الثلاثاء 13 أيلول (سبتمبر) 2011

وأخيراً تناثرت أوراقها

الثلاثاء 13 أيلول (سبتمبر) 2011 par د.امديرس القادري

مطروداً، وهارباً، فر يتسحاق ليفانون سفير الكيان الصهيوني وبصحبته جميع المجرمين من أعضاء طاقم السفارة من قاهرة المعز، وبعد أن قام أبناء مصر الأبطال بمحاصرتها، وهدم السور العازل المقام أمامها، واقتحامها وتنزيل علمها النجس، ومن ثم الإقدام على إلقاء أوراقها من شرفاتها لتحط في أيدي المتظاهرين الذين أعادوا لمصر وللأمة العربية والإسلامية عزتها وكرامتها بفعلتهم التاريخية التي جعلتنا نتسمر أمام شاشات التلفزة لمتابعتها.

على القدس رايحين شهداء بالملايين، ومصر فوق الجميع، وتسقط «إسرائيل»، وشوف يا مبارك يا أكبر عميل لـ «إسرائيل»، هذه هي شعارات الأحرار من أبناء النيل الخالد، وذلك في ختام جمعة تصحيح المسار التي وقفت أجهزة الأمن عاجزة أمام قوة فعلها وفعالياتها التي رفض المحتشدين إلا أن يلبسوها وسام الانتصار عبر اقتحام وكر العار الذي فتحه الخونة والأنذال في عاصمتها الحرة والأبية قبل ثلاثة عقود.

صراخ وعويل المفزوع نتنياهو لم يعد يخيفهم، فالمرعوب لم يكن ليصدق ما رأته عيناه، ولذلك راح يهدد ويعلن بأن ما حدث اليوم في مصر لن يمر مرور الكرام، ولم يجد واحداً يشاركه الفزعة، والعزاء، والمواساة، سوى المسكين أوباما الذي سارع إلى مطالبة الحكومة المصرية إلى احترام الالتزامات الدولية وحماية أمن السفارة وكأنه يتناسى بأن مصر اليوم ليست مصر الأمس التي كان يأمرها وينهاها كما يشاء وبلا حسيب أو رقيب.

ولذلك، وما دام الرئيس أوباما مصراً على التعامل بغباء وجهل وعدم تصديق، فلا بأس من أن نقول له بأن مصر يا سيادة الرئيس أصبحت اليوم نظيفة من فلسفة العفن، ولزوجة السياسية، وتقرح المبادئ، واهتراء اللغة، وسفلس العجز الذي فرضتموه عليها عبر سرقتها وتكبيلها باتفاقيات إسطبل داوود، فمصر اليوم حرة، وها هو قرارها السيادي يعود إليها ولشعبها شيئاً فشيئاً وبالتدريج، وما عليك إلا أن تحترم ذلك وترضخ له من الآن فصاعداً.

أن تتطاير أوراق العار فهذا أول الغيث، وما سيأتي بعده فلن نشكك أبداً في عظمته وأهميته وعنفوانه، هذه هي الوعود المصرية تتحقق على أيدي أحرارها الذين أبوا أن ينكثوها، أو أن يتراجعوا عن كلمتهم، حين قالوا إن فلسطين ستتحرر وسوف تعود لأصحابها الشرعيين وهذا ما سيكون لمصر وشعبها شأن فيه، ودور كبير، ومهما أزبد وعربد نتنياهو وعصابته الذين اصطكت مفاصلهم وهم يشاهدون وثائقهم تتطاير وتحط تحت أقدام شباب مصر وحرائرها الذين صبروا طويلاً ودفعوا الغالي والنفيس من أجل هذه اللحظة.

نقول ذلك ونحن ندرك حجم ومقدار صعوبات ومخاطر هذه المرحلة الانتقالية التي تمر فيها مصر العزيزة والغالية في الداخل أولاً، ومما يحاك لها في الخارج ثانياً، ونستطيع تقدير الأعباء الملقاة على كاهل المجلس العسكري الحاكم الذي يتولى قيادة البلاد في ظل كل هذه الأعباء السياسية، والاقتصادية، والأمنية المناط بها حماية ومراعاة كل صغيرة وكبيرة، ولكن بالرغم من كل ذلك فإننا لن نجد لهذا المجلس العسكري أي مبرر أو عذر إذا ما تهاون، أو تراخى، أو قصر في الدفاع عن سيادة مصر، وشرفها، وكرامتها، وحتى تعود البلاد إلى وضعها الطبيعي المدني، ويعود جيشها إلى معسكراته وثكناته ليظل حامياً لها ومدافعاً عنها.

ثلاثة شهداء وأكثر من ألف مصاب هي الحصيلة الأولية لوقفة العز، والفخر التي صنعها شباب المحروسة الثائر والرافض لوجود هذا السرطان المصطنع على ثرى بلادهم، هذه إذن هي بداية التسونامي الوطني الذي لا بد أن تضرب أمواجه العاتية لتطيح بكل ما حاولوا القيام به من أجل تطبيع العلاقات مع الصهاينة في ظل غياب الإرادة المصرية الشعبية، وفي ظل تزوير بصمة مصر الرافضة لهذا الوجود، وبعد أن قررت أن لا تعود أبداً إلى الوراء ومهما كان الثمن، وعليه فالبوصلة لن تحيد أبداً عن الشمال، وعقارب الساعة التي لن تعود الى الوراء سوف تواصل الدوران والتقدم إلى الأمام، وكل من يحاول وقفها عن الحركة فقطع اليد له بالمرصاد، مصر انتفضت وقامت لمحو العار فهناك أشياء كثيرة تنتظر لأخذ الثأر!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 686 / 2166292

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2166292 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010