الجمعة 30 أيلول (سبتمبر) 2011

حركة «فتح».. هل كانت ثورة أم مؤامرة كبرى؟ (4/ 5)

الجمعة 30 أيلول (سبتمبر) 2011 par حسن خليل

حقيقة، إن توصيف حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» يعدّ أمراً محيراً تماماً كحال قائدها الأول وأحد أعضاء الخلية المؤسسة لها المهندس ياسر عرفات «أبو عمار»، فهو محمد وهو ياسر وهو من مواليد القدس 1929 كما هو من مواليد القاهرة عام 1927 .. وحركة «فتح» هي حركة تحرير فلسطين، كما أنها حركة التحرير الوطني، وهي قوات العاصفة لكنها بالتأكيد رائدة الكفاح المسلح وقائدة الثورة الفلسطينية وعمودها الفقري، وقد خاضت بجرأة خطيرة معركة الكرامة وحققت الانتصار العربي الأول على جيش «إسرائيل» الذي أشاع بين أشباه القادة والرؤساء العرب، ولدى أجهزة الإعلام العالمية بأنه الجيش الذي لا يهزم، ولكننا نسجل للتاريخ أن حركة «فتح» قد واجهت جيش «فتح» في معارك عديدة لكنها لم تنتصر عليه، بل تراجعت أمام ترسانته العسكرية العملاقة.

ولا تستطيع «إسرائيل» الادعاء بأنها هزمت حركة «فتح» ولو مرة واحدة هزيمة حاسمة، سواء في معركة غور الصافي جنوب البحر الميت في الأردن أو في معارك الجنوب اللبناني في العرقوب الذي عرف لدى وسائل الإعلام باسم «فتح لاند» وفي جبل الشيخ، وحتى في كبرى تلك المعارك التي حدثت عام 1982 تحت اسم عملية اجتياح الجنوب اللبناني وحصار بيروت، رغم تعرض الحركة لخسائر مادية وبشرية كبيرة على الأرض لكنها بقيت موجودة في طرابلس لبنان ومخيمات الشمال والبقاع اللبناني.

وللتاريخ نسجل بأن حركة «فتح» تعرضت لخسائر جسيمة في لبنان، ولكن على أيدي فصائل فلسطينية يسارية مدعومة من قبل دول عربية كانت تختلف مع قادة حركة «فتح» لأنها كانت تقف ضد محاولاتها اختراق الصف الفلسطيني ومصادرة القرار الفلسطيني، وأهم تلك الدول سوريا البعث وعراق البعث وليبيا القذافي. وتلك الفصائل هي : المنشقون عن «فتح» وقد أسموا أنفسهم «فتح الانتفاضة» والجبهة الشعبية القيادة العامة، والصاعقة السورية، والجبهة العربية العراقية، وإلى حد ما الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين؛ ما أدى إلى بعثرة مقاتلي حركة «فتح» فتوزعت بين السودان واليمن الشمالي والجنوبي قبيل الوحدة والجزائر وفي العراق والأردن.

كل هذا أكد الخطيئة التي وقع فيها قادة «فتح» حين أهملوا نصيحة الوسيط الجزائري أمين عام جبهة التحرير الجزائرية الكولونيل فايد أحمد بضرورة اتخاذ موقف حازم من فصائل الثورة الصغرى التي كانت وبالاً على القرار الفلسطيني الحازم والصائب، ما جعل قرار الثورة الفلسطينية باهتاً وزئبقياً وضعيفاً، خاصة عندما تعسرت الظروف وضاقت السبل في الأردن، ونسيت حركة «فتح» أن أحد مبادئها يقول بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، وعدم الإساءة إليها، وعدم الانحياز إلى بعضها ضد البعض الآخر.

وكان للجبهة الديمقراطية وجبهة «فتح الانتفاضة» باع طويلة في هذا المجال الخطير، ولقد عشنا في الأردن أياماً عصيبة عانينا خلالها الكثير بسبب الصراع بين الجبهتين الشعبية والديمقراطية بسبب الملصقات الإعلامية الهدامة التي ملأت جدران الشوارع والأسواق، وقد امتلأت بالشعارات الحاقدة والمثيرة. وكان يقف وراءها مسؤول الإعلام في الجبهة الديمقراطية ياسر عبد ربه الذي تدخل الرجل الثاني في حركة «فتح» الأخ أبو إياد لحمايته وحماية جبهته من عملية انتقام الجبهة الشعبية، مساهمة منا في خلق فصيل إضافي آخر بدلاً من العمل على توحيد الفصائل، وهذه إحدى الكوارث التي رزئت بها ساحة النضال الفلسطينية.

لم يكن ذلك تآمراً على الثورة، بل كان جهلاً من قادة كبار لهذه الثورة، وها نحن نكرر الخطأ نفسه بجعل ذلك الشخص القيادي في الجبهة الديمقراطية والذي انشق عنها ليؤسس فصيلاً جديداً تحت اسم «فدا» بصلابة من قبل أبناء «فتح» في وجهه، لكن قادة الثورة في «فتح» مهدوا لهذا الشخص كي يكون الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية.

ونحن نتساءل : هل يحدث مثل هذا الفعل لجهل لدى قادة فلسطين الذين خلفوا ياسر عرفات ومحمد يوسف النجار وكمال عدوان وخليل الوزير وصلاح خلف، أم أن رئيس السلطة الفلسطينية الذي استولى على صفة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية قد عقد مع ياسر عبد ربه صفقة سياسية، متناسياً دوره في سياسة التخريب ضد الوجود الفلسطيني في الأردن خلال الأعوام 68-69-1970؟

أم أن هناك حاجة إليه لتخريب العلاقة بين حركتي «فتح» و«حماس»، تلبية لرغبات الولايات المتحدة و«إسرائيل» دون الأخذ برأي عشرات الآلاف من أبناء «فتح» الأصلاء الشرفاء؟ ولعل هذا المسلك يعد سبباً من أسباب فشلنا حتى في الاحتفاظ ببعض المكاسب التي حصلنا عليها من «اتفاق أوسلو»؟!..

[**وللحديث بقية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165640

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165640 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010