ يُغرد خارج السرب الصهيوني، هاجم الأديب «الإسرائيلي» الشهير يتسحاق ليؤور، الرئيس الأمريكي، باراك أوباما ونعته برئيس بنك الدم، وجاء هذا المقال رداً على الإعجاب منقطع النظير في الدولة العبرية من مواقف الرئيس الأمريكي الأخيرة، التي وُصفت في «تل أبيب» بأنها صهيونية أكثر من هرتسل وكاثوليكية أكثر من البابا، وخصوصاً الخطاب الأخير الذي ألقاه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وتبنى فيه مواقف الدولة العبرية برمتها، حتى أن وزير الخارجية الفاشي، أفيغدور ليبرمان، أعلن انه يوافق على كل كلمة وردت في خطاب أوباما المذكور.

وكتب ليؤور أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتخريب كوريا الشمالية وفيتنام، تحت حكم ديمقراطي وجمهوري، وقامت أيضاً بتخريب العراق، تحت حكم جمهوري، ولم يعارض الديمقراطيون ولم ينسحبوا من هناك أيضاً، وبدأت في أفغانستان حرباً انتقلت بالوراثة من الجمهوريين الى الديمقراطيين وستستمر سنين أخرى.

ولفت الأديب «الإسرائيلي» الى انه منذ الحرب العالمية الثانية لم تقف صناعة الحرب الأمريكية قط عن النمو، وقد حذر أيزنهاور في خطبته الوداعية قبل خمسين عاماً حينما أخلى البيت الأبيض لكنيدي، من قوة صناعة السلاح الأمريكية المتعاظمة، حيث قال : علينا الاحتراس من كسب تأثير لا تسويغ له لمجموع صناعات السلاح، فاحتمال نمو قوة مدمرة ليست في محلها قائم ودائم، وها هي نبوءته تتحقق كل يوم، برأي ليؤور.

وتابع قائلاً في مقال نشره في صحيفة «هآرتس» العبرية : في الخمسين سنة الماضية نمت هذه الصناعة واتسعت جداً، وتشتمل على ميادين اقتصادية بعيد بعضها عن بعض، لم تكن نبوءات انحطاط الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى سابقة لأوانها جداً، لكنها اصطبغت أحياناً بصبغة مشاهدة عرض مسرحي. فالقوى العظمى لا تنزل عن المسرح وتهاتف لتهنئة المنتصر بتهذيب انجلوسكسوني.

وتابع قائلاً أن الاقتصاد الأمريكي متعلق بآلة الحرب الضخمة، وسياسة السلام التي يؤيدها فريق من الديمقراطيين تقوم في الحقيقة على اقتصاد مختلف، لكن هذا الطريق طويل ومرهق ويبدو أن الانتصار على الصين والهند في هذا الميدان أصعب. حتى أن الرئيس الذي كان رمزاً حتى قبل أنْ يفعل شيئاً باعتباره رئيساً وحصل على جائزة نوبل للسلام لأنه جسد تحقق حلم مارتن لوثر كينغ فقط، لا يملك خطة جيدة لمواجهة معطيات عدم النمو والبطالة وليس لديه رد حقيقي على تهاوي أمريكا.

وأشار الى انه عندما يتم استبدال رئيس مصرف، ولنقل بنك العمال مثلاً، فليس محتملاً أن تتغير سياسة استثمارات البنك من النقيض الى النقيض. ورئيس الولايات المتحدة يشبه رئيس مصرف ضخم، والفروق الكبيرة بينه وبين خصومه تصبح قزماً حقاً حينما نطل عليها من مستنقعات الدم والأعضاء المقطعة في فيتنام والعراق أو حتى عندنا.

وزاد ليؤور قائلاً انه منذ سنين يعلق ما يُسمى بمعسكر السلام «الإسرائيلي» آمالاً على رئيس أمريكي يأتي ويخلصنا من الاحتلال.

وهذه الحماقة تؤكد أيضاً للتعلق «الإسرائيلي» الشامل بالولايات المتحدة، مؤكداً انه من السهل أن ننسى أنه لا توجد أية دولة في العالم حصلت على هدية مقدارها 100 مليار دولار منذ تم إنشاؤها قبل 63 سنة.

ومن السهل أن ننسى أن دولة «إسرائيل» منذ عقود هي القناة التي تمول الإدارة عن طريقها صناعة السلاح الأمريكية، أي أن المال الذي يخرج منها يمر عن طريق «إسرائيل» عائداً الى تلك الصناعات.

ويسهل على حمائمنا الحبيبة أن ينسوا أن المشروع «الإسرائيلي» هو قبل كل شيء آخر، مشروع استعماري تستمر الولايات المتحدة بواسطته في حكم المنطقة، سواء باعتباره سوطاً (قصف عمق مصر وهدم بيروت وتجويع غزة) أم باعتباره جزرة (سنضغط عليهم إذا كنتم لطفاء معنا).

ولفت الأديب «الإسرائيلي» الى أنه صحيح من البائس أن نرى (محرري ليبيا) ينكرون الاستبداد العسكري الذي عمره 44 سنة في فلسطين. وصحيح أنه من البائس أن نوازن بين الرمز أوباما والآمال التي كان من السهل تعليقها عليه من بعيد خاصة، وبين المعنى الحقيقي للرمز. لكن المشايعة الأمريكية عند معسكر السلام «الإسرائيلي» أكثر بؤساً.

فناسه مثل فقراء على الأبواب يقومون ويقولون للبيت الأبيض القائم على الكثير جداً من القمع والفظائع في أنحاء العالم : لا تكن متشدداً بل ساعدنا لنصبح عادلين، على حد تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2165664

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2165664 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010