الجمعة 16 أيلول (سبتمبر) 2011

الجمهور العربي يحلم

الجمعة 16 أيلول (سبتمبر) 2011 par ساطع نور الدين

اذا صح التقرير الذي نشره «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» قبل ايام عن ان جوهر الاشتباك الحالي التركي «الإسرائيلي» هو في التنافس على مخزون الغاز والنفط الموجود في المتوسط، فان احتمال المواجهة العسكرية بين الدولتين التي لم يكن بالإمكان تصورها حتى الآن، تصبح واردة، ومبررة، برغم ان موانعها لا تزال كثيرة.

لم يصل التقرير الاميركي الى حد التكهن بامكان اندلاع حرب تركية «إسرائيلية»، لكن الدراسات الصادرة في واشنطن وفي «تل ابيب» باتت تتحدث صراحة عن موازين القوى العسكرية بين الدولتين وما تملكه كل واحدة منهما من طائرات مقاتلة وقطع بحرية حربية وفرق برية، وسط انباء شبه يومية عن ان تركيا و«إسرائيل» تعدان جيشيهما للانتقال من مرحلة التحالف الاستراتيجي الذي ساد طوال العقود الستة الماضية من عمر الدولة اليهودية، برعاية وعناية خاصة من حلف شمال الاطلسي، الى مرحلة العداء المكشوف الذي يحتمل في اي لحظة تلقي الاوامر بتبادل اطلاق النار.

ما زالت الفكرة خيالية، لكن الدولتين سائرتان الآن في هذا الاتجاه بسرعة وتصميم. وما زالت واشنطن وبقية العواصم الحليفة لهما تراقب عن بعد ذلك التوتر الاستثنائي بينهما، وتتدخل على ادنى مستوى ممكن، وترسل التمنيات والرغبات في العودة الى اجواء التصالح والتحالف السابقة للاعتداء «الإسرائيلي» السافر على سفينة «مرمرة» التركية العام الماضي... والسابقة ايضا لبدء التنقيب «الإسرائيلي» عن النفط والغاز المتوسطي في المياه القريبة من قبرص وشطرها الشمالي التركي.

الاعتداء على «مرمرة» دافع رئيسي للتوتر، وقد كان حسب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سبباً للحرب، لكنه لم يكن سبباً كافياً، ولا طبعاً الحصار «الإسرائيلي» على قطاع غزة... مع انه كان ولا يزال مسرحاً مهماً لقياس نفوذ الدولتين المتنافستين ودورهما، ولرسم حدود المصالح بين «إسرائيل» التي تعتبر نفسها القوة الحاسمة في شرق المتوسط، وبين تركيا التي تعتبر ان هذه المنطقة هي مجالها الحيوي، على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية، وأخيراً المستوى الخاص بمصادر الطاقة، التي أكد اردوغان صراحة انه لن يسمح «للإسرائيليين» باستغلالها وحدهم، واصدر الامر الى ثلاث فرقاطات تركية للقيام بمهام الدورية في شرق المتوسط، كما اصدر الامر الى سلاح الجو التركي بان يشطب الطيران الحربي «الإسرائيلي» من لائحة الاصدقاء.

لا حاجة الى الاستنتاج ان تركيا مصممة على المضي بالتوتر الى حافة الاشتباك العسكري، الذي بات يمكن ان يحصل في اي لحظة في مياه المتوسط او في اجوائه. ولا حاجة الى البرهان على ان «إسرائيل» لم تقدم حتى الآن، وعلى الرغم من الكثير من النصائح الاميركية والغربية، أي تنازل لا في البحر ولا في البر ولا في الجو من شأنه ان يوقف تدهور علاقاتها مع احد اهم حلفائها في العالم الاسلامي.

الاندفاع الى حافة الحرب يتسارع يوماً بعد يوم، لكنه لا يعني ان تبادل اطلاق النار ليس حتمياً... برغم ان الجمهور العربي يحلم بيوم يسمع فيه خبر اغراق البحرية التركية لمدمرة «إسرائيلية»، او خبر قيام الطيران التركي بالإغارة على المنصات «الإسرائيلية» للتنقيب عن الغاز في المتوسط.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 44 / 2178034

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2178034 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40