السبت 17 أيلول (سبتمبر) 2011

«الشعبية» و«حماس» و«الجهاد» تنتقد «استحقاق أيلول» وتشبث عبَّاس بالمفاوضات

السبت 17 أيلول (سبتمبر) 2011

تتوالى وتتفاوت ردود الفعل الفلسطينية حول توجه السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها محمود عبَّاس، إلى مجلس الأمن، لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية عضواً في الأمم المتحدة، فيما بات يعرف في المصطلح السياسي الفلسطيني والعربي بـ «استحقاق أيلول».. فبينما تؤيد «فتح السلطة» هذه الخطوة وتقوم بتنظيم فعاليات وأنشطة شعبية ورمزية لدعمها، فإن كلاًّ من «الجبهة الشعبية» و«حماس» و«الجهاد» انتقدتها السبت بشدة، وخاصّة بعد خطاب محمود عبّاس الجمعة، الذي أبدى فيه تمسّكه بالمفاوضات مهما كانت النتائج من التوجّه لمجلس الأمن.

[**الجبهة الشعبية : تشبت عبَّاس بالمفاوضات يعمق الانقسام السياسي*]

فقد انتقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السبت، تمسك عبَّاس بخيار المفاوضات، أياً كان كانت نتيجة الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.

وقالت الجبهة في بيان لها إن تأكيد الرئيس الفلسطيني (خلال خطابه بالأمس) على خيار المفاوضات المباشرة مع «إسرائيل» مرة أخرى، وفق المرجعيات والأسس القائمة عليها، «يعمق الانقسام السياسي ولا يؤدي إلى تحقيق حالة من الإجماع الوطني».

وأضافت أن هذا الحديث «يضعف التوجه للأمم المتحدة، ويبقي القضية الفلسطينية رهينة لهذه المفاوضات التي أثبتت التجربة عقمها».

وجددت رؤيتها للبديل السياسي بالدعوة لعقد مؤتمر دولي «كامل الصلاحيات من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية لا للتفاوض عليها، والتي نصت بشكل واضح على حق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية على حدود 67، وكذلك حق شعبنا بالعودة لأراضيه التي هجر منها وفقاً للقرار 194».

كما جددت دعوتها لاستعادة الوحدة الوطنية كـ «ضرورة لمواجهة استحقاق المواجهة الشاملة مع دولة الاحتلال، التي تتوعد وتتجهز للفلسطينيين لعقابهم على توجههم للمطالبة بحقوقهم».

[**شلّح: توجّه السّلطة إلى الأمم المتّحدة سببه الاحساس بالفشل واليأس من مسار التّسوية*]

وفي السياق ذاته، اعتبر الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين، الدكتور رمضان عبد الله شلَّح، عزم السلطة التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطينية في حدود 1967، بأنه إحساس بالفشل واليأس من مسار التسوية.

وقال شلَّح في كلمةٍ له خلال المؤتمر الدولي للصحوة الإسلامية، الذي بدأ أعماله في العاصمة الإيرانية طهران السبت: «كان الأولى بصانع القرار في دائرة المفاوضات، أن يعود للشعب الفلسطيني للاتفاق على استراتيجية جديدة تتناغم مع حراك الشارع العربي».

ورفض شلَّح بشدة الانشغال بدولة فلسطينية على حدود 1967، وقال: «نحن نريد دولة ولا ننظر إلى العالم نظرة عدمية»، مضيفاً «إذا أراد البعض أن ينشغل في دولة على أو في حدود 67، ففلسطين بالنسبة لنا هي كل فلسطين، لا تنقص ذرة واحدة من ترابها، وعاصمتها القدس».

وحذّر الأمين العام لحركة «الجهاد» من الرهان على دولة في انتظارها الفيتو الأمريكي، منبهاُ إلى مخاطر عديدة يحملها هذا التوجه.

وأوضح شلَّح أنه قال لرئيس السلطة محمود عبَّاس في القاهرة قبل أسابيع: «لماذا تغلق على أنفسنا الدائرة، والله يفتح أمامنا أبواباً؟!»، مشيراً إلى ما يحدث من ثورات في البلدان العربية.

وشدد على أن أهم نقطة كان عليها الحال في ميزان القوى المختل، هي أن الشعوب غابت أو غُيبت عن الصراع.

وأشار شلَّح إلى أن «الرهان الدائم على الشعوب العربية كان ينبعُ من ثقتنا بالله، وبديننا، وأمتنا وإسلامنا»، ونوَّه إلى أن «أهل فلسطين عادوا ليمسكوا بزمام القضية من جديد»، موضحاً في السياق أن من يقصدهم في وصفه، هم جماهير الأمة العربية والإسلامية من طنجة إلى جاكرتا.

ونبَّه إلى أن الثورات العربية تواجه تحدياتٍ جسام، مشيراً إلى أن أعداء الأمة لم يتركوها وشأنها، فهم فوجئوا بها وتوازنوا، وركبوا الموجة ثم بدأ هجومهم المضاد.

وتحدث الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين، عن أن الثورات العربية ورِثت ركاماً وحطاماً من التجزئة، والاستبداد، والتخلف، ووجود «إسرائيل» التي وصفها بالخنجر المغروس في قلب الأمة منذ عقودٍ طويلة، ولم يخفِ الدكتور شلَّح أن لهذه الثورات مشاكل وإفرازات جديدة ستضاف إلى هذا الركام والحطام.

ولفت شلّح النظر في نهاية حديثه إلى أن العالم وقف منذ أكثر من عقدين خلف مشروع التسوية، وكان همه تصفية قضية فلسطين إلى الأبد، قائلاً في السياق: «الصحوة بقيادة حركات المقاومة في قلب فلسطين، وفي لبنان، صمدت ومنعت تصفية القضية وحقّقت الانتصارات».

[**خارجية «حماس» : خطاب عبَّاس «مجرد توقعات ووعود»*]

من ناحية أخرى، قالت وزارة الخارجية في حكومة «حماس» في قطاع غزة، إن خطاب الرئيس أبو مازن، لم يحمل مضموناً جديداً، بل احتوى على «مجرد توقعات ووعود»، دون تقديم ضمانات حقيقية تؤكد ترجمة مثل هذا التوجه إلى حقيقة وواقع .

وأضافت في بيان لها: «من حيث المبدأ، إن الشعب الفلسطيني ناضل وقدم التضحيات من أجل الحصول على دولة مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين، وأيدنا كل جهد يصب في هذا الاتجاه».

واعتبرت أن المشكلة تكمن بأن السلطة اعترفت بوضوح بفشل المفاوضات، وفي الوقت نفسه تريد العودة إليها، ولكن بثوب جديد، وتقر أن الإعلان عن الدولة لن ينهي الاحتلال، ولن يأتي بالاستقلال، كما هي النتائج التي يمكن أن تترتب على هذه الخطوة إن لم تكن تتضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .

وأكدت الوزارة على ضرورة توحيد البيت الفلسطيني من خلال تنفيذ اتفاق المصالحة، وإعادة صياغة استراتيجية وطنية فلسطينية، تضمن السير في الاتجاه الصحيح و«عدم الدخول في مغامرات سياسية غير محسوبة»، على حد تعبير البيان.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2181726

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2181726 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40