الثلاثاء 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

تحول الرواية الصهيونية لحرب دينية..!

الثلاثاء 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par نواف الزرو

هي الرواية الصهيونية المزيفة...؟!

هي الأساطير الصهيونية المزعومة حول «ارض الميعاد» و«الحق اليهودي» و«الوعد الرباني» المزعوم...؟!

هي خطاب نتنياهو التوراتي الذي القاه امام جامعة «بار ايلان» في شباط/2010 وتحدث فيه عن اجتياح وتهويد المعالم التاريخية التراثية في فلسطين..؟!

وهي ايضا خطاب الرئيس اوباما التوراتي امام الأمم المتحدة وقبله الذي تبنى فيه الرواية الصهيونية بالكامل...؟

وهي الى كل ذلك فتاوى الحاخامات اليهود التي تشرع للمستوطنين حروبهم الاقتلاعية ضد الفلسطينيين التي وصلت الى ذروتها الدينية...؟!

فليس عبثا اذن ان نتابع الهجمات المتلاحقة التي يشنها المستعمرون المستوطنون ضد المساجد في انحاء الضفة الغربية، والتي انتقلت صباح الاثنين 2011-10-3 الى قرية طوبا الجليلية حيث قاموا بحرق مسجدها الوحيد ما اشعل مواجهات بين اهل القرية وامن الاحتلال ...!

كان الكاتب «الإسرائيلي» «تشيلو روزنبرغ» - قد شرح ما يجري في هذه الايام من حرب دينية سافرة على المساجد في انحاء الضفة الغربية، بانه تجسيد للرواية الصهيونية، فكتب في مقال نشر في «معاريف» -2011-4-8 تحت عنوان : «من الصراع القومي إلى الحرب الدينية» : «كان العام 1967 عاماً مفصلياً لما يُسمى الصهيونية، لأنه منذ تلك السنة وحتى اليوم احتلت الرواية الدينية لـ «دولة إسرائيل» موقع الريادة في أوساط شرائح واسعة من الجمهور «الإسرائيلي»»، مضيفا : «إن تقديس الأماكن المقدسة ومحاولة تعريف الصهيونية والوطنية حصراً عبر صيغة «العودة إلى المصادر الدينية»، كل هذه الأمور أدت إلى التطرف وإلى تحول النزاع «الإسرائيلي» - الفلسطيني إلى نزاع ديني».

ويبدو ان التصعيد الهستيري الجاري منذ سنوات في انحاء الضفة الغربية من قبل عصابات المستوطنين اليهود، ينقل المواجهات عمليا الى حرب دينية تضاف الى حروب الاستيطان والديموغرافيا والاقتصاد التي تشنها دولة الاحتلال مجتمعة ضد الوجود العربي الفلسطيني.

والملاحظ ان هذه الحرب التي باتت تحمل شكلا وطابعا دينيا تصل في الأيام الأخيرة الى ذروة محمومة لم يسبق لها مثيل من قبل في تاريخ المواجهات.

غير ان هذه الحرب القذرة قد انطلقت عمليا على نحو واضح سافر منذ «فك الارتباط» في غزة..!

كان ذلك غداة فك الارتباط والانسحاب «الإسرائيلي» من غزة في 15/آب/ 2005، اذ اشتعلت «إسرائيل» غضبا وأصيبت المؤسسة الدينية والسياسية الحاكمة هناك على حد سواء بالهستيريا العنصرية الانتقامية في اعقاب حرق وهدم «الكنس اليهودية» التي اتخذت حكومة شارون قراراً خبيثاً كيدياً بعدم إزالتها وبإبقائها على ارض غزة كـ «وتد جحا» رغم ان تلك الحكومة كانت تتوقع سلفاً بان يقوم الفلسطينيون بهدمها.

وقد وصف وزير الخارجية «الإسرائيلي» آنذاك سلفان شالوم حرق الكنس بـ «عمل بربري قام به اناس لا يحترمون الاماكن المقدسة»، بينما اعرب نائب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» المعروف بـ «الحمامة المعتدل» عن «خيبة امله من تصرف الفلسطينيين، في حين قالت مصادر «إسرائيلية» عديدة «ان هناك مخاوف من محاولة ناشطي اليمين المتطرف الحاق الاضرار بالمساجد في اطار عملية انتقامية ردا على هدم الكنس واشعال النيران بها»، واعلن رئيس ما كان يسمى «مجلس شاطىء غزة» عيران شطيرنبرغ «ان لكل يهودي الحق الان في التعرض للاماكن المقدسة للاسلام بما في ذلك الحرم».

وذهبت هستيريا العنصرية اليهودية ابعد من ذلك حينما اعلنت «لجنة حاخامات «يهودا والسامرة» - اي الضفة الغربية - «ان عملية اشعال الكنس اليهودية تؤكد ان المعركة دينية تقوم على الكراهية لليهود وليس على خلفية سياسية».

فهل قام الفلسطينيون حقا بعمل بربري كما اعلن شالوم..؟

وهل نحن بصدد حرب دينية حقا من الان فصاعدا ...؟!!.

وماذا نحن فاعلون كأمة عربية واسلامية ..؟!!

ثم والاهم من ذلك ما هو بالاصل تاريخ تلك الدولة الصهيونية في الاعتداءات الاجرامية على الاماكن الدينية الاسلامية والمسيحية في فلسطين بعامة وفي المدينة المقدسة على نحو حصري ...؟!!!

مفيد في سياق قراءة وقائع الهجمات المتلاحقة على المساجد في انحاء الضفة الغربية، فتح ملف الاعتداءات الصهيونية المتصلة على الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية العربية الفلسطينية منذ ان اقيمت الدولة الصهيونية على ارض فلسطين.

وهناك في السجل الصهيوني جرائم لا حصر لها ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية.

فتصوروا بعد كل ذلك :

لو ان فلسطينيا او عربيا اقدم على حرق كنيس يهودي في الضفة الغربية، او أن اقدم على حرق خزنة لفائف التوراة في الكنيس، فكيف كانت دولة الاحتلال ستتصرف....؟

وكيف كان المستعمرون المستوطنون سيتصرفون...؟

وكيف كانت الادارة الامريكية ستتصرف...؟

وكذلك الاتحاد الأوروبي...؟

وكذلك الأمم المتحدة...؟

ما يستدعي ايضا فتح هذه الملفات على المستوى الاممي والقانوني الدولي..؟!

ربما كانت ستقوم الدنيا ولا تقعد ابدا، حتى تقوم قوات الاحتلال ومعها عصابات المستوطنين بحرق الأخضر واليابس في كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، ناهيكم عن حرق المساجد والمصاحف، وربما حتى احراق المسجد الأقصى...وناهيكم عن اعمال القتل والفتك ضد الاطفال والنساء والشيوخ.. أليس كذلك الحال...؟!

ولكن وحيث ان الذين يقومون بالاعتداءات والحرق والتخريب هم المستوطنون الصهاينة وجنود الاحتلال.. وحيث ان المساجد والمقدسات العربية الاسلامية هي التي تتعرض للحرق والتخريب والاغتيال، فلا بأس لدى العالم المذكور ببيان إدانة ..وكفى الله شر المؤمنين...!

فأين العرب والمسلمون إذن من كل هذه الجرائم الصهيونية...؟

ولماذا لا يتحركون على نحو جدي وحقيقي وعروبي مسؤول...؟

ألا تعنيهم فلسطين والمقدسات الى هذا الحد...؟

ألا يدركون ان خطر بني صهيون هؤلاء المنفلتون الذين يعيثون فساداً وتخريباً في الجسم العربي الفلسطيني على مدار الساعة، لن تقف حدودهم عند فلسطين...؟

وإنما أن اشتد عودهم أكثر فأكثر لسوف يتمددون الى المحيط العربي...؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2165410

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165410 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010