الأحد 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

عزل اللوبي الأمريكي في مصر

الأحد 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par محمد سيف الدولة

إن عزل أعضاء الحزب الوطني هو أقل ما يجب اتخاذه من إجراءات احترازية، قياساً على الجرائم التي قام بارتكابها هذا الحزب في حق مصر والمصريين. فهو لم يكن مجرد حزب سلطوي أفسد حياتنا السياسية واستأثر بها في حماية أمن الدولة والأمن المركزي. بل إن حكايته أخطر من ذلك بكثير :

فهو حزب تم تأسيسه وتصنيعه بأوامر أمريكية مباشرة ليكون أميناً على التبعية للأمريكان وعلى السلام مع «إسرائيل»، وبشرط أن يكون على رأس برنامجه السياسي أن ((السلام مع «إسرائيل» خيار استراتيجي)). والسلام كما نعلم هو الاسم الكودي لأمن «إسرائيل». ولذا أصبح لزاماً على من يحكم مصر أن تكون حماية «إسرائيل» على رأس أولوياته.

وهذا هو ما عبر عنه الدكتور مصطفى الفقي حين قال منذ ما يقرب من سنة إن رئيس مصر القادم يجب أن يحظى بموافقة أمريكية وقبول «إسرائيلي».

وبالفعل فان برنامج الحزب الوطني ينص صراحة في احد إصداراته الحديثة على ((تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية كفالة لمصالحنا الوطنية وتوافقاً مع عقلانية سياستنا الخارجية)).

وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد الكرامة الوطنية التي يجب أن تخجل وتستحي من تسمية دولة أجنبية بعينها في برنامج حزبها الحاكم.

ولقد كشف الدكتور مصطفى خليل رئيس وزراء «كامب ديفيد» هذه الحقيقة بوضوح في حديثه لجريدة «الشرق الأوسط» بتاريخ 6/7/ 2002 حين قال : ((إن الولايات المتحدة طلبت من مصر قبل إقامة «اتفاقية السلام» مع «إسرائيل» إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية تشمل عمل تعددية حزبية وإجراء إصلاحات اقتصادية والتحول عن النظام الاشتراكي الى الرأسمالي)).

وكان ذلك بهدف تأمين وضمان العلاقات مع «إسرائيل» بنظام سياسي كامل وليس برئيس جمهورية فقط قد ينقلب خليفته علي سياساته 180% كما فعل السادات نفسه مع عبد الناصر.

أما عن المُنَظر الأول للحزب الوطني الدكتور عبد المنعم سعيد فلقد دافع بجرأة بالغة عن (((التبعية الصريحة))) للولايات المتحدة في سلسلة مقالات أوضحها كان مقال بعنوان «السياسة الخارجية والأمن القومي»، نشره في جريدة «الأهرام» في صيف 2002 طرح فيه مزايا إتباع مصر لسياسة خارجية موالية للأمريكان أسماها ((إستراتيجية المشاركة مع الخصوم أو اللحاق بهم‏)).

ولكن على رأس كل ذلك، فان الشاهد الأكبر على التبعية والخضوع هو السياسات الخارجية والداخلية التي انتهجها النظام بالفعل على امتداد ما يزيد عن 35 سنة ، والتي أصبحت معروفة الآن للكافة.

[*** * **]

وبالتالي فان عزل رجال الحزب الوطني هو في حقيقته عزل لأكبر تجمع سياسي منظم (لوبي) يمثل ويعمل لصالح المصالح الأمريكية و«الإسرائيلية» في مصر، وهو بالطبع ليس اللوبي الوحيد، ولكن البدء به سيمثل خطوة مهمة لحماية مصر الثورة.

فهي قضية أمن ثوري.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2178989

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2178989 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40