الثلاثاء 27 أيلول (سبتمبر) 2011

التوطين بين عبَّاس ونتنياهو

الثلاثاء 27 أيلول (سبتمبر) 2011 par جمال الشواهين

توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان غير ممكن بسبب تركيبته الطائفية، وهو غير قابل للتنفيذ بالعراق وليبيا، وحتى في سوريا التي فيها ثاني أكبر نسبة من اللاجئين بعد الأردن، ويحملون وثائق وهويات فلسطينية وليس سورية.

اللاجئون بالأردن يحملون الجنسية الأردنية ولديهم أرقام وطنية، والمقيمون منهم خارج المخيمات أضعاف الذين يقيمون فيها، وهم يمارسون حقوقاً سياسية بحدود كبيرة، ويمثلون بشكل ما في مجلس الأمة، وهم أيضاً يديرون تجارة واستثمارات استراتيجية، ويرسمون سياسات اقتصادية، وفوق ذلك، فإنهم يتشاركون مع التركيب السكاني العام بكل ما فيه من أواصر وأنماط اجتماعية.

غير أن كل ذلك لم يلغ صفة اللاجئ عن أي فرد منهم، وهم مسجلون كلاجئين في سجلات وكالة الأونروا جيلاً بعد جيل، منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، وهذا الواقع هو الذي يبقي حق العودة قائماً، وقبول المواطنة كما هي موصوفة لهم وليس أكثر منها.

التوطين كمشروع مطروح في أروقة ومحافل سرية وعلنية، يعني وطناً بديلاً، ومواطنة كاملة للمنوي توطينهم، وما يعيق فرضه وتطبيقه حتى الآن، هو الكلف المطلوبة سياسياً ومالياً وأمنياً، وطبيعة الذين سيتحملونها، بالتنازلات أولاً، والدفع نقداً ثانياً، وتحمل مسؤوليات الأمن ثالثاً.

بالنسبة للعدو «الإسرائيلي»، فإنه يرفض حق العودة، ومعه تحمل أي كلف تعويض، ويريد غيره أن يدفع كامل الفاتورة.

الأردنيون يعلنون رفضهم للتوطين ويريدون أن يظل الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين.

الفلسطينيون يريدون دولة مستقلة بحدود عام 67، ومستعدون للتفاوض على قضايا اللاجئين والحدود والقدس، وهذا جوهر الطلب الذي قدمه محمود عبَّاس لمجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة.

في واقع الأمر، هناك دفع قوي لتناول مشكلة اللاجئين بعيداً عن القضية الفلسطينية، وعندما يحصل عبَّاس على دولة بالمقاس الذي فصّله لها، فإن البحث في اللاجئين لن يكون على أساس عودتهم إليها، فما بالنا بعودتهم إلى فلسطين التاريخية.

الأكثر قرباً من بعضهما البعض في المعادلة هما عبَّاس ونتنياهو، وما يريدانه معاً، هو نفسه للتوطين وإيجاد الوطن البديل، وهما يجران الأردن عملياً إلى ذلك، ويدفعان به لقبول الأمر الواقع، على أساس الهوية الجامعة، وتوصيف المواطنة لتكون نفسها، وواحدة على الجميع، وبهذا سيدفع الأردنيون والفلسطينيون كلفة الفواتير الأمنية والسياسية، لتظل الفاتورة المالية نفطية بامتياز.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165275

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2165275 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010